جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
ليتني لا أرى
ليتني لا أرى
وكلّ يومٍ أرى وأرى وأرى، لكنْ لا تنتهي الرؤية عندما أشيح بنظري إلى شيء آخر، بل تستمر وتنتقل إلى قلبي ...
حينما أرى حلماً سُرق، وبقي صاحبه تائهاً في غياهب الحياة، أشعرُ أنّ حُلمي هو الذي سُرق، فأكتئب، وأتمنى لو أنني لم أرَ.
حينما أرى أطفالاً تُساق وتُشرّد وتُنتزع منهم البراءة، أحسّ وكأنّ طفولتي انتُزعت منّي، وكأنني لم أحيَ الطفولة أبداً، فأُسرع إلى ألبوم صُوري القديمة لأتأكد، وأتمنى لو أنني لم أرَ أبداً.
حينما يسخر أحدٌ من أحدٍ أمام عينيّ أنصّب نفسي محاميَ دفاعٍ وأستأنف القضية، لكن حينما يُهينه بعيداً عنّي، يجتاحني غضبٌ عارم، وأُقهر وتشتعل عينيّ لهيباً، وأتمنى لو أنني لم أرَ، ولم أسمع.
حينما أرى أمّاً تصرخ على طفلتها، أو أباً يضرب ابنه، تنتابني موجة حزن، ويبكي قلبي ألماً، وأتمنى لو أنني لم أرَ.
حينما أرى دموعاً ترسم مسارها على إحدى الوجنات، تنسلّ روحي منّي، وتتباطأ أنفاسي، وأتمنى لو أنني لم أرَ.
امتنعتُ عن متابعة نشرات الأخبار منذ سنوات، كي لا أرى ولا أعرف، لكنني أعرف، وأرى ما يحدث بقلبي، فيصفعني اكتئاب مرٌّ، وتُمطر عليّ الدموع، وأدخل في قوقعة يأسٍ، وأتمنى لو أنني لم أعرف ولم أرَ.
تمنيتُ لو كان قلبي لا يشعر، تمنيتُ لو كنتُ أستطيع أنْ أرى بعيني فقط، لكني بتّ أشك أنّ قلبي هو من يبصر دائماً، ويكأنّ قلبي بعينيّ، أو أنّ عينيّ بقلبي!
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: ليتني لا أرى
هذه خاطرة فعلاً..
صحيحٌ أنَّ سماءها مُلَبَّدَة بغيوم داكنة من الحزن والأسى، إلَّا أن هذه الغيوم على كثافتها لم تستطع أن تحجب جمالية الأسلوب الذي صاغت به فاطمة غيوم الحزن تلك، بل تألقت تلك الغيوم فاعلةً مؤثرة بذلك الأسلوب الذي نجح في إيصالها شحنة انفعالٍ حارَّة إلى قلب المتلقِّي، ليجد نفسه شريكاً حقيقياً لك ابنتي الغالية فاطمة، في ما تكابدين من هذا الحزن الذي يلفُّنا جميعاً..
لك مودتي وتقديري..
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: ليتني لا أرى
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
هذه خاطرة فعلاً..
صحيحٌ أنَّ سماءها مُلَبَّدَة بغيوم داكنة من الحزن والأسى، إلَّا أن هذه الغيوم على كثافتها لم تستطع أن تحجب جمالية الأسلوب الذي صاغت به فاطمة غيوم الحزن تلك، بل تألقت تلك الغيوم فاعلةً مؤثرة بذلك الأسلوب الذي نجح في إيصالها شحنة انفعالٍ حارَّة إلى قلب المتلقِّي، ليجد نفسه شريكاً حقيقياً لك ابنتي الغالية فاطمة، في ما تكابدين من هذا الحزن الذي يلفُّنا جميعاً..
لك مودتي وتقديري..
سعدتُ بمرورك من هنا أ. محمد الصواف...
وسعدت أكثر لأن خاطرتي استطاعت أن تؤثر بشخصك الكريم ..
ودي ووردي
وليت ..الناس جميعا ..لديها قلب كقلبك ليرى الجميع ..ما يجب أن يرى ..ويبكي الجميع ما يجب أن يبكى عليه..ليت جميع البشر إنسانا ..كأنت..تحية من القلب لإنسانيتك المورقة..