كثيرا ما كانت تستوقفني- وأنا صغيرة - جملة " عواشر مباركة مسعودة "
جملة يرددها الكبار ، لكنها تثير تساؤل الصغار، ماسر ُّ هذه العشر المباركة والتي أسعدنا الله بها .. ؟؟ " عواشر ثلاث بمحطاتها الثلاث " رحمة ، مغفرة وعتق من النار " تختصرها هذه التهنئة الرائعة .. المقتضبة الشائعة بيننا في المغرب
" عواشركم مباركة مسعودة "
تهنئة بشهر " سيدنا "رمضان "وبعواشره "... تهنئة بشهر "اللمة " وصلة الرحم وتبادل الزيارات والاجتماع حول مائدة كبيرة يؤمها الجد والأحفاد .. مائدة غنية تتوجها "الشوربة المغربية الأولى " الحريرة " "وترافقها "الشباكية " و " السفوف " " المسمن " " البريوات" وكعب غزال " وكل الشهيوات "التي تعمل الجدة على تحضيرها وتتفنن في تقديمها ..
عادات ورثناها جيلا بعد جيل ، نستحضر فيها مفهوم الجود وكرم الضيافة في أجواء رمضانية تعمها الرحمة والتكافل ، إذ يتم توزيع " قفة رمضان " في كل حي على الفقراء يشرف عليها من تيسر حاله وكثر ماله ،" إلى جانب موائد رمضانية " يطلق عليها " موائد الرحمن " للإفطار والسحور ، تجدها في كل الأحياء الراقية يجتمع فيها الغرباء عن المدينة إلى جانب الفقراء والمساكين ..
أجواء ارتبطت بشهر رمضان ، وطقوس تبشرنا باقتراب حلوله ، من استعدادات في شهر شعبان بطلاء جدران البيت وإعادة تصفيف أفرشته وستائره وحركة دؤوبة مختلفة عن سائر الأشهر تميزها " ليلة شعبانة " ذات الخصوصية الرمزية الدالة على تنقية الروح والجسد من كل الشوائب والمنغصات اليومية ورفع شعار التسامح وبدء صفحة جديدة استعدادا لشهر المغفرة والرحمة.
ليلة ٌ تختلف طقوسها من منطقة إلى أخرى ، لكنها تظل ليلة نسائية بامتياز " تستعد لها المرأة المغربية بالذهاب إلى الحمام التقليدي والاغتسال باستعمال أعشاب تقليدية كالورد والياسمين والقرنفل، بعد ذلك تعمل على نقش يديها بالحناء في طقس احتفالي صغير تحضره بعض الجارات فقط على خلاف " ليلة شعبانة " يحضرها عدد كبير من النساء - نساء الحي بأكمله - ، حفل نسائي يطلق عليه حفل " الوْناسَة " تنشطه فرقة " اللّْعابات" وتخصص الليلة كلها للغناء والرقص، ويختم في غالب الأحيان بالذكر والمديح ...
وللحديث بقية... عواشركم مباركة مسعودة