" هل الورق  مطفأة للذاكرة " كما جاء على لسان الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي  
  الورق مطفأة للذاكرة  هو تشبيه  رائع ورؤية من زاوية الموت والانطفاء ، ولكن هو انطفاء لفكرة وانبعاث لأخرى ،هو رحيل وعودة ، هو مخاض وصراع للذاكرة .. 
 المطفأة هي  تشبيه  بذاك الرماد   الذي يتناثر فوق بياض الورق ، فيترك بعضا من بقاياه ، وكثيرا من رائحته ..
  لكني  أجد الورق  رفيق الذاكرة ، نسجل فيه  خوفا من النسيان  ،خوفا من فقدان الذاكرة ذات يوم ، خوفا من رحيل .. الكلمة !! 
على  هذا الورق  تتم ولادة ٌ من مخاض فكر وذاكرة ،  وصراع قلب وعقل يستقر على جنبات ورقة،  فهو مطفأة للألم فقط ، وحياة للأمل، وانبعاث له من دخان هذا  الألم ..
  هو انطفاء واشتعال ، هو إجهاض من نوع آخر ، وولادة أخرى  قبل  الموعد المحدد .. 
إنه الورق .. الذي نكتب فيه وعليه  ، وفوق سطوره تتحرك أناملنا ، فتنطق عقولنا وقلوبنا بمشاعر متناقضة لا نفهما إلا بعد تدوينها ، 
 الكتابة على الورق  ، كتابة ٌاشتعالٌ حريق ٌ ولهيب ،   نار ٌ لا تنطفئ بمجرد التدوين .. بل يبقى  رمادها خامدا .. ينتظر ريحا عليلا ينعش الذاكرة من جديد ، يبعث فيها روح الصبا ، وشقاوة .. الذكرى ، وحنين .. الكتابة الذي لا يخمدُ أبدا..!!