[align=justify]أديبنا الكبير والأخ الغالي الأستاذ توفيق ألف تحية وسلام..
قصة عميقة المغزى تضرب على الوتر الحسّاس، ككل ما تخط أناملك وأنت القاص والأديب الكبير المبدع..
بتأثير من الدعاية الأميركية والأفلام الهوليودية.. يوم هاجرتُ إلى كندا ، كنت أصاب بالخوف كلما التقيت أحد الهنود الحمر من سكان البلاد الأصليين وإلى أن فهمت وعرفت ورأيت واختبرت كم هم مسالمون وطيبون!..
المنتصرون يكتبون التاريخ كما يناسبهم ، والشعوب المستعمَرة تتأثر بفكر وثقافة المستعمِر، والعبث بالشعوب وحضارة وقيَم الشعوب وإعادة تدويرها لو جاز التعبير!..
ما كانت تدري أميرتنا الفينيقية "أوروبا" ما سيغزو العالم انطلاقاً من القارّة التي حملت اسمها...
منذ ذلك الزمن الذي غزت فيه قبائل الفايكنغ الشمالية المتوحشة أوروبا وسيطرت عليها وبدأت بنشر ثقافتها العنصرية الفوقية الاستعمارية..
منذ انصرف الغرب عن عبادة الأوثان ودخل المسيحية لاستغلالها وتطويعها إلى أداة أيديولوجية لكسر إرادة الشعوب وإلحاقهم بثقافته وسيطرته..
سخرية القدر حين ينشر الملحد العقيدة التي لا يؤمن بها!!..
ولأنهم منذ أيام الغزو والاحتلال الذي سمي زوراً باسم "الحرب الصليبية" ، وصولاً إلى الاحتلال التالي المخادع الذي سمي انتداباً، درسونا جيداً وعرفونا ، ولأن ديننا حضاري يحترم العقل ويقنع الفكر الواعي، فهموا أن قوتنا ومدنيتنا العريقة بحضارتها وعشقنا للغتنا وقيمنا واعتزازنا مصدر قوته ثقافة ديننا، وأنه إن لم يُخترق هذا الدين من داخله لن يقدروا على صهرنا وتذويبنا وإعادة إنتاجنا كما يناسبهم.. ولهذا أرادوا سيطرة الفكر السلفي الطقوسي الضيّق على المسلمين السنّة حتى ينقلونا أيديولوجياً من المدنية إلى البداوة الجافّة ليسهل عليهم اختراقنا وكسرنا، واستعانوا بالمسلمين في أفغانستان حتى يستطيعوا لاحقاً تحويل فريضة الجهاد إلى إرهاب ، وهذا ما كان للأسف..
منذ أُعلن الحرب على الإسلام وتمّ غزو العراق واحتلاله ودشنوا غونتانامو بأبناء جلدتنا وديننا!!..
قد تسأل أستاذ توفيق لماذا ذكرت كل ما ذكرت؟
الحقيقة هي غوانتانامو وشبحها الذي يراودني منذ الغزو الأخير للعالم الإسلامي وإعلان الحرب على الإسلام وتحويله إلى إرهاب!!..
ثقافة "امش الحيط الحيط وقول يا رب الستر" ثقافة التسطيح والضحالة وتحويلنا إلى شعوب فارغة وعبيد مستهلكة ..
لطالما تخيلت لو عاد إلى زماننا سيدنا "عمر بن الخطاب" وأيقنت بما لا يقبل الشك أنهم سيضعوه في غونتانامو!!..
بل تساءلت في أبعد من هذا - يدّعون المسيحية - ويرسلون مع الجمعيات الإنسانية كهنة بغية تنصير المسلمين.. إذاً!..
ماذا لو عاد المسيح عليه السلام ، خصوصاً وأن عودته جزء من عقيدتنا والعقيدة المسيحية.. لكن للأسف..
أيقنت أنهم لن يترددوا بتكذيبه واتهامه بالإرهاب وسيضعوه غالباً في غوانتنامو أو في أفضل الأحوال يودعونه مستشفى المجانين ( الله سيحميه طبعاً كما نؤمن ) قصدت بالتحليل ماذا يفعلون هم..
طيب.. ماذا لو نزل في ديارنا ؟!
نفس ما حصل لعنترة العبسي في قصتك مع الناس والجهة المختصة بالأمن تالياً ، لو في لبنان تأخذه المخابرات وتستدعي السادة سفراء الدول العظمى وتسلمه لهم!!..
يؤمن البعض في الغرب أن كثير من رواد مشافي المجانين هم من كواكب أخرى أو من دخلوا خطأ في الزمكان وسقطوا في زماننا - ابتسامة - أو من أراد الفساد أو السلطات إبعادهم بطريقة سلمية - دمعة - وبين الزمان والمكان أمم ترتفع وأمم تضيع والأيام سجال....
ملاحظة: نور الأدب كان ولم يزل يتميز بعدد كبير من الزوار القراء.. فعلاً أعضاء نور الأدب مقصرون ، لكن القراء يحتفون باهتمام بالغ ومتابعة حثيثة لكل ما تكتب وتفرد فوق السطور من كنوز أدبية وفكرية .. أرجو عند دخول أي نص لك الاطلاع على عدد القراء أعلى النص، والمقارنة مع بعض النصوص في الموقع التي لا تلقى اهتمام الزوار القراء.
شكراً لك أديبنا الرائع أستاذ توفيق على هذه الجرعة المتميزة في الأدب القصصي ، مع أصدق آيات تقديري واحترامي..[/align]