( بَابُ النَّصْرِ ) قصيدة على بحر السريع شعر : عصام كمال
لهواة الشعرالقصيدةُ في مئةٍ وَ أَرْبعَةٍ وَ سِتينَ بيتًا
.................................................. .
[align=justify]أَينَ دَلِيلُ الحُبِّ يَا أَمَلاً = يُدَاعِبُ الْأَنامَ مِنْ قِدَمِ
كَيفَ شُمُوسُ الكَونِ قَد حُجِبَتْ = وَ الغَيْمُ يَغْشَى الصُّبحَ بالعَتَمِ
شَابَ الوَفَا نَجوَى بِمُؤتَمِلٍ وَالحَقُّ غَافٍ ، سِيقَ لِلحَدَمِ
يَا مَنْ هَدَى كَيفَ هَوَى بَشَرٌ = إلَى الرَّدَى ، وَ الغَدرِ ، وَ الضَّرَمِ
حِينَ شَدَا طَيرٌ عَلَى فَنَنٍ = مَا نَالَ غَيرَ القَيد ِ، وَ الْأَلَمِ
فَمَنْ سَيَحَمِي الدَّوحَ يَا وَطَنًا ؟! = وَ مَنْ سَيَشْدُو النَّصْرَ بِالْعِظَمِ
و أمَّةٌ تُدْعَى إلى فِتَنٍ = وَ الْأَرضُ بِالْأحزَانِ ، وَ الْغَمَمِ
هبَّتْ عَلَيها نِقمَةٌ قصَمَتْ = ظَهْرَ اللُّيُوثِ في حِمَى الْأَجَمِ
صَارَ عَلَيها الغَدرُ مُحْتَكِمًا = بِاسْمِ غَدٍ ، بِالعَدلِ ، وَ السَّلَمِ
بِاسْمِ وُجُودٍ مُشْرِقٍ ، أَثِمُوا = حَتَّى تبَارَى النَّاسُ بالتُّهَمِ
فِي كُلِّ أَرضٍ صَرْخةٌ وَ أَسَىً = وَ شَعبُهَا فِي الظُلْمِ ، وَ الظُّلَمِ
جَابَ صِرَاخُهَا الفَضَاءَ ، وَمَا = زَالَ الفِدَا بصُحبةِ العَدَمِ
وَهَجمةُ الْأَعْدَاءِ في صَلَفٍ = ويُذْبَحُ الْأَحرَارُ كَالغَنَمِ
واللَّيلُ يَأسُو القَلبَ فِي كَمَدٍ = كَيفَ استَحَالَ العَيشُ بِالرَّحَمِ
بَكَتْ عُيُونُ الْأمسِ دَاعِيَةً = ذِكرَى زَمَانِ الوَصْلِ وَ النَّعَمِ
فَنَهْجُهَا الهَادي هَدَى أُمَمًا = بِالدِّينِ ، وَ الْأخلَاقِ ، وَ القِيَمِ
ومَا استدَامَ السيَّفُ في غَمَدٍ = وَما اسْتَكَانَ الْعَزْمُ لِلهَدَمِ
يَا أمَّةً دُمْتِ العُلَا أَمَدًا = بَينَ رُبُوعِ الْأرضِ كَالهَرَمِ
إِنْ شَاحَ وَعدٌ ، أو ذَوَى أَمَلٌ = فََرْجعَةٌ ، لَو شَابَ كَالهَرِمِ
إذَا انْتَفَضتِ لِلْحمَى وَجَلِتْ = مِنْكِ خُطَى الشَّرِ ، وَ لمْ تَدُمِ
كَالسَّيف إنْ تَحِنْ قَوَارِعهُ = يَسْعَ إلَى الهَيجَاءِ كَالعَلَمِ
