أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
أنبوبة من العتمة
أنبوبة من العتمة
فيوليتا خريستوفا
ترجمة وتقديم: خيري حمدان
ولدت الأديبة فيوليتا خريستوفا في مدينة تشيربان الشهيرة بصناعة السجّاد في بلغاريا. صدر له ما يزيد على عشرة دواوين شعرية أهمّها، "سيرًا حتّى الزلزال" عام 1995، "خارطة نجمية" 1997، "أن تكون ليلا" 2001. ديوان "أنبوبة من العتمة" وهو آخر دوانينها الشعرية، صدر عام 2015 عن دار النشر "فكر" واخترنا بعض القصائد الواردة فيه لنقلها للعربية. ترجمت أعمالها للغة الروسية والصربية والفرنسية. نالت الكثير من الجوائز الوطنية. ترأس الأديبة خريستوفا منتدى أدبي لدراسة ومناقشة الشعر، ولها نشاط في مجال النقد والتعريف بالشعراء.
المرآةُ بديلةُ الدنيا
Огледалото вместо свят
رأيتُ الكبيرَ يصبحُ عدمًا
ثمّ العدمَ ينغلقُ.
رأيتُ التاجَ يتحوّلُ لجذرٍ
والجذر يحترقُ وقودًا للثمر.
رأيتُ الجبلَ
يهتزُّ فأرًا
والفأرُ يحدُجُ الأسد
رأيتُ القوّةَ تنهارُ
والخوفَ يلوّحُ
رأيتُ الأبديّة،
كأنّها لحظةً عابرة
والثواني دونَ بدايةٍ أو نهاية
رأيتُ نفسي مثلكَ
والمرآةُ بديلةُ الدنيا
رأيتُ ولم أبصِرْ
مشيتُ ولم أصلْ.
لم أجدْ أحدًا في النهاية
لكنّه رآني هو أيضًا.
فضول
Любопитство
من أنتَ إلى اليسار؟ وأنتَ إلى اليمين؟
من أنت في الوسط أيضًا؟
لمَ حوّلتَ الجسد إلى بيتٍ حزين؟
أين كنتَ من قبل؟ ما هذه الدمعة
التي نقلتك إلى عيني؟ وأعادتك؟
تمرّ عبر الجسر الفضّي لليالي
وأنا أنام، أعدّ الملائكة وأختفي.
أنت إلى اليمين، هل لك أن تتخيّلَ
عمقَ هذي الهاوية؟
أنتَ إلى اليسار، أسألتَ يومًا قلبي
هل يطيقُ حملَ لؤلؤة؟
هل يقدرُ على تحمّل عبءَ العوالم
المفعمة فضولًا؟
أنت في منتصف حياتي، من أنتَ؟
أنتَ المتواجدُ في كلّ مكان، أين تدعوني؟
لم أخترْ أنا كلّ هذا، لكنّه ما دامَ ملكي حقيقة
أصرّ على تجربتِهِ.
أنتَ الذي..
لم يعدْ لديّ أسئلة.
ولا أعرف كنهَ وجوهرَ الأشياءِ
وكلّ ما ألمسُهُ يتلاشى
يتبعثر.
في رحابِ مصباحِ العتمة
Под лампата на мрака
أحبّكَ بصورة مختلفة. لا تسجّلني
أنا وهيئاتي المختلفة.
واتركِ النافذةَ مشرعةً
لأنّ الحريّة جاهزيّة.
وقلبي طيّارٌ ماهر.
يذهبُ حين ينادون.
عُدْ. تُنادي أصواتي
مرهقةٌ من خوفٍ وفضول.
الكرّة ذاتُ السطحِ المتمدّد
تنحدرُ خلفي عماهية
لكن، لا شيء ممّا أشتهي
قد تحتويهِ الكلمات، وأنا مستثارةٌ.
وسأبقى فترةً أطولَ من ذاتي
في رحابِ مصباحِ العتمة.
اعشَقْني، اعشَقْني فوقَ العادة.
ضُمّني، ابتلعْ ريقَكَ.
لا أعدُ بشيء.
أحبّكَ بصورة مختلفة. لا تسجّلني
أنا وهيئاتي المختلفة.
واتركِ النافذةَ مشرعةً
لأنّ الحريّة جاهزيّة.
وقلبي طيّارٌ ماهر.
يذهبُ حين ينادون.
