عزيزتي نصيرة
جوزيتِ خيرا ونعم الاجر من الله عن نبيه الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم على ما أوردتيه هنا من نفحات طيبة بحق رسولنا وشفيعنا وإمام المتقين , وودتُ لو أني لم أضطر لذكر ما سأقوله فيما بعد , ولكنها ربما تكون لفتة نظر وتذكرة لأخواني المسلمين من اهل السنة والذين يؤثرون على مسك العصا من المنتصف وينادون بقولهم أن الشيعة هم مسلمون واخوان لنا في الدين .. لذلك وجب عليَّ جلب ما يقوله علماؤهم ومراجعهم – لا السوقة والدهماء - في حق واحد من اعظم صحابة رسولنا على رسولنا وآله واصحابه الصلاة والسلام ومن خير خلفائه الا وهو ابو بكر الصديق رضوان الله عليه ,, فها هو قولهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في شبكة الشيعة العالمية
نقلا عن كتاب – الشهواد المهرقة – الشهيد نور الله المشتري -ص 307 , 308 ما يلي
- قال : الاية الثالثة قوله تعالى " ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها " اجمع المسلمون على ان المراد بالصاحب ههنا أبو بكر ومن ثم من انكر صحبته كفر اجماعا .
واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان الضمير في " فانزل الله سكينته عليه " لابي بكر ولا ينافيه " وايده بجنود " ارجاعا للضمير في كل الى ما يليق به وجلالة ابن عباس قاضية بانه لولا علم في ذلك نصا لما حمل الاية عليه مع مخالفة ظاهرها له
اقول : الاستدلال بهذة الاية على فضيلة أبي بكر وأما من حيث مجرد كونه مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار ، وأما من حيث وصفه بكونه ثانى اثنين للنبى صلعم فيه كما ذكر فخر الدين الرازي في تفسيره ، أو من حيث تسميته صاحبا للنبى صلعم ولا دلالة لشئ منها على ذلك ، .
أما الاول فلانه شاهد عليه بالنقص والعار ، واستحقاقه لسخط الملك الجبار ، لا الفضيلة والاعتبار لأن النبي صلعم لم ياخذه معه للانس به كما توهموه لأن الله تعالى قد آنسه بالملائكة ووحيه وتصحيح اعتقاده انه تعالى ينجز له جميع ما وعده وإنما
اخذه لانه لقيه في طريقه فخاف ان يظهر امره من جهته فاخذه معه احتياطا في تمام سره ولما دخل معه صلعم في الغار في حرز حريز ومكان مصون بحيث يامن الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله تأخر عنه في الدخول .
وأما التفاوت بحسب الشرف والرتبة فلم يستعمل الاية فيها ولا هو لازم منها والا لزم ان يكون المعنى على ما اوضحناه ان النبي صلعم مؤخر عن أبي بكر في الشرف والفضل وهذا كفر صريح كما لا يخفى فاتضح ان استعمالهم لتلك العبارة في شان
أبي بكر وتداولها في مدحه على رؤوس منابرهم انما هو حيلة منهم في ايهامهم للعوام ان صريح عبارة الاية نازلة في شان أبي بكر وانه ثانى اثنين النبي (ص) في جميع الامور وقد بينا بحمد الله تعالى ضعف حيلتهم ووهن وسيلتهم .
وأما الثالث فلان الصاحب المذكور في متن ما نقله من الاجماع على تقدير صحة النقل اعم من الصاحب اللغوى والاصطلاحي كالمذكور في اصل الاية وحينئذ لا فضيلة فيه لابي بكر إذ لا مانع من ان يكون صاحب النبي ( ص ) بالمعنى
كافرا أو فاسقا كيف وقد سمى الله تعالى في محكم كتابه ايضا الكافر صاحبا لهم كما في قوله تعالى عن لسان يوسف عليه السلام " يا صاحبي السجن أارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار " وقد صرح القاضى البيضاوى في تفسيره وغيره بان
المراد يا صاحبي في السجن وحينئذ تسمية أبي بكر بالصاحب لا تدل على اسلامه وسلامته فضلا عن ان تدل على فضله وكرامته فاى فضيلة في آية الغار يفتخر فيها لابي بكر ؟ لولا المكابرة والعناد أو البعد عن فهم المراد ولقد ظهر بما قررناه
انه إنما يلزم من الاجماع المذكور بعد صحته تكفير من انكر صحبة ابى بكر مطلقا لا صحبته بالمعنى الاصطلاحي المتنازع فيه .
وأما ما اخرجه ابن ابى حاتك عن ابن عباس فالمنافاة فيه ظاهرة ولو وافق فيه لابن عباس جميع من في الدنيا وانما يندفع لو لم يكن نزول السكينة على النبي صلعم لا يعاقبه مع انه قد وقع حكاية نزولها عليه في مواضع من القرآن كما سيأتي ولا ريب في ان ارتكاب انفكاك الضمير بلا قرينة ظاهرة لا يليق بفصيح الكلام فضلا عن افصح الكلام .
ــــــــــــ انتهى
وفي الختام أقول بأبي وأمي ونفسي وولدي أنتَ يا رسول الله
جمال زيادة