أمهات المؤمنين: خديجة بنت خويلد
لكل واحد منا أم بالنسب يعرف فضلها ويعلي قدرها فماذا لو قلت لكم إن فينا من لايعرف أمه,فضلا عن أن يعرف قدرها ويؤتيها حقها؟ ولست أعني بهذا أمي وأمهاتكم من النسب، بل أعني أمَّي وأمهاتكم في الحرمة والتوقير,وفي الرفعة والتقدير,إنهن أمهاتُ المؤمنين زوجات النبي (ص)اللواتي قال الله سبحانه في بيان فضلهن وعظيم قدرهن وحقهن:(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)أي أمهاتهم في الحرمة،ووجوب الإكرام،والتوقيروالإعظام .وقد أثنى عليهن الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن)،وقال عزوجل(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)من هن أمهات المؤمنين؟. . أجمع العلماء على أنه (ص) تزوج ودخل بإحدى عشرة امرأة، ماتت اثنتان منهن في حياته (ص) هماخديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع،هن: سودةُ بنتُ زمعة،وعائشةُ بنت أبي بكرالصديق،وحفصةُ بنت عمر الفاروق، وأمُ سلمة هندُ بنتُ أبي أمية،وزينبُ بنتُ جحش،وجويريّةُ بنتُ الحارث،و أمُ حبيبة رملةُ بنتُ أبي سفيان،وصفيةُ بنتُ حييٍ بنِ أخطب، وميمونةُ بنتُ الحارث الهلالية..رضي الله عنهن وأرضاهن،هن أفضل النساء وأطهرهن و أزكاهن,كيف لا يكن كذلك،وهن زوجات أفضل الخلق و أطهرهم(ص) لكل واحدة منهن خاصية من دون النساء ولكل واحدة منهن قصتها والله تعالى يقول(والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)أُولى الطيبات من أمهاتنا الكريمات،العاقِلَة الحاذِقة،ذاتُ الدين والنسب،خديجة بنت خُويلدٍ.نشأت على الخلق والأدب،اتَّصفت بالعفّة والشرف،كانت تُدعَى بين نساءِ مكّة بالطاهرة. تزوَّجَها المصطفى (ص)فكانت نِعمَ الزوجةُ له،آوَته بنفسِها ومالها ورجَاحةِ عقلها.. نزل عليه الوحيُ فرجَع إليها يرجُف فؤادُه من الخوف،فتلقَّته بقَلبٍ ثابت وقالت :كلاَّ والله،لا يخزيك الله أبدًا.قال ابن الأثير"خديجة أوّلُ خلقِ الله إسلامًا بإجماعِ المسلمين لم يتقدَّمها رجلٌ ولا امرَأَة" وعظُمَت الشّدائِد عليه(ص)فكانت له قلبًا حانيًا ورأيًا ثاقبًا، كما في المسند أنه(ص)قال:(آمنت بي إذ كَفَر بي النّاس،وصدّقتني إذ كذَّبني الناس،وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزَقني الله ولدَها إذ حرمني أولادَ النساء) زوجةٌ بارّةٌ،وأمّ حنون، جميع أولادِه (ص)منها سوَى إبراهيم.كانت عظيمةً في فؤادِ النبيّ،فلم يتزوَّج امرأةً قبلَهاولم يتزوَّج امرأةً معها إلى أن قضَت نحبَها في عام الحزن،العام العاشر من البعثة، فحزِنَ لفَقدِها حزناً شديداً.
للحديث بقية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|