[د. منذر أبوشعر]

الخصائص: كتاب في أصول النحو على مذهب أصول الكلام ومنهج الحنفية في أصول الفقه. بناه ابن جني على اثنين وستين ومائة باباً، تبدأ بباب القول على الفصل بين الكلام والقول، وتنتهي بباب في المستحيل وصحة قياس الفروع على فساد الأصول.
أهداه ابن جني لبهاء الدولة البويهي أحمد بن عضد الدولة (ولي السلطنة من سنة 379 هـ - 403 هـ ).
والكتاب، وإن كان يبحث في خصائص اللغة، وفلسفتها ومشكلاتها، إلا أنه اشتمل على أبواب تخرجه عن هذا النطاق، كبحثه في الفرق بين الكلام والقول، وبحثه في أصل اللغة: أهي إلهام هي أم اصطلاح؟ وغيرها. قال ابن جني: هذا الكتاب ليس غرضنا فيه الرفع والنصب والجرّ والجزم؛ لأن هذا أمر فرغ منه في أكثر الكتب المصنفة فيه، وإنما هو مبنيٌّ على إثارة معادن المعاني، وتقرير حال الأوضاع والمبادئ، وكيف سرت أحكامها في الأحناء والحواشي.
ومما يُعد من النوادر في هذا الكتاب: الباب الخامس والأربعون بعد المائة في القول على فوائت كتاب سيبويه، والباب الحادي والخمسون بعد المائة فيما يؤمنه علم العربية من الاعتقادات الدينية، والباب الثامن والخمسون بعد المائة في سقطات العلماء.
وطبع الكتاب في دار الكتب المصرية بتحقيق الأستاذ محمد على النجار في ثلاثة أجزاء ما بين أعوام 1952م - 1955م ، مع مقدمة جليلة، وضح فيها أثر الكتاب في أعمال النحويين من بعده، وعقد فصلاً نبه فيه إلى كثرة النصوص التي نقلها عنه ابن سيده (علي بن إسماعيل 398 هـ - 458 هـ إمام اللغة الأندلسي) بلا عزو، حتى إنه استعار عبارته ذاتها في وصف حاله.