ماهو مشروعك في العام الجديد؟
...وضعت كل ذات حمل حملها ولهج كل بمشروعه,وبحت الحناجر من فرط الصياح ,فاسمح لي أن أسألك اليوم أيها المسلم أيتها المسلمة:ماهومشروعك أنت؟..مضى العام1438 ومضينا معه,نسيرفي ركابه،تحركناالوقائع والأحداث ولا نحركها نُدفع دفعًا نحوأقدارنا المحتومة دون حراك منا أوأدنى مواجهة,أنرضى أن نعيش في العام 1439 نفس العيشة؟لا نملك من أمرنا شيئًا،ندورمع عجلة الحياة حيث دارت بخيرهاوشرها,ليس لنا رؤية محددة ولاإرادة في دفع أنفسنا نحو ما يعليها وينهض بها,ويدفع عنها التكاسل والدعة .إن أكبرما يؤلم و يفتت الفؤاد,أن يكون لدى أمة الإسلام من الإمكانات والخيرات ما يؤهلها للقيادة والريادة,ثم إذا هي قاعدة ليس لها عمل ضمن سعي العاملين،وأناوأنت محسوبون من المسلمين,مفعول بنا لا فاعلين،أنا وأنت مجرد رقم ومجرد عبءعلى أمة الإسلام ليس إلا،نأكل ونشرب ونرتع كالأنعام,رؤانا محبوسة في قمقمٍ عميقٍ من ضمائرنا المغيبة،وإلا فأخبرني،كم مرة في هذا العام فكرت في حال المسلمين فاغتممت وفاضت عيناك؟كم مرة احترق قلبك وأنت ترى ما يحل بالأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأبرياء السوريين والفلسطينيين والعراقيين واليمنيين والبورميين؟كم مرة رفعت يديك في ضراعة و خشوع تدعو لأولئك المساكين المستضعفين؟ ما أكبرالفضيحة! وما أعظم المأساة. نحن مدعوون إلى أن نتخذ من هذه اللحظة التاريخية لحظة بداية عامنا الجديد منطلقاً نحووعي أكبر بقضايا بلدناوأمتنا،و تفاعل أفضل مع مشاكلها وبداية نوعية لنمط جديد من التفكيريكون لي ولك حظ كبير منه غير مبخوس ولا منقوص حتى نعذرأمام الله عزوجل يوم تنشرالصحف وتكشف الأسراروتبطل الأعذار,ويقال لمن الملك اليوم ,لله الواحد القهار. ربما لم يبق من العمرإلا قليل,ربما اليوم وربما بعد شهر أو بعد يوم أو بعد ساعة يكون الرحيل,فأدرك نفسك واحتطب الزاد الكافي والجواب الشافي,وبادر فرصة الأوقات وتدارك ما مضى من الهفوات قبل أن يناديك منادي الشتات وهادم اللذات.استفتِح عامَك بتوبةٍ نَصُوح من الزلاَّت والسيئات،داوِم على الأعمال الصالِحات وأكثِر من القُرُبات و الطاعات،وكف نفسك عن الموبقات,وعالجها عما فيها من المهلكات,سجِّل في صحيفة عامِك الجديد ما يسُرُّك في دُنياك وعند الممات.نسألك اللهم يا كريم يا منان،أن تختم عامنابالعفوو الغفران والرضاوالرضوان والرحمة والجود والامتنان،وأن تجعل العام الجديدعاماً مباركاً حميداًوترزقنا فيه رزقاً واسعاً وتوفيقاً وتسديداً.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|