بِصُحبَةِ الحَقِّ وَ صَحْوتِهِ = وَ دَعوَةِ الإِسلَامِ فِي الْأُمَمِ
سَلِيلَةُ الْأخيَارِ، طَاهِرةٌ = و قِبْلَةُ التَّوحِيدِ ، وَ الحَرَمِ
عَلَّمَهَا دِينٌ وَ أَلْهَمَهَا = رَبُّ السَّماءِ ، الصَّبرَ في الدُّهُمِ
وَ تَعرِفُ الْأرجاءُ صَولَتَهَا = وَ شَرعَهَا في الحَربِ ، وَ السَّلَمِ
دَامتْ عُيُونَ الْأرضِ ، سَاهِرةً = وَ شُعْلةً ضَاءَتْ مَدَى الغَسَمِ
أَعلَامُهَا ازْدَانتْ بِها دُوَلٌ = حِينَ اغتَدَى الفُرسَانُ بالهِمَمِ
حصْنٌ منِيعٌ ، قَد سَمَا زَمَنًا= دَامَ غَيَاثَ الحَقِّ مِنْ هَدَمِ
عُرُوبةٌ ، قَومِّيَةٌ ، وَهَبَتْ = أَكبَادَهَا لِلْمَجدِ ، كَالدِّيَمِ
هَل أَصبَحَتْ ذِكرَى ، وَ فَانِيَةً ؟ = وَ أُمْنِيَاتُ النَّفسِ في سَقَمِ
تَغفُو عَلَى الْآمَالِ سَاطِعَةً = تَصحُو عَلَى جَمْرٍ ، وَ مُنقَسِمِ
وَ تَذْكُرُ الرَّايَاتِ هَادِرَةً = تَأسُو عَلى أيَّامِهَا بدَمِ
أنَّى لَهَا تَلْقَى الرَّدَى عَبَثًا = تُمْسِي غِذَاءَ الْأَرضِ ، وَ البَلَمِ
وَ كَيفَ تَخْبُو النَّارُ في حَطَبٍ = وَ جُذْوَةُ الْأمجَادِ كَالضَّرَمِ
إلى مَتَى تَبقَى بِمُنْهَزِمٍ = تَبْكِي عَلَى مَاضٍ ، وَ مُغْتَنِمِ
تَقَطَّعَتْ بِهَا المُنَى زَمنًا = وَ أَصْبحَ الفُرسَانُ فِي أَلَمِ
كَيفَ يُسَاقُونَ لِهَاوِيَةٍ = لَا فَرقَ بَينَ البَهْمِ ، والبُهَمِ
مَا عادَ أنصَارٌ ، وَ لَا أَمَلٌ = وَ اليَأسُ يَغْشَى النَّاسَ بِالصَّمَمِ
أَينَ لُيُوثُ الْأمْسِ مِنْ عَرَبٍ = جَابُوا جِبَاهَ الْأرضِ ، وَ القِمَمِ
كَيفَ ارْتَضُوا الشِّقاقَ وَ انْقَسَمُوا = كَيفَ الْأسَى قَد سَادَ كالضَّرَمِ
يَا أَيُهَّا الْأحرَارُ ، كَيفَ خَبَا = مَجْدُ الجُدُودِ في مَدَى الظُّلَمِ
صِرنَا عَلى شُعُوبِنَا كلُيُو = ثٍ ، ثُمَّ على الْأعْدَاءِ كالرُّسُمِ
نَاحَ الرَّجَاءُ ، وَ المُنَى احتَضَرَتْ = ثمُّ انتَأَى الوَلْاءُ في العَتَمِ
وَ نَكْبَةٌ نالتْ عَوَاقبُهَا = دَربَ العُلَا بِالعَارِ ، وَ الهَزَمِ
صَارتْ بِلَادُ (العُرْبِ) خَاضِعَةً = تَلْقَى رَدَى الْأوغَادِ ، وَ الخَصَمِ
