يقول الشاعر طلعت سقيرق في قصيدة :جلدي يفتح والمخيم
أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..2-
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=4037
موقف صريح ونظرة دقيقة جعلت القارئ أمام مشهد حي ، في صورة شعرية بألفاظ إيحائية وعناصر حسية ، كانت قادرة على رفع إحساس القارئ ، تحقيق حالة نفسية منسجمة ومتعادلة ، حملت القارئ على قارب وجدان ... مجدافه البيان وتياره البلاغة..في بحر " مجاز " مده وجزره يعانقان الحقيقة ، ولو كانت موجعة..!!
تكثيف واختزال في إيصال صورة القادمين المتعثرين ، وتركيز على انتقاء مفردات حققت قدرا كبيرا من الشعرية بمفردات ترتبط بالأرض ، تؤكد على الانتماء ، ترفض الذل والانكسار.. في مشهد توليفي دلالي يجمع بين بلاغة المشهد وبلاغة الاستعارات
(( ظلهم .. مكسور اللواء / داسوا... صراخ الكبرياء / في قاماتهم .. خيطا رفيعا واهيا / اسمه .. دماء/
محطة جد جمالية غنية بالصور الشعرية التي ارتبطت بموقف معين عبر عنه الشاعر بجرأة وبلاغة .. وإبداع
أرأيتم كيف غدت الألفاظ .. بين يدي شاعرنا المتألق أداة ساحرة ، تستولي على الألباب ،، وتسمو بالبيان إلى آفاق ليس لها حد !!