[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify]كشف الشاعر بوزيد حرز الله، أمس، خلال ندوة صحفية عن البرنامج التفصيلي لـ”إقامات الإبداع” التي ستحتضنها مدينة عنابة من 5 إلى 15 أوت 2015، يلتقى خلالها 18 شاعرا يكتبون باللغة العربية قدموا إلى الجزائر من عدة دول، تحت شعار “للمحبة سنكتب”، وهي دورة مهداة إلى روح الروائي الراحل الطاهر وطار.

يقيم لمدة عشرة أيام، 18 شاعرا بين مدينتين “عنابة وقسنطينة” بينما تقيم بين ضلوعهم لغة المتنبي، في مبادرة تعكس “لقاء الحضارات”، من زاوية الأسماء الأدبية والشعرية التي ستلتقي في أحضان عروس الشرق، تعتبر فكرة “إقامات الإبداع” التي ظل يحملها بوزيد حرز الله لسنوات، قبل أن تجد من يؤمن بها من المسؤولين والقائمين على الحقل الثقافي في الجزائر، بمثابة “شهادة ميلاد لقصائد جديدة بروح العمل والإحساس الثنائي”.

تشمل قائمة المبدعين، كل من الشاعرة الإيرانية من أصول عربية مريم حيدري، بالشاعرة العراقية فينوس فائق، وابن بلدها الشاعر على البزاز، ومن ليبيا الشاعر محمد على رمضان الدنقلي، ومن المغرب كل من عمر الأزمي وطه عدنان وعادل لطفي والشاعر أشرف القيرواني من تونس، ومن سوريا بسمة شيخو، بينما تشمل قائمة الشعراء الجزائريين المشاركين، رمزي نايلي، خالد بن صالح، قادة دحو، عمار مرياش، عيسى قارف، جمال بن عمار، لميس سعيدي، لميس مسعي، عبد الرزاق بوكبة ونصيرة محمدي.
أكد المشرف العام على البرنامج بوزيد حرز الله، أن اختيار الأسماء المشاركة جاء “ليعكس التنوع في مشارب المحبة”، ويحمل تنوع في أطياف الشعراء الذين قدموا من عدة دول، من أجل هذه المبادرة التي ستتوج بإصدار كتابين، كما أوضح الشاعر أن “ما يعيشه العالم من أحداث خصوصا الدول العربية هو ما جعل من اختيار شعار “المحبة” الأقرب للتظاهرة، كما يقول “ما أحوجنا اليوم لزرع بذور المحبة”، وسيكون للمبادرة دورة ثانية شهر ديسمبر تحتضنها منطقة “تاغيت” بمشاركة مبدعين آخرين من دول مختلفة عربية وأجنبية.

تعود فكرة “إقامات الإبداع” إلى الجزائر بعد ثماني سنوات من التجربة الأولى التي احتضنتها تظاهرة “الجزائر عاصمة للثقافة العربية” والتي عرفت نجاحا كبيرا، مما جعل البعض يتحدث عن “ميلاد أدب النجمات الخمس”، كما قال بوزيد حرز الله، إن مثل هذه التظاهرات، لها أهداف سياحية أيضا، حيث أن اختيار مدينة عنابة الساحلية يلهم الشعراء، ويدفع نحو تشجيع “أدب سياحي”، يخدم الجزائر ويضيء صورتها في الخارج، وهو ما أكد عليه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي اعتبر أن “اختيار مدينة عنابة لاحتضان تظاهرة ثقافية بهذا الشعار، يجسّد مقولة ابن المدينة القديس أوغسطين الذي قال: “الله يحب كل واحد منا كما لو أنه لا يوجد غيره”، بالإضافة إلى كون عنابة مدينة أنجبت قامات في الشعر أمثال الراحلين عمر بوشموخة وعبد الله شاكري اللذان اغتالته يد الإرهاب.

كانت الندوة فرصة أيضا لفتح النقاش حول جدوى كتابة الشعر، ودور القصيدة في قراءة الواقع، في هذا الإطار لم يخف الشاعر بوزيد حرز الله امتعاضه من الندوات الشعرية، وقال “سئمت من المنابر الصامتة في الندوات”، يجب أن يكون الشعر حرا، “ألقوا بالقصائد في المقاهي والساحات وحرروها من الكراسي والقاعات”، داعيا الشعراء إلى البحث عن آليات جديدة لإيصال قصائده للقارئ. ويعزي الشاعر بوزيد حرز الله من جهة ثانية أزمة الشعر في عزلته، إلى ما يمكن وصفه بالقطيعة التي اتخذها الشعراء منهج حياة، إنها قطيعة تحاصر المثقف أينما حل في عزلة اختياريه تضعه في قفص بعيد عن الفنان، الموسيقى، المسرحي، وذلك في ظل غياب النوادي والمقاهي الثقافية، التي تلعب دورا هاما في صقل المواهب وتمنح الإبداع روح عصرية متجددة يعشقها الجمهور، على نحو لقاء “صوت كاظم الساهر وماجدة الرومي بقصائد نزار القباني” وغيرها من اللقاءات الإبداعية التي تمتزج وتتلاقح لتصل إلى قلوب الملايين.

[/align]

يومية الخبر الجزائرية: 2015/07/29

[زين العابدين إبراهيم]

شكرا لك أيها الأديب مقال في غاية الروعة ... وهذا مانحن بحاجة إليه في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها عالمنا العربي والإسلامي..
إنه ملتقى أدبي يحمل رسالة إنسانية سامية وبالتالي فهو ناجح ومتميز بكل المقاييس...
لك كامل الود والتقدير والاحترام
محبتي لك أستاذي الفاضل

[محمد الصالح الجزائري]

شكرا جزيلا لك اخي زين العابدين...فعلا ما أحوجنا إلى مثل هذه اللقاءات الأخوية الأدبية الإبداعية..