شهادة الإجازة الأساسية في اللغة العربيةـــ شهادات تقديرية في الشعر والأدب - يكتب الشعرــ القصة القصيرة ــ الومضة..
ذقت العشق
.
ذقت العشق
ويلك يا فلان.. احذر مغبة العشق، ابتعد عن العشق، جانب طريق العشاق، انأَ بنفسك عن سفاهاتهم، واربأ بها أن تنزل إلى تفاهاتهم..
أي حب هذا الذي تدَّعي أنه داء أصابك؟ أي هذيان هذا الذي تزعم أنه أثر عشق يلعب بقلبك؟ وينازعك روحك؟ ويملك عليك نفسك؟ ويذهب بعقلك؟
يا هذا ..كيف تجيز لنفسك أن تقول إن هذا الهوى هوى بك إلى حيث يتعذر الصعود، وذهب بك مذاهب شتى تختلف على سالكها فلا يتبن أيهن يهدي فيسلكه؟
لماذا تبكي لأجل وهم تتوهمه، وأشباح تتخيلها، وصوت تسَّمعه أنت ولا يسمعه من حولك، وشخص تتبصره أنت و لا يبصره غيرك، وتمد يدك ثم تقبضها إليك كأنك تمدها سائلا فتولي بها وهي صفر وأنت خائب..
يا هذا..صوت الريح يشجيك، وسعي النهار يضنيك، وظلام الليل يؤذيك، وتوقع الخيبة يشيقك، وأنت أنت غريب في أرضك، ومستوحش وحولك أهلُك، سكران تمشي وتترنح وأنت أبعد ما يكون عن مسكر مخمر، تائه حائر والناس يهتدون بك، ويفقهون عنك، وود أحدهم لو وفق فأخذ أخذك، ونحا نحوك..
بمثل هذا وغيره كنت أسر إلى أخي الشاعر المُجيد عبد الحميد محمد العمري تارة، وأجهر تارة..
حتى كان أشقى ما يكون عاشق إذا ذاق أمر ما في العشق، وشبت نار الحب في قلبه، وهو بعيد أن يبلغ غايته، آيس أن يدرك بغيته ـ قلت له : أنت أردت أن تكون هكذا ذليلا، وبسهم الهوى قتيلا، فَذُقْ ما أعدت يمينك..
فرد علي بصوت مهموس ـ وعيناه مغرورقتان ـ قائلا:
يا محمد ارفع يديك إلى السماء [ولم أعرف أنها دعوة مظلوم توشق أن تصيب المدعو عليه فترديه] ففعلت..
فتلا داعيا:
"اللهم ابتَلِه فيرى" ولم يزد على ذلك.
فما زال بي هذا الحب يراودني عن نفسي حتى ركنت إليه صاغرا، أذوق من عذبه وعذابه ألوانا، وأعالج من سرائه وضرائه أضربا، وبكيت كما يبكي كل عاشق، وسهرت كما يسهرون، وسكرت كما يسكرون بفتنة الحب..
وصاحبت صاحبي في عالمه، وقارنته في وغربته..وناجاني وناجيته.
ولا أزال وأذكر أنه شكى إلي يوما وكنت قد أصبت بدعوته بعد، فرددت علي منشدا:
شهادة الإجازة الأساسية في اللغة العربيةـــ شهادات تقديرية في الشعر والأدب - يكتب الشعرــ القصة القصيرة ــ الومضة..
رد: ذقت العشق
سيدي زين العابدين...
شكرا لقلبك الرفيق، ولقول الرقيق، يسعدني مرورك بهذا الحرف المشعوب..
وإني ـ والله ـ ما أرى نفسي إلا شادٍ في باب الأدب والشعر..ولست بذي يقرن اسمه باسم أقل أسلافنا بضاعة..
شكرا جزيلا لك أيها الغالي...
كم أنت رائع بنثرك العاطر وشعرك الناضر .. ولا جديد سوى أنك تتبوء بالتدريج مكان وكانة في قلوب محبي الكلام الجميل والشعر الأصيل .. تحياتي لقلم سيال وحرف أكثر من جميل وشاعر ؛