عُدْ. تُنادي أصواتي
مرهقةٌ من خوفٍ وفضول
شكرا لانك جعلتنا نطلع على هذا الشعر الجميل و لا تبخل علينا بالمزيد
تحياتي واحترامي
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: أنبوبة من العتمة
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان
أنبوبة من العتمة
فيوليتا خريستوفا
ترجمة وتقديم: خيري حمدان
ولدت الأديبة فيوليتا خريستوفا في مدينة تشيربان الشهيرة بصناعة السجّاد في بلغاريا. صدر له ما يزيد على عشرة دواوين شعرية أهمّها، "سيرًا حتّى الزلزال" عام 1995، "خارطة نجمية" 1997، "أن تكون ليلا" 2001. ديوان "أنبوبة من العتمة" وهو آخر دوانينها الشعرية، صدر عام 2015 عن دار النشر "فكر" واخترنا بعض القصائد الواردة فيه لنقلها للعربية. ترجمت أعمالها للغة الروسية والصربية والفرنسية. نالت الكثير من الجوائز الوطنية. ترأس الأديبة خريستوفا منتدى أدبي لدراسة ومناقشة الشعر، ولها نشاط في مجال النقد والتعريف بالشعراء.
المرآةُ بديلةُ الدنيا
Огледалото вместо свят
رأيتُ الكبيرَ يصبحُ عدمًا
ثمّ العدمَ ينغلقُ.
رأيتُ التاجَ يتحوّلُ لجذرٍ
والجذر يحترقُ وقودًا للثمر.
رأيتُ الجبلَ
يهتزُّ فأرًا
والفأرُ يحدُجُ الأسد
رأيتُ القوّةَ تنهارُ
والخوفَ يلوّحُ
رأيتُ الأبديّة،
كأنّها لحظةً عابرة
والثواني دونَ بدايةٍ أو نهاية
رأيتُ نفسي مثلكَ
والمرآةُ بديلةُ الدنيا
رأيتُ ولم أبصِرْ
مشيتُ ولم أصلْ.
لم أجدْ أحدًا في النهاية
لكنّه رآني هو أيضًا.
فضول
Любопитство
من أنتَ إلى اليسار؟ وأنتَ إلى اليمين؟
من أنت في الوسط أيضًا؟
لمَ حوّلتَ الجسد إلى بيتٍ حزين؟
أين كنتَ من قبل؟ ما هذه الدمعة
التي نقلتك إلى عيني؟ وأعادتك؟
تمرّ عبر الجسر الفضّي لليالي
وأنا أنام، أعدّ الملائكة وأختفي.
أنت إلى اليمين، هل لك أن تتخيّلَ
عمقَ هذي الهاوية؟
أنتَ إلى اليسار، أسألتَ يومًا قلبي
هل يطيقُ حملَ لؤلؤة؟
هل يقدرُ على تحمّل عبءَ العوالم
المفعمة فضولًا؟
أنت في منتصف حياتي، من أنتَ؟
أنتَ المتواجدُ في كلّ مكان، أين تدعوني؟
لم أخترْ أنا كلّ هذا، لكنّه ما دامَ ملكي حقيقة
أصرّ على تجربتِهِ.
أنتَ الذي..
لم يعدْ لديّ أسئلة.
ولا أعرف كنهَ وجوهرَ الأشياءِ
وكلّ ما ألمسُهُ يتلاشى
يتبعثر.
في رحابِ مصباحِ العتمة
Под лампата на мрака
أحبّكَ بصورة مختلفة. لا تسجّلني
أنا وهيئاتي المختلفة.
واتركِ النافذةَ مشرعةً
لأنّ الحريّة جاهزيّة.
وقلبي طيّارٌ ماهر.
يذهبُ حين ينادون.
عُدْ. تُنادي أصواتي
مرهقةٌ من خوفٍ وفضول.
الكرّة ذاتُ السطحِ المتمدّد
تنحدرُ خلفي عماهية
لكن، لا شيء ممّا أشتهي
قد تحتويهِ الكلمات، وأنا مستثارةٌ.
وسأبقى فترةً أطولَ من ذاتي
في رحابِ مصباحِ العتمة.
اعشَقْني، اعشَقْني فوقَ العادة.
ضُمّني، ابتلعْ ريقَكَ.
لا أعدُ بشيء.
[align=justify]أخي الغالي الأستاذ خيري، الأديب الرائع والمترجم المعطاء، أشكرك من صميم قلبي على هذا الجهد الذي تُساهم به في سدِّ فراغ كبير في المكتبة العربية، فالأدب البلغاري مازال مجهولاً بالنسبة للمثقف العربي..
مباركة جهودك، أرجو لها الاستمرار، وتقبل محبتي وتقديري..[/align]
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
رد: أنبوبة من العتمة
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
[align=justify]أخي الغالي الأستاذ خيري، الأديب الرائع والمترجم المعطاء، أشكرك من صميم قلبي على هذا الجهد الذي تُساهم به في سدِّ فراغ كبير في المكتبة العربية، فالأدب البلغاري مازال مجهولاً بالنسبة للمثقف العربي..
مباركة جهودك، أرجو لها الاستمرار، وتقبل محبتي وتقديري..[/align]
الأديب والصديق المبدع محمد توفيق الصواف. لك منّي خالص المودة والتقدير لحضورك الكريم. ونحن على طريق العطاء ماضون. شكرًا كبيرة من القلب.