ثلج...
بينما كان الثلج يتساقط على الخيام البائسة بضراوة، قال الطفل لأمه :
ــ هل صحيح يا أمي أن الله غني جداً وعنده خزائن كبيرة جداً ومليئة بالطعام؟
ــ نعم
ــ وهل صحيح أنه يجيب كلَّ من يدعوه؟
ــ نعم
عند ذاك هرش الطفل رأسه مفكراً، وقد نسيَ جسدَه الهزيل الذي كان يرتجف من البرد والجوع بشدة، ثم قال لأمه راجياً، وقد تهلَّلَ وجهه بالأمل:
ــ إذاً، تعالي ندعوه أن يسقط علينا من الطعام الذي عنده بدلاً من هذا الثلج.
قال ذلك، ثم أغمض عينيه مستسلماً لحنان أمه التي ضمته إلى صدرها بحزن رأى من خلاله السماء تنشق لتهبط منها مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب.
نُشرت هذه القصة في صحيفة الجندي بتاريخ 1983/4/5
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|