الفوائد الصحية للعرقسوس
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
الموطن الأصلي للعرقسوس هو آسيا الصغرى وحوض البحر الأبيض المتوسط، إلا انه يوجد بريا في بعض المناطق طبيعيا لقارة أوروبة، في الجزء الجنوبي منها، الممتد من اليونان إلى أسبانيا. ثم انتشرت زراعته في بيئات مختلفة من القارات الخمس، وأصبحت أهم البلدان المنتجة له هي:روسيا وسوريا وتركيا والعراق وإيران وأسبانيا وايطاليا ومصر.
يتبع العرقسوس العائلة البقولية ونباتاته شجرية كثيرة التفريع ونموها شبه أفقي، أوراقها مركبة ريشية، مكونة من 9-11 زوج من الوريقات المعنقة ذات الحافة المستديمة والشكل البيضاوي والأخضر الباهت، الأزهار كبيرة الحجم لونه ابيض مشوب باللون الأرجواني أو البنفسجي، وهي مكونة من 3-8 زهرات، الثمار قرنية والشكل بيضاوية أو كروية بداخلها أربعة أو أكثر من البذور الصلبة القوام والشكل الكلوي واللون البني الداكن.
وحسب شكله المورفولوجي يوجد منه عدة أصناف، فهناك النوع الآسيوي والنوع الصيني والنوع الأوروبي، والاختلافات فيما بينها بالمظهر الخارجي واضحة ويمكن تمييزها.
أما فيما يتعلق بالتركيب الكيماوي، فالعرقسوس يحتوي على مادة صابونيتية معروفة باسم الجليسسريزين، وهي ذات طعم حلو تفوق درجة حلاوتها بأكثر من خمسين مرة من سكر القصب، وعسل النحل، وعندما تتحلل تحللا مائيا أو إنزيميا، ينتج منها مركب جليكوني، يعرف باسم الجليسيزيتين، مع جزأين من حامض الجلوبورونيك.
ونبات العرقسوس الآسيوي يحتوي على 10% من مادة الجليسييزيتين بينما النوع الصيني البري تصل به النسبة إلى 7,5% والأوروبي يحتوي على نسبة أقل بكثير، ويرجع السبب إلى أن النوع الأوروبي يحتوي على نسبة أعلى من الأحماض العضوية تصل إلى 20%، بينما تصل في الأنواع الصينية إلى 16% وفي الأصناف الآسيوية تصل إلى 10-14%.
لقد عرف القدماءالمصريون والرومان والعرب هذا النبات، وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، وأنمنقوعة المخمر يفيد في حالات القيء والتهيج المعدي.
وفي عام (1955م- 1996م) تم فصل مركب سيترويدي أطلق عليه اسم حمض الجلسرهيزيك glycerrhysic acid من جذورنبات العرقسوس، وقد تبين أن هذا الحمض يشبه في بنيته الكيميائية مركب الكورتيزونالمعروف، إلا أنه يتميز عنه بخلوه تماما من الآثار الجانبية المعروفة عند التداويبالكورتيزون، خصوصا لمدة طويلة.
ويستعمل الآن العرقسوس لتحضير مستحضراتصيدلية مختلفة، تفيد في علاج قرحة المعدة، والقيء الذي يصاحب الحمل، والحموضة المعدية،وقد أعطت هذه المستحضرات نتائج مشجعة جدا،، وتجرى الآن دراسات جدية لزراعة نباتالعرقسوس وفصل حمض الجلسرهيزيك وتصنيعه دوائيا.
الفوائد والاستعمالات الطبية:
1-يستعمل منقوع مسحوق جذور العرقسوس كشراب صيفا و شتاءا، الذي يتميز بالطعم المميز والتسكر الطبيعي، ذو الرغوة الطبيعية.
2-الزبد الخام أو النقي يدخل في صناعة الحلوى، كمواد مكسبة للطعم والرائحة.
3-يضاف إلى صناعة البيرة مكسبا إياها رغوة كثيفة.
4- كما يضاف إلى صناعة السجاير لتحسين صفات النكهة والرائحة.
5-كمادة حافظة للرطوبة والزبد يدخل أيضا في صناعة الجلود لتلميعها وتثبيت ألوانها.
6-المواد الصابونية المستخلصة من جذور العرقسوس، تفيد في علاج بعض الأمراض، مثل أمراض المعدة والأمعاء وعلاج القرح وتقيحات اللثة، كما تستخدم في علاج آلام الزور والصدر والكحة وضيق التنفس، كما يستخدم كمادة ملينة في حالات الإمساك المزمن.
7-تضاف إلى الأدوية المرة للتغطية على مرارتها، كما تدخل في تركيب اغلفة الكبسولات والحبوب الطبية، كما يفيد العرقسوس في أمراض الرئتين والحنجرة والحمى والآلام الناتجة من أمراض الكبد والصفراء، كما يعمل على خفض الدم وطارد للبلغم.
8-ثبت أن مادة الجليسيريزين تتشابه مع نشاط مفعول هرمون الأدرينالين، الذي يؤثر على الكليتين، مما يفيد في حالة إدرار البول بغزارة.
9-تتشابه مع صفات الكورتيزون البيولوجية والحيوية، لأنها تفيد في حالات آلام المفاصل، وبعض أمراض الحساسية والعيون والربو وأمراض جلدية أخرى.