فوات الأوان:
رأته قد ابتعد عنها منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها عن تمردها وعصيانها له، وعن عدم التزامها بالقوانين التي سنها لقفصه الذهبي الذي سيصير قفصها أيضا، عادت إليه تطلب القرب منه وتترجاه المبيت في قفصه خوفا من أنياب الذئاب التي بدأت تنهش في لحمها، ومن البقاء وحيدة بعد أن وصلت إلى محطتها الأخيرة وابتعدت عنها كل الكلاب الضالة التي عشقت رائحة جسدها النتن، وأعطتها إحساسا كاذبا بالجمال الأبدي الخالد، رحب بها كعادته مبتسما وأدخلها إليه فرحا بعودتها الميمونة إليه مذعنة الرأس، ثم أغلق الباب بمفتاح سحري وتحول إلى وحش ضار وأخذ ينهش في لحمها بدون رحمة إلى أن وقعت أرضا مغشيا عليها، فحملها ورماها خارج قضبانه الذهبية، لتستيقظ على إثر ارتطام رأسها بالأرض مفزوعة، حملت جسدها المدنس وعادت أدراجها خالية الوفاض حانية الرأس.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|