صَارَتْ هَوامُ الْأ رضِ تَقْتُلُنَا = مَنْ لَمْ يَمُتْ بهَا ، فَفِي سَقَمِ
( القُدْسُ ) شَابَتْ مِن هَوَالِكِهَا = و ( العُرْبُ ) كَالْأشهَادِ ، وَ الصَّنَمِ
منْ قَالَ : قُدْسُنَا لنَا وَطَنٌ = صَارَ إلَى الظَّلَامِ ، وَ الرَّجَمِ
وَ قَاذِفَاتُ الغَدرِ فِي حَنَقٍ = وَ تُشْعِلُ الْأْرجَاءَ بِالحُمَمِ
تَجَمَّعُوا مِنْ حَولِنَا ، وَسَعُوا = في أرضنَا بِالْإثْمِ ، وَ النِّقَمِ
سِتُونَ عَامًا وَ تَزِيدُ ، وَ مَا = جَنَتْ ( فِلَسْطِينُ ) سِوَى الكَلِمِ
تَرنُو إِلَى دَربِ الخَلَاصِ ، مَتَى = أَقوَالُنا تَرْقَى إِلَى الحُزُمِ
نَبكِي ، بِصَمْتٍ ، والرَّجَا بِغَدٍ = وَ (قُدْسُنا) تَشكُو مِنَ الْألمَ
(أَقصَى) وَ ذِكْرَى الوَعدِ حَائِمَةٌ = كَالْأَمسِ (بِالفَارُوقِ) وَ العِظَمِ
يَخْطُو لِبَابِ النَّصْرِ في سَلَمٍ = يَمْضِي إِلَى ( الْأَقصَى ) بِلَا حَشَمِ
يَدُ ( القَدِيرِ) ( النُّورِ) تَحْرُسُهُ = وَ مَنهَجُ الفُرسَانِ فِي القُدُمِ
ثُمَّ (صَلَاحُ الدِّينِ) مَوكِبُهُ = نَصْرٌ (لِقُدسِ) العُرْبِ بالرُّحَمِ
أَيْنَ زَمَانُ الَمجدِ يَا وَطَنًا = أَينَ سَنَاءُ العَهدِ ، وَ الْحُكُمِ
الْأرضُ ، وَالْأوطَانُ في كُرُبٍ = طَالَ عَلَيهَا الدَّهرُ فِي الرَّجَمِ
رَهْنُ احْتِلَالٍ ، صَارَ مَحْبَسُهُ = بِالنَّارِ ، وَالقُضبَانِ ، وََ الرَّغَمِ
يَا أُمَّةَ الْأطهَارِ مِنْ أَزَلٍ = يَا شِرعَةِ الْإسلَامِ ، وَ التَّمَمِ
إنَّ البُغَاَةَ هدَّمُوا ذِمَمًا = وَ أَوقَدُوا النِّيرَانَ في القِيَمِ
لَنْ يَرتَضُوا لَكِ العُلَا أَبَدًا = طَبعٌ نَدِيمُ الغَدرِ ، وَ النِّقَمِ
وَ يَقتُلُونَ كُلَّ سَاعِيَةٍ = لِلْحَقِّ ، وَالْإبَاءِ ، وَالهِمَمِ
قَد أَجفَلُوا طِفْلاً ، ومُرْضِعَةً = سِيقَا إِلَى قَهْرٍ ، ومُحْتَدِمِ
لَا يَبْرَحُ الذِّئبُ أَمَاكِنَنَا = صِرنَا فَرِيسَةً لمُلتَهِمِ
كَمْ حُجَةٍ لِلشَّرِ قَد عَصَفَتْ = بِالمهْدِ ، وَ النِّسَاء ، وَ العَمَمِ
وَ كَمْ قِنَاعٍ فِي الدُّجَى لَبَسُوا = وَ خَضَّبُوا الْأَوزَارَ بالعَنَمِ
سَعدُ الْأمَانِي أَنْ يَرَوا وَطَنًا = فِي السُّوءِ ، والْأحقَادِ ، وَالضَّرَمِ
