بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
هل تعلم أن عدد شعر الرأس عند الإنسان البالغ يقدر بمئة ألف شعرة و عدد شعر جسمه كله يقدر بمليون شعرة , و هل تعلم أن الشعرة هي نتاج ما يدعى بالجراب الشعري الموجود في الجلد و أن عمر الشعرة يختلف من مكان لآخر .
و هل تعلم أن الجلد مؤلف من ثلاث طبقات , البشرة و الأدمة و النسيج الشحمي , و أن البشرة أشد ما تكون ثخانة في الراحتين و الأخمصين (1,5ملم) , و الأدمة أشد ما تكون ثخانة في الظهر , بينما الطبقة الدهنية أغزر ما تكون في ناحيتي الظهر و الإليتين .
الكاتب : د. محمد رأفت عثمان / دمشق – آخر تعديل 16 آب 2014
تشبه البشرة (الطبقة الجلدية الأعلى) الجدار من حيث أنها تتألف من لَبِنات هي الخلايا المقرنة و المتقرنة (الخلية البشروية الأساسية) و التي تتراص و تلتصق مع بعضها البعض بشحوم معتدلة كارهة للماء (ملاط) و بخيوط موترة (الجسيمات الرابطة) و ببروتينات سكرية , و في حال نقص الالتحام بين هذه الخلايا فإننا يمكن أن نشاهد مرضاً يدعى الفقاع الشائع , بينما في حال كان التوسف الجلدي ضعيفاً نتيجة زيادة الالتحام و عدم قدرة الخلايا القرنية الفكاك عن بعضها البعض في المكان المناسب فإننا يمكن أن نشاهد مرضاً يدعى السماك .
الكاتب : د. محمد رأفت عثمان / دمشق – آخر تعديل17كانون1 2013
- إن أسباب قيام الجلد بدوره كدرع ناعم جميل يعود لخاصية وجود الخلايا القرنية و المقرنة (الخلية الأساسية في البشرة) , المتراصة و الملتحمة مع بعضها البعض , و المسلحة بمادة القرنين الذي هو بمثابة الهيكل العظمي لها , إضافة لبروتيناتٍ تتواجد في غلافها , مقاومة للأذيات الفيزيائية و الكيميائية و غير قابلة للحل , و كذلك وجود ألياف المغراء (الكولاجين) في الأدمة (الطبقة الجلدية الوسطى).
إن توسف جلد الإنسان هو نتيجة تمايز (تغير و تبدل) الخلية المقرنة (الخلية الأساسية في البشرة) صُعداً من الطبقة السفلى (القاعدية) إلى الطبقة العليا (المتقرنة) , مروراً بطبقات أخرى , حتى يتم طرحها أخيراً إلى الخارج في اليوم 14 , و هذا ما يسمى بالتوسف الطبيعي الفيزيولوجي , بينما في مرض الصدف نجد أن هذه العملية لا تحتاج لأكثر من 3-4 أيام و هذا ما يسبب تراكماً مرضياً للوسوف المطروحة .
تشبه الخلية الصباغية (الميلانية) الأخطبوط في شكلها الذي يتألف من جسم و تغصنات , أما الجسم فوظيفته إنتاج جسيمات الصباغ (جسيمات الميلانين) , و أما التغصنات فوظيفتها نقل هذه الجسيمات إلى الخلايا المقرنة المجاورة لتلوينها و بالتالي تلوين جلد الإنسان .
جسيمات الميلانين إن كانت كبيرة و متناثرة في هيولى الخلايا المقرنة فإنها ستصبغ الجلد بالسواد , و أما إن كانت صغيرة و مضمومة إلى بعضها البعض فإنها ستصبغه بالبياض .
عندما يزداد عدد الخلية الميلانية (التي هي إحدى خلايا البشرة الأساسية) زيادة حميدة فإن ذلك يؤدي لتشكل الوحمات الخلوية (الشامات) , بينما إذا ما ازدادت زيادة خبيثة فإنها تسبب الميلانومات (سرطانات جلدية شديدة الخطورة) , و أنها أي الخلية الميلانية إذا ما تناقصت و فُقِدت فإن ذلك يسبب مرض البهاق , بينما مرض المهق (مرض وراثي يتصف بالبياض) ينتج عندما تفقد هذه الخلية قدرتها على صنع جسيمات الصباغ .
إضافة لما تقوم به الأجربة و الغدد الجلدية من وظائف أساسية , و نتيجة غوصها عميقاً في الأدمة فإنها تقوم بوظيفة أخرى و هي لعب دور البشرة الاحتياطية للجلد و ذلك لامتلاكها خلايا مقرنة تهاجر عند الضرورة من أعماق الأدمة إلى السطح المتأذي و الفاقد للبشرة فتقوم بترميمه و تشكيل بشرة جديدة .
تتميز المناطق غير المعرضة للضغط برقة البشرة (الطبقة الأعلى من الجلد) و ذلك كما في الأجفان , بينما المناطق المعرضة للضغط بشكل دائم كما في الراحتين و الأخمصين فإنها تتصف بثخانة تلك الطبقة , ثخانة طبيعية خلقية , ثخانة مرنة و جميلة , بالمقارنة مع الثخانة المرضية التي تحدث نتيجة الضغوط المتكررة التي لا تتناسب و قدرة الجلد على التحمل , حيث تكون هذه الثخانة قبيحة أو مؤلمة أو غير مرنة و ذلك كما يحدث في مسامير الأقدام .
إن ارتباط البشرة (الطبقة الأعلى من الجلد) بالأدمة (الطبقة الثانية من الجلد) يشبه ارتباط الجدار بالأساس (الشِّناج الإسمنتي المسلح بالحديد) , حيث أن البشرة تمثل الجدار المؤلف من اللبنات و الأدمة تمثل الأساس المسلح بما تحتويه من مادة استنادية و ألياف المغراء , و مما يزيد في أسباب قوة هذا الارتباط بين الطبقتين هو ارتباطهما ببعضهما بشكل جبلي متعرج و ليس بشكل أفقي مستقيم مما يجعل الجلد أكثر ثباتاً في مواجهة التأثيرات الخارجية .
الكاتب : د. محمد رأفت عثمان / دمشق – آخر تعديل 5 تشرين1 2014