غبي ..ولكن .. !
عندما كنت أرى مايسمى مثقفاً عربياً يتحدث بكلام أفهم نصف ربعه .. وهو أجرد الوجه.. كنت أستمع له بإمعان وهو يتكلم عن : (نحن والآخر) و(الصيرورة) و(الزمنكة) و(التأطير) و..و..
فأشعر بأنه يملك مقومات خارقة بكلامه عن المجتمع الأمريكي والحضارة الأمريكية والحرية وحقوق الإنسان و(جمهورية النظرية) ..
وسرعان ما أدخل معه في هذه الأحلام وأطير معه إلى تلك البلاد..
اليوم أفكر بأسلوب "رجعي" قليلاً فأرجع الذاكرة إلى ملايين القتلى من الهنود الحمر وأمثالهم في الحرب الأهلية الأمريكية..أتذكر تلك الوجوه من أصحاب البشرة السمراء الذين جيء بهم لسخرة البيض ،أفكر في القتلى السود من ضحايا التمييز العنصري وأتذكر الهدايا (الذرية) التي قدمتها أمريكا لليابان فحصدت آلافاً مؤلفة من العرق الأصفر في لحظات..
وتركت أضعافه يعانون من تشوهات لا تزال الأجيال تتناقلها حتى اليوم..
أسترجع حرب كوريا التي قتلت الأهالي وفرقت العوائل.. ودمار فيتنام تحت وابل قنابل (النابالم) المحرمة دولياً..
استحضر التدخل في حرب لبنان.. وإيقاد نار الفتنة بين العراق وإيران .. والتدخل في بنما و..نيكاراجوا و..أندونيسيا و.. تشيلي .. و ..ولكنني أستغفر وأتعوذ وأقول :
معقول أنا مستر غبي وأفهم أكثر من (المثقف العربي) ؟
لا.. لا.. لايمكن .
اليوم دخلت (الحضارة الأمريكية) إلى العراق ورأيت مارأيت من تعامل عساكر الحلفاء مع أهلنا بمنتهى الرقة والأنسانية !!
واليوم فقط (فتّحت) وأدركت أنني أستمع ـ منذ سنوات طويلةـ إلى مجموعة (نصابين) لايستأمنون على (دجاجة)!
ربما أكون غبياً ..
ولكنني قطعاً لست مجنوناً !

نشرت في 29/4/2007

أستاذي الفاضل تحية طيبة
الدعاية الغربية اصبحت للأسف جزءاً من حياتنا .....وأصبحنا لا نتحرك إلا بأذن مسبق من أمريكا ومصدق من الكيان الصهيوني ......أصبح البعض من الأغبياء لا يتصورون حياتهم بدون ما يسمى اسرائيل ....أصبحنا كالببغاوات نردد دعاياتهم الغبية ....لكن هذا لا يعني أن السياسة الأمريكية في مجملها فاسدة و غير قابلة لأن نستفيد منها...... فالذي يبالغ في مديحها مخطئ والذي يرفضها ليس على جادة الصواب أمريكا مثلها مثل كل العالم ..... فيها نماذج لأشياء تستحق الاحترام و فيها أيضا ما هو مقزز، لكن الأكيد أنها كما قلت ليست كما يصورها الآخرون...
تحياتي وأحييك على هذه المقالة الرائعة

الأخت د.ميسون
تحية طيبة أختي الكريمة..
لاأختلف معك فيما ذهبت إليه في مداخلتك .. نعم أمريكا فيها الكثير مما يستحق الاحترام .. لكن مقالي هذا يطال بالدرجة الأولى أولئك الذين تربوا في أحضان غربية.. ويتبجحون بحضارة القوة أقصد الأمريكية المبنية بقوة السلاح.. والذين لايعرفون معنى لـ "قوة الحضارة".. وبمن فيهم من أصحاب البيانات والناطقين الرسميين في البيت الأبيض .. ولهذا أصبحت الثورة الثقافية ضرورة قصوى لمجتمعاتنا العربية كي تنهض من جديد وهذا ما لا يريده لها الغرب ..ومن ورائه أمريكا وربيبتها الصهيونية ..
أشكرك لك مشاركتك وسلمت بخير..