وَ أَنْ يَنَالُوا كُلَّ مُجْزِيَةٍ = مِنْ ثَروَةٍ ، بالجُودِ ، وَ النَّعَمِ
تَقَوَّلُوا الْأقوَالَ زَائِفَةً = تُخْفِي صَليلَ الغَدرِ ، وَ الجُرُمِ
وَطاعَةُ الْأعْدَاءِ وَاجِبَةٌ = وَالنَّفسُ بِالْأدوَاءِ ، وَ السَّقَمِ
كُلُّ زَعِيمٍ لَمْ يَعُدْ ذنَبًا = فَيَصْدُرُ الحُكْمُ كمُتَهَمِ
وَ قَاتِلٍ ، ومُجْرِمٍ ، وبِهِ = إِثمٌ ، وَسُخْطُ الْغَرْبِ ، وَالْأُمَمِ
آهٍ (عِرَاقُ) الْأمسِ في غَمَمٍ = بِصَولةِ الجُرذَانِ ، وَ الغَنَمِ
كيفَ (عِرَاقُ) المَجدِ في غَمَمٍ = أَمْسُ العُلا بالحُبِّ ، واللُّحَمِ
غَنَّى ( الفُرَاتُ ) بِالوَفَا وجَرَى = بِذِكرَياتِ النَّصرِ ، والْهِمَمِ
فَجرُ الخَلَائِقِ ، اهْتَدَى ، وسَمَا = يُسْقِي دُرُوبَ الكَونِ كَالدِّيَمِ
(عَشْتَارُ) أزهَارُ الجَمَالِ ، سَرَتْ = أَعمَاقُهَا كَالنُّورِ فِي الظُّلَمِ
وَ أَرضُهَا شَهدُ النَّخِيلِ عَلَا = وَ خَضَّبَ السَّمَاءَ بالعَنَمِ
خَيْرَاتُهَا بِالجُودِ جَارِيةٌ = وَ أهْلُهَا كَالْأُسْدِ بِالْأَجَمِ
دِينٌ ، وَ عِلْمٌ ، مُذْ غَدَا بَشَرٌ = وَ حَلَّقتْ بِالفِكْرِ ، وَ القَلَمِ
وَ كَمْ مِنَ الْأرضِ الَّتِي خَضَعَتْ = لِفِتنَةِ الأوغَادِ ، وَ التُّهَمِ
بفِتْنَةٍ كَالنَّارِ فِي حَطَبٍ = تَأتِي عَلَى الشُّعُوبِ بِالهَدَمِ
هُمُ الجُنَاةُ أَصبَحَوا حَكَمًا = أَلْقَوا عَلَى( الْإِسْلَامِ) بالتُّهَمِ
قَدْ صُدِّرَ الْإرهَابَ فِي حُلَلِيٍ = وَ أَلْبَسَوهُ ( العُرْبَ) بالرَّغَمِ
فَلْيَنْظُرُوا كَم قَتَّلُوا عَبَثًا = شَيْخًا ، وَ أَطْفَالاً ، بِلَا رَحَمِ
صُمٌ ، وَ عُمْيٌ ، وَ القُلُوبُ جَفَا = وَ فَي الصَّدُورِ الحِقْدُ كَالضَّرَمِ
وَ مَا أَرَادُوا العَدلَ أَو رَغِبُوا = يَومًا ، لِقَاءَ الْحَقِّ ، وَ السَّلَمِ
فِي كُلِّ يَومٍ مِحْنَةٌ , وَ دَمٌ = لِيُصبِحَ الْأَمَانُ كَالعَدَمِ
فَوضَى تُثِيرُ الذُّعْر َفِي وَطَنٍ = وَ يَسْقُطُ الشَّرقُ لِمُنْهَزِمِ
شعُوبُنَا صَارَتْ بِلَا عَمَدٍ= بِغَضبَةٍ لِلشَّرِ ، مِنْ نِقَمِ
