[frame="5 98"]
تنتظر الطيور الجارحة في أصل السماء
لا تكلّ اليوم ولا تتعب
تنتظر هدير الموت القادم على استحياء
على استحياء
أخشى العسس .. وعيون الليل لا تنام
يهدر صوت الحياة والأنام جافتها الأحلام
أيصمت الحادي هذا المساء؟ والعندليب يغنّي ..
يصدح حتى كسوف الشمس .. لحظات قبل الأذان
لحظاتٍ في عمر الزمان
لا تكلّ الطيور الجارحة لا تتعب
لا تكفّ عن مراقبة الضحايا
لا تهجع الى مراقدها
لا تخشى الطيور حمم البراكين
وصلف الجبال
عيونها قدّت من صلب الصحارى
يواكبها الظمأ لغرس أنيابها في
لين الألياف .. تخطف من العينين
آخر بريقٍ ولا تقيم وزناً للرجاء
لا تقيـم وزنـاً للرجـاء
تهيم الطيور الجارحة فوق مياهك
تحلّق بالقرب من برجِ جوزاء
ريشها الصلب لا يرفّ في حضرة حياؤك
تتلاطمها الرياح لكنّها .. لا تفتأ تعربد
في رحم الفضاء
تخطّ بمخالبها الأثير
وتمضي نحو عالمٍ من الشبق
تكاد تلمس سفحة السماء
وحيدة في عتمة المجهول
يمنعها دفق الهواء البارد من العودة
وتبقى الجوارح تحلّق في البعيد عنوة
بين أعينها الحمراء تبدو حقول البرتقال
يافا ما تزال عروس الدنيا
من يرفع عن وجهها الطرحة البيضاء
من يكفكف دموع يافا؟
من يذوق رحيق الحمض ..
ويسبر الليلة أسرار يافا؟
بين أعينها الحمراء يمتدّ الكرمل
كتاب يرفض فتح صفحاته
من يُحْسِنُ القراءة في زمن الموت؟
من يملك كتابة التاريخ ثانية؟
لعنة الأسئلة لا تنتهي
حان وقت الوليمة يا مدائني
تنقض الكواسر متحفزّة متحدّية
عيونها تنفذ الى الخمائل قبل
انتهاء حميم القبلة
قبل أن ينهي الحادي قصائده
قبل أن يلفظ الفجر روحه
ويقفل الحارس أبواب القضاء
[/frame]