سوريا/ في رحاب وطننا العربي.. اطلالة تاريخية/ سوريا لم يغلق بابها يوما بوجه لاجئ
[align=justify]الأخت الغالية الدكتورة رجاء بنحيدا
شكرا لمرورك واهتمامك بما ينشر عن سوريا الحبيبة الغالية.
لسوريا دين في رقابنا نحن اهل فلسطين الذين لجأنا اليها بعد نكبتنا الاولى عام 1948م، فقد استقبل السوريون اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948 وقدموا لهم كل ما استطاعوا من مساعدة أخوية، خففت من مشكلات لجوئهم، وساعدت في إعادة تطبيع حياتهم ودمجهم في المجتمع السوري عبر مختلف الأشكال بما في ذلك الزواج المختلط، واندمج الفلسطينيون في الحياة العامة. وفي مختلف الأنشطة الاقتصادية من الزراعة والصناعة والتجارة إلى الخدمات، وموجودون في المؤسسات والهيئات الاجتماعية والسياسية ومنها النوادي والجمعيات والأحزاب السياسية، وهم حاضرون في الوظائف الحكومية العامة حتى مراتبها الإدارية العليا من مرتبة معاون وزير، وموجودون في صفوف القوات المسلحة وبكافة الرتب، وتطبق عليهم أنظمة التجنيد ونظام خدمة الضباط، ومسموح للفلسطينيين بتملك وإدارة المشاريع، إضافة إلى ملكية دور السكن، كما جرى السماح لهم بإقامة وتنظيم الأنشطة التي تخصهم في مختلف المجالات سواء كانت تحت لافتة منظمة التحرير الفلسطينية والجماعات المنضوية في إطارها أو خارج تلك اللافتة. باختصار شديد كان وضع الفلسطينيين مميزا بالمستويين الرسمي والشعبي في سوريا مقارنة بأوضاعهم في بقية البلدان العربية وحتى الاجنبية. باختصار سورية هي قلب العروبة النابض التي حملت همّ فلسطين فدفعت الثمن غاليا ولازالت.
يؤسفني أن أقول أن الشعب السوري يعيش هذه الأيام أسوأ مرحلة في تاريخه، فهو ما بين مقتول وجريح ومهجر ومشرد وجائع نتيجة ظروف الحرب الكونية عليه، وللأسف لم يجد من دول العالم من يستوعبه أو يمد له يد العون، بل على العكس كانت اليد ممدودة بسخاء لعصابات القتل والإجرام لم نشهد هذا السخاء من قبل ولا حتى لأشرف قضية عربية واسلامية هي قضية فلسطين،
تاريخ سوريا العظيم كان حافلا باحتضان اللاجئين على أرضه وعومل اللاجئ كضيف في منازل واماكن ايواء تليق بالانسان.
سوريا لم يغلق بابها يوما بوجه لاجئ ونازح ومن كان يطلب الآمان يلجأ الى سوريا.
كان الشعب السوري كريماً ومضيافاً فاتحا صدره وذراعيه وقلبه لاستقبال مئات الألاف منهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
احتضنت سورية اللاجئين المصريين من جيش ابراهيم باشا عام 1839م.
واحتضنت سورية اللاجئين من الشركس عام 1860م.
واحتضنت سورية اللاجئين من الأرمن عام 1914م.
واحتضنت سورية اللاجئين من فلسطين عام 1948م و عام 1967م .
واحتضنت سورية الايرانيين والعراقيين فترة الحرب العراقية الايرانية مابين عام 1980 - 1988م.
واحتضنت سورية الكويتيين والعراقيين فترة الحرب العراقية عام 1990م.
واحتضنت سورية اللاجئين من لبنان مابين عام 1975 وعام 1982 و 1996م 2006م.
واحتضنت سورية اللاجئين من العراق اثناء وبعد الغزو الامريكي عام 2003م.
احتضنت سورية الجميع كما تحتضن الأم اولادها.. ويُقال أن سورية كبيرة لانها استوعبت الجميع والعالم صغير لانه لم يتسع ويستوعب الشعب السوري.
وللعلم لازال يعيش في سوريا عدد لابأس به ممن لجأ الى سوريا من مختلف البلدان ويعاملون معاملة السوري دون تمييز ومنهم من حصل على الجنسية السورية كالشركسي والأرمني على سبيل المثال ويفتخر بها، طبعا باستثناء الفلسطيني وذلك حفاظا على هويته الوطنية وحقه في العودة الى ارضه السليبة.
سيكتب التاريخ وستقرأ الأجيال ان الشعب السوري عندما احتاج الى مأوى، لم تأوه إلا الخيام على الحدود، وعندما احتاج الى ملجأ، واحتاج اخوته العرب، منعوه من الدخول، فيالها من مأساة ونكران للجميل.
نعم سيكتب التاريخ .... و ستقرأ الأجيال
أن سوريا لم تغلق بابها يوماً بوجه نازح أو لاجئ أو هارب من بلده ولم تطلب يد العون من أحد بحجة ايواء اللاجئين كما تفعل الدول الاخرى.
إن سوريا لم تطلب يومآ تأشيرة أو فيزا لدخول أي عربي يريد الزيارة أو السياحة أو المرور أو حتى الإقامة، وحتى وان كان يحمل جواز سفر اوروبي مثلا يكفيه اثبات انه عربي.
في سوريا لم تنصب أبدآ خيمة لنازح أو مشرد أو طريد من بلده، بل أن في سوريا فتحت البيوت وأقيمت الأحياء والشوارع للم شمل الوافدين واللاجئين.
من حق أي سوري أن يرفع رأسه عاليا ويفتخر ويقول نعم أنا سوري.
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|