كَمْ دَوحَةٍ بِالأمْسِ قَد عَصَفُوا = بهَا ، وَ بِالأَطيَارِ ، وَ النَّعَمِ
فِي كُلِّ أرضٍ أَوجَدَوا سَبَبًا = يَأتِي عَلَى الْأقطَارِ بالْهَدَمِ
بفتنةٍ كالدَّاءِ في جَسَدٍ = وَ تَضْرِبُ الْأَقوَامَ بِالتُّهَمِ
تَسْري كَمَا الرِّياحُ قَد عَصَفَتْ = فتُسْقِطُ الْأعلَامَ منْ قِمَمِ
حِينَ غَشَتْ فَجرَ المُنَى ذّهَبَتْ = بالوَعدِ ، وَ الْأحلَامِ ، والعَلَمِ
كَمْ دَولةٍ غَدَتْ ، إِلى خَنَعٍ = نَارٍ ، وَ أطلَالٍ ، وَ مُحْتَدِمِ
المُجرِمُونَ بالرَّدَى فَرِحُوا = وَ يُنعِتُونَ الدِّينَ بالوَصَمِ
وَ المُسلِمُونَ الآنَ في أَلَمٍ = يُقَابِلونَ الشَّرَ بالعَدَم
يُعُانقُونَ الجُرحَ في كَتَمٍ = وَ يدفَعونَ الجُرْمَ بالكَلِمِ
صَاحتْ دُرُوبُ الْأمسِ شَاكِيَةً = يَا أمَّةَ الإسلَامِ ، وَ الحَرَمِ
مَهمَا اسْتَكَانَ اليَومُ فِي شَجَنٍ = أَو صَارَ بِالأهْوَالِ ، وَ الْأَلَمِ
فَالعَزمُ بَاقٍ ، وَ العُلا أَمَلٌ = وَعدٌ رَفِيقُ المَجدِ ، والْهِمَمِ
وَاستَذْكِرِي ، وَاسْتَرجِعِي زَمَنًا = دُمْتِ الهُدى ، وَ العَدلَ في الْأُمَمِ
فُزْتِ بِدِينِ (اللهِ) هَادِيةً = تَسْعَى لَكِ الأَرجَاءُ مِنْ عِظَمِ
فدينُكِ ، الدِّينُ القويمُ ، سَقَى = كُلَّ نُهُوجِ الْأَرضِ بالرُّحَمِ.
(مُحَمَّدٌ) كَالنُّورِ في كَبَدٍ = قَد أَخرَجَ الْأنَامَ مِنْ ظُلَمِ
هَلَّ كَمَا الشُّمُوسُ طَلْعَتُها = ضَاءَ قُلُوبَ النَّاسِ مِنْ ظُلَمِ
إِذَا مَشَى فَالشَّمْسُ في حُجُبٍ = وَ القَيظُ ، وَ الرَّغامُ ، لَمْ يَدُمِ
حَوَائِجُ الْأكوَانِ قَد قُضِيَتْ=بِالعَفوِ ، وَ الْإيمَانِ ، وَ القِيَّمِ
فِي كُلِّ أَمْرٍ كَانَ مِنْهَجَهُ = بِشِرعَةِ (القُرآنِ ) ، وَ الفَهَمِ
ثمَّ اقْتَدى بِه الوَرى رَغَبًا = حَتَّى يَنَالَوا العَيشَ بالسَّلَمِ
كَأنَّمَا النَّاسُ غَفتْ ، وَ صَحَتْ = في قُشُبِ الحَياةِ ، وَ النَّعَمِ
وَ رَفْرَفَتْ أعلَامُهُ وَعَلتْ = تَشْدُو صَفَاء الرُّوحِ ، وَ الشِّيَمِ
أَزْكَى مِنَ الطِيبِ مُوَاكِبُهُ = وَ أفْضَلَ الْأعرَاقِ فِي الأُمَمِ
