|
عام مضى فأين منه الحساب
,,في الحديث الشريف عن رسول الله(ص)أنه قال:"أيها الناس:إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم،وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم إن المؤمن بين مخافتين:أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه،وأجل قد بقي لا يدري ماالله قاضٍ فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه،ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت".وهاهو عام كامل، تصرَّمَتْ أيامُه، فهلا تفكرت أيها المسلم أين من كان قبلك في الأوقات الماضية؟أما وافتهم المنايا وقضت عليهم القاضية ؟..تأمل معي أحوال الراحلين،واغتنم في حياتك صالح الأعمال،قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله..حين أقف أنا مع نفسي وتقف أنت مع نفسك ونمحّص أيامنا السالفات في عامنا الذي مضى فننظر ما كان من حسن، لنثبت عليه وما كان من سيئ لنتجنبه،حين نفعل ذلك نكون قد خطونا الخطوة الصحيحة للإصلاح،وأخذنا بيد أنفسنا للخيروالفلاح..ماذا أودعنا في عامنا الماضي؟! هل أودعنا فيه صلاة وصياماً وذكراً ودعوة وبكاء وخشية وتوبة وصبراً على المكاره وقياماً بأمرالله؟!أم أودعنا فيه لعباً ولهواًوقضاء للشهوات واغتراراًبمتاع الدنيا الفاني؟هل رآناالله نتهجد في ظلمات الأسحار ونحني أصلابنا على القرآن الكريم،ونلهج بالأذكار, ونبلل الأرض بالدمع في خشوع بالليل وبالنهار؟! أم رآنا ساهرين على أكل الحرام وسماع اللغومن الكلام, لاهين عما أمرنا به,مقبلين على ما نهانا عنه؟!حاسب نفسك اليوم فأنت أقدرعلى العلاج من غدٍ،وإنك لا تدري ما يأتي به الغد،حاسبها في ختام عامك وفي جميع أيامك،استدرك ما فات بالتوبةواستقبل معي ما بقي بالعمل الصالح،فإن إقامتنا في هذه الدنيا محدودة،وأيامنا معدودةوأعمالنا مشهودة ووالله ثم والله إنه لينتظرنا أنا وأنت كأس مر لابد لي ولك من أن نذوقه،إنه الموت،والله لنموتن أنا وأنت ويموت كل حي شئنا أم أبينا،رضيناأم لم نرض وإن بعد الموت قبرًا وبعثًا ونشورًا وكتابًا يسطر كل ما عملناه في أعمارنا، و يوم جزاء وحساب،فمن قضى عمره في طاعة ربه ومولاه وقدم خيرًا فهو إلى خير ونعيم،ومن قضى عمره في اقتراف الشرورالمعاصي وإغضاب ربه عز وجل فهو إلى شقاء وجحيم.أستحلفك بالله أن تنظرفي أمرك وأنت تستفتح عاما هجريا جديدا,فرطنا أنا وأنت وأكثرنا التسويف,أقعدتنا الآمال وضيعنا الليالي والأيام, أَضَعنا الصَّلَوَاتِ وَانغمسنا في الشَّهَوَاتِ وَتَتَبُّعِنا العَورَاتِ,وَولغنا في الخَبَائِثِ وَالمُحَرّمَاتِ،أستحلفك بالله أن تعود إلى ربك,وأن تتوب من ذنبك,وتفيق من غفلتك,وأن تكف عن اللهووغرف النعائم,وأكل الحقوق والرتع في المظالم, والبغي وهتك المحارم. عام كامل مضىمن أعمارنا وكأنه ساعة من نهار، مضى بإنجازاته وإخفاقاته وأفراحه وأتراحه،مضى ومضينا معه,نسير في ركابه،تحركنا الوقائع والأحداث ولا نحركها نُدفع دفعًا نحو أقدارنا المحتومة دون حراك منا أو أدنى مواجهة،لا نملك من أمرنا شيئًا، ندور مع عجلة الحياة حيث دارت بخيرها وشرها،ليس لنا رؤية أوإرادة في دفع أنفسنا نحو ما يعليها وينهض بها. إن أكبر ما يؤلم ويفتت الفؤاد,أن يكون لدى أمة الإسلام من الإمكانات والخيرات ما يؤهلها للقيادة والريادة,ثم إذا هي قاعدة ليس لها عمل ضمن سعي العاملين،وأنا وأنت محسوبون من المسلمين,مفعول بنا لا فاعلين،أنا وأنت مجرد رقم في عدد المليار ونصف،نأكل ونشرب ونحياونموت كالأنعام رؤانا محبوسة في قمقمٍ عميقٍ من ضمائرنا المغيبة،وإلا فأخبرني، كم مرة في هذا العام فكرت في حال المسلمين فاغتممت وفاضت عيناك؟! كم مرة احترق قلبك وأنت ترى ما يحل بأهلنا في فلسطين ؟كم مرة رفعت يديك في ضراعة وخشوع تدعو لأولئك المساكين المستضعفين في سوريا والعراق واليمن ؟ما أكبر الفضيحة! وما أعظم المأساة ..نحن مدعوون إلى أن نتخذ من هذه اللحظة التاريخية لحظة بداية عامنا الجديد منطلقاً نحو وعي أكبر بقضايا أمتنا،وتفاعل أفضل مع مشاكلها وبداية نوعية لنمط جديد من التفكير يكون للإسلام ولأمة الإسلام حظ كبيرمنه غيرمبخوس ولا منقوص حتى نعذرأمام الله عزوجل يوم تنشرالصحف وتكشف الأسراروتبطل الأعذار ويقال لمن الملك اليوم,لله الواحد القهار.فاتق الله وتفاءَل بالخير,استفتِح عامَك بتوبةٍ نَصُوح من الزلاَّت والسيئات،داوِم على الأعمال الصالِحات وأكثِر من القُرُبات والطاعات،وكف نفسك عن الخبائث والموبقات,وعالجها عما فيها من المهلكات,وسجِّل في صحيفة عامِك الجديد ما يسُرُّك في دُنياك وعند الممات.نسألك اللهم يا كريم يا منان،أن تختم عامنا بالعفو والغفران والرضا والرضوان,والرحمة والجود والامتنان،وأن تجعل عامنا المقبل عاماً مباركاً حميداً،وترزقنا فيه رزقاً واسعاً وتوفيقاً وتسديداً....آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
اهداءات نور الأدب
16 / 10 / 2015, 17 : 11 PM
المواضيع المتشابهه
