عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
عملية تجميل!
نهضت من فراشها، وهي تتفقد ملامحها بعد أن خضعت لعملية ترميم صغيرة غيرت من شكل وجهها أدت إلى نفخ الخدود، وإخفاء الخطوط حول العينين، والشفاه، والجبين، واستدارت تتفقد خصرها المنحوت، بعد شفط الدهون، وشعرها الموصول، الذي طالما حلمت به طويلاً متدرجاً في قصته، ومتموجاً في تسريحته.
صارت مختلف مقاساتها مثالية، وأغلب ملابسها شبابية، توجهت إلى الحمام وهي تشعر بسرور لم تشعر به من قبل، فتحت الماء الدافئ الذي تدفق شلالات فوق مساحات قدها المنحوت، شامبو برائحة الأعشاب البرية، وبلسم برائحة أزاهير الربيع، جففت شعرها وارتدت ملابسها الرياضية متوجهة إلى حمام السباحة بالقرب من منزلها الصغير. تريد الاستجمام قليلاً، والاستمتاع بدفء شمس حزيران.
بدت ملابس السباحة رائعة على جسمها بقالبه الجديد، ما إن خرجت إلى الساحة الخارجية، أوقفها وجهٌ كانت تحبه، تركت السنوات بصماتها فوق جبينه العالي الذي كان أكثر مايشدها إليه، حاولت تجاذب أطراف الحديث .. عبثاً. لقد تبدلت ملامحها كثيراً، وربما صوتها الذي أحبه ذات أمسية رومنسية تحت ضوء القمر. دائماً تترك الحبيبة في القلب أغلى الذكريات، نشتاق حضورها، ونتألم لغيابها، وبالعودة لصورها تخترق القلب أشعةٌ يقال عنها ذهبية تبهجه وترسل في النفس أطيب الأمنيات، لِم لم يشعر بهذه المشاعر؟
كم كانت تغار من ابتعاد نظراته عنها وسرحانه، إذا ما داهمته فكرة تختلس تفكيره بها، لم يتبدل كما عهدته، رصين هادئ الطبع..
نظرت إلى نفسها، لقد تبدلت هي كثيراً، لم تعد صبية العشرين التي تزين أُمنياته، إنها الناضجة في الأربعين التي اتقنت الاعتناء بقدها حتى فقدت ملامحها التي جذبته ..
عادت إلى البهو الداخلي على عجل، وارتدت ملابسها الرياضية من جديد، فإذا به تصطدم بوجه ابنته التي تشبهه كثيراً، شعرت بالإحراج إثر تبدل ملامحها، التي لم يتوقف عندها أبداً، تقدم ممسكاً بيد ابنته ليغادرا على الفور.
نظرت إلى نفسها من جديد، ليكن، تبدلت ملامحها، لكنها بقيت على وفائها له! تحلم بلقائه كيفما شاءت بين الحقول، وتحت سماءٍ عاصفة، بين أشجار الزيزفون، وعلى تخوم الوديان البعيدة، إنها هي لم تتغير وما التجديد في شكلها الخارجي سوى رغبة لتجديد حياتها، إنها سئمت الروتين، وسئمت أشياء كثيرة تجعلها تنظر إلى نفسها كبلهاءٍ، تعيش على ذكرى الأمس!.
من الجميل ان نقنع بما اعطان الله اياه سبحانه في كل شيء
هي عملت كالغراب الذي احب ان يكون كالطاووس لارضاء غرورها تخلت عن ماضيها فخسرت وندمت
راااائعة احترامي
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عملية تجميل!
ما بين الرغبة في التغيير والتشبث بذكريات عبرت تبدأ رحلة المتاهة اللامنتهية ..
نجحت عروبة في إسماعنا ذلك المونولوج الداخلي لتلك المرأة الأربعينية ، بكل ما يعج به من مشاعر الأمل والإحباط .
شكرا لهذا الإمتاع .
محبتي
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عملية تجميل!
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض محمد سليم حلايقه
من الجميل ان نقنع بما اعطان الله اياه سبحانه في كل شيء
هي عملت كالغراب الذي احب ان يكون كالطاووس لارضاء غرورها تخلت عن ماضيها فخسرت وندمت
راااائعة احترامي
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عملية تجميل!
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
عميقة كعادتك عروبة .. دمت مبدعة حبيبتي ..
كل التحية وباقات الحب .
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عملية تجميل!
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
ما بين الرغبة في التغيير والتشبث بذكريات عبرت تبدأ رحلة المتاهة اللامنتهية ..
نجحت عروبة في إسماعنا ذلك المونولوج الداخلي لتلك المرأة الأربعينية ، بكل ما يعج به من مشاعر الأمل والإحباط .
شكرا لهذا الإمتاع .
محبتي
أ. رشيد مروركم يسرني كما تقييمكم الغالي
كل الشكر لكم
تقديري ومودتي