بل إنَّهُ النُّورُ ، إِذَا انكَشَفَتْ= بهِ سَمَاءُ الصُّبح ِ ، مِنْ غَسَمِ
خَلْقٌ سَمَا ، فازَ به خُلُقٌ = في القَولِ ، وَ الْأفعَالِ ، وَ الحُكُمِ
وَ قَد تَزَيَّنَ الجَمَالُ بِهِ = في الحُسْنِ ، وَ الذَّاتِ ، وَ في الكرَمِ
(مُحَمَّدٌ) جِئتَ الدُّنا وَ سَما = عَيْشُ الوَرى بالصَّفوِ ، وَ الرَّحَمِ
يَا (خَاتِمَ الرُّسْلِ) لِقَد سَكَنتْ = بكَ النُّفُوسُ بَعدَ ذِي سَأَمِ
أتمَمْتَ دينَ (الحَقِّ) وَ انتَصَرتْ = عَقيِدَةُ التَّوحِيدِ بِالسَّلَمِ
رَبُّ الوُجُودِ ، (وَاحِدٌ)، (أَحَدٌ ) = وَ خَالِقُ الْأكوَانِ مِنْ عَدَمِ
وَ أرسَلَ الْأطهَارَ تَذكِرَةً = هَدَايةً لِلنَّاسِ ، منْ ظُلَمِ
وَ أَنزَلَ (القُرآنَ) مُختَتِمًا = كُلَّ كَتَابٍ جَاءَ مِنْ قِدَمِ
فِيهِ الَمفَازُ ، وَ الرَّجَا أَبَدًا = جِسْرُ المُنَى ، وَالعَفوِ ، وَ الهِمَمِ
يَغدُو شَفِيعَ الرُّوحِ إنْ ذهَبَتْ = فِيْهِ شِفَاءُ النَّفسِ مِنْ كَلَمِ
و مَنهَجٌ لِلنَّاسِ مِنْ زَلَلٍ = يَسمُو جَلالُ الحَرفِ وَ الكَلِمِ
بَلَاغةُ القَولِ ، وَ مُعجِزةٌ = لَا تَنتَهي في الدَّهرِ مِنْ عُصُمِ
سِرُّ الْإلَهِ الحَقِّ ، أَنزَلَهُ = عَلى (مُحَمَّدٍ) ، كمُختَتِمِ
يَاربِّ أنتَ غوثُنا ، فَقِنَا = مِنْ كَيدِ أعدَاءٍ ، وَ مُنقَسِمِ
فَلَمْ يعُدْ لنَا سِواكَ حِمَى = مِنْ غَضْبةِ الْأقدَارِ ، وَ النِّقَم
حِينَ التَجأنَا لِلعِدَا، وَ سَرَتْ = بِدَربنَا الْأحقَادُ كالحَدَمِ
آلَتْ إلَى الْأَهوَالِ ، أَنفُسنَا = لَمَّا نَسَينَا الْحَمدَ فِي النَّعَمِ
أَمجَادنُا بَاتتْ بِهَاويةٍ = إنْ لَمْ تَعُدْ ، فَنحْن في هَدَمِ
طَالَ عَلَينَا العَيشُ فِي عَتَمٍ = بَينَ العِدَا ، وَ الغَدرِ ، وَ الضُّيَمِ
نَصبُو إلى فَجْرٍ يَفُوحُ شَذَا = بِالنَّصرِ ، وَ الفُرسَانِ ، وَ العَلَمِ
نَرنُو إِلَى الحُقُوقِ في وَلَهٍ = وَ مَنْ يَفُزْ بِالْحَقِّ ، لمْ يَجِمِ
يَا أُمَّةً ، وَ دِينُهَا وَتَدٌ = فِي الْأرضِ ، وَ الْأصْقَاعِ ، وَ القِمَمِ
عُودِي إلى الْأمجَادِ شَامِخَةً = يَا أُمَّةَ الْإسلَامِ ، وَ اللُّحَمِ
عُودِي إلى العَليَاءِ صَادِحَةً = يَا مُنتَهَى الْآمَالِ وَ الْعِظَمِ
كُونِي كَمَا كُنتِ العُلَا أبَدًا = وَ تَحمِلَينَ الحَقَّ ، كَالحُذُمِ
لَا تَستَجِيبي لِلعِدَا رَهَبًا = أَو تَرتَضي بِفتنَةِ الوَخَمِ
ثُورِي عَلَى الْأعدَاءِ ، وَ انْتَفِضِي = بِوَجهِ أَشرَارٍ ، وَ مضَّطَرَمِ
عُودِي إلَى الأَرجَاءِ هَادِيَةً = وَ اسْتمْسِكي بِالدِّين والرَّحَمِ
لَنْ يَستطيعَ الغدرُ مُجتَمعًا = أنْ يَلِحقَ الْأطهَارَ بالعَتَمِ
لَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الهُدَى أبَدًا = اللهُ فَوقَ كُلِّ مُنتقِمِ
الْحَقُّ وَ الْإسلَامُ بَينَهُما = قَلبٌ هَوَى اللهَ مِنَ القِدَمِ
سَوفَ يَعُودُ الظُّلْمُ مُنْكَسِرًا = يَغدُو عَليهِ النُّورُ بالهَزَمِ
مَنْ يَهْزِمِ الحِقْدَ وَ ظُلمَتَهُ = حَازَ يَقينَ الذَّاتِ ، لَمْ يَهِمِ
إنَّ سَمَاءَ المَجدِ في شَغَفٍ = لِعَودَةِ الْأحرَارِ ، كُلُّهِمِ
إبني جُسُورًا بالوَفَا ، وَ قِفِي = بِالوَعدِ ، وَ الْإقدَامِ ، وَ الهِمَمِ
هَيَا كَفَاكِ منْ رَدَى زَمَنًا = هَيَا ارْجِعِي لِلنِّور ، وَ الْقِمَمِ
فَلنْ يَطُولَ الجُورُ في وَطَنٍ= وَ لَنْ يَظَلَّ الشَّرُ بِالقُدُمِ
أَنْتِ كَما النُّجُومُ عَالِيةٌ = وَ أَنتِ بَدرُ الكَونِ فِي التَّمَمِ
سَتَمْلُكِينَ الْأرضَ قَاطِبةً = ثُمَّ سَيغدُو الحُرُّ بالعَلَمِ
كَرٌّ ، وَ فرٌّ فِي الحَيَاةِ ، وَ مَا = جَنَى العِبَادُ غَيرَ مُنفحِمِ
نَسعَى ، وَيَعدُو ، بَينَنَا أَمَلٌ =وَ الغَيبُ بِالْأقدَارِ ، وَ الرَّجَمِ
النَّاسُ في الوُجُودِ لَاهثةٌ = بِهَدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ
كَأنَّها في الكَونِ خَالِدَةٌ = وَ قَدْ تَسَاوَى الْمَرءُ فِي الْأَدَمِ
وَ لَمْ يَزَلْ نَهْجُ الوَرَى عَجَبًا = كُلٌ لِفَوزِ العَيشِ وَ النَّعَمِ
فَلَا تُلُومَنَّ الدُّنَا أَبَدًا = الْعَيْبُ فِي الْإنسَانِ ، مِنْ قِدَمِ
لَكنَّما مَنْ يَجْتَبي سُننًا = وَ شِرعَةَ المَولَى ، فَفي عُصُمِ
وَ قد جَنَى نُورَ الهُدَى ، وَ سَمَا = وَ فَازَ ( يَومَ العَرْضِ ) مِنْ حَدَمِ
[/align]