التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,362,808

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > الجغرافيا والسياحة العربية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 11 / 2020, 16 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

:more61: جولات سياحية في الشمال التركي


روعة المنازل الخشبية في ربوع الشمال التركي

المنازل الخشبية، هذه البدائل الجميلة للمنازل التقليدية التي بدأت باعتمادها العديد من الدول، فتبنت تصنيعها وتصميمها شركات عالمية، يحبها الصغار والكبار، تتميز بجمالها وجاذبيتها، تضمن درجات عالية من الأمان ضد مختلف العوامل الطبيعية، من أمطار وسيول وثلوج، كما أنها مقاومة للحريق بمختلف أنواعه.حيث يتم وضع مواد عازلة خارجية باستخدام(الجبس الأبيض) للحفاظ على جودة المواد الموضوعة.
تعتبرمن أفضل أنواع المنازل، خاصة في مناطق الأرياف والأحياء الراقية بمختلف دول العالم، سهلة البناء ويمكن نقلها من مكان لآخر، يوجد لها تصميمات وديكورات متنوعة بسيطة وجميلة، منها يلحق بها أكواخ خارجية وأخرى غرف محددة تحتفظ بالبرودة لأوقات طويلة لايوجد حاجة لصيانتها، اقتصادية الكهرباء تعتمد على الإضاءة الطبيعية.
كانت منذ بداياتها ملهمة لكبار المصممين المعاصرين، الذين جمعوا بين الحداثة والتقليد العتيق في تصميمها حيث تخطف الأبصار من الخارج، وتسحر العقول من الداخل.يعتمد المصمم في صنعها الخشب الطبيعي الذي اعتمده أجدادنا لفترات طويلة.بينما يستمد من سحر الأرياف إحاطة المنزل بالأسوا رالتي يتخللها أشجار متنوعة المسميات والمواصفات.
في الشتاء تتحول هذه البيوت أو المنازل، إلى تحفات فنية رائعة يزين وسط صالاتها موقد تقليدي، محاط ببلاط أبيض يضفي على الجلسات الجمال والشاعرية.حيث لهبه يضيء الصالة ليضفي الرومانسية في ليالي الشتاء الطويلة، عندما يندف الثلج ناعساً فوق نوافذها الزجاجية، تنسي الشاعر همومه ليسطر أروع السيمفونيات، أو تتغلغل في مخيلة الكاتب ليبدع أحلى القصص والروايات.
تمتاز هذه المنازل بأرضيات خشبية عالية الجودة،.يزين السجاد الصوفي أوسطها بشكل ساحر أنيق، لتترك الشموع في الزوايا الدافئة تضفي على المنزل الدفء والإحساس بالهدوء ليسترسل أفراد العائلة بخيالهم مما يخلق أجواءً من الألفة والمودة.
في الطريق إلى الشمال التركي، تشكل هذه النوعية من المنازل أو الأكواخ، نمطاً فريدأ في الأرياف، تجلب السائحين للاستمتاع بها، وحجز مساحات لهم فيها فترات زمنية ربما تطول، أكثر ما يلفت الأنظار الديكورات الخشبية والحجرية في الداخل التي تمنح الشعور بالحنين لشيء ما في خبايا الذاكرة، تلهم برسم لوحة ما، أو بابتكار نقش زخرفي، أو ربما تحرض على دعوة إنسان له مكانة خاصة في القلب، تهيئ له الأرائك المخملية والقصائد الجميلة.
أكثر ما يؤمن به ساكني هذه المنازل الساحرة، الحسد لذا يجد المار ( الخرزة الزرقاء) معلقة على أبوابها، أو عند عتباتها تضفي شيئاً من الانبهار على تلك الأمكنة الخشبية الباهرة.تنسج العديد من الحكايات والخرافات حول هذه البدع، وتلك الأكواخ الجميلة التي تعايش الحداثة بلمسات الأمس، أجمل مايسحر مسنيها من الساكنين قراءة كتاب عن الأساطير الرومانسية في ليلة خريفية وترك صفحاته لمتابعتها في الليلة التي تليها.
تنشغل النساء بصنع المنسوجات ذات الطراز الريفي، من شالات وسجاد وبطاينات و أغطية طاولات جميلة للغاية.تستلهم تصاميمها من الطبيعة الجميلة التي حباها الله عليهن.تضفي هذه المنسوجات على غرف المنازل الخشبية كل جمال وألق.
قد يجذب الزوار طقطقة الخشب شتاءً، وشرب الشاي لجانب الموقد، مع متابعة نداف الثلج من خلف النوافذ الباسمة الحياة تستحق أن تعاش، فرغ نفسك لقضاء عطلة تسطر فيها انطباعاتك عن هذه المنازل الجميلة، فتبهر القارئ، وتسر خاطرك ككاتب أتعبته متابعة أخبار الساعة.
جرب دخول مطابخ هذه المنازل التي تعبق بأدوات ومعدات من الزمن الجميل الذي مايزال يحافظ عليه الريف التركي ببساطته وثراء مأكولاته، الجبن بأنواعه، الألبان ومشتقاتها المعجنات بمئات أنواعها، والحلويات التي تعتمد على خيرات الطبيعة في تصنيعها من فستق ومنكهات .
صباحاً يمكن تناول الفطور على إحدى النوافذ الخريفية أمام الجبال المغطاة بالثلوج استمتاع بكل لحظة هناك، رائحة الزيزفون الجبلي تنبعث بين الغرف والردهات وهدير الشلالات من خلف المنازل، على جانب بعيد يمكن متابعة العربات الهوائية أو(التلفريك) تنقل الزوار والوافدين للاستمتاع بمناظر الوديان والجبال.
سافر وتعرف على الحياة، لاشيء يستحق النسيان فيها فضاءات على عالم رحب تزينه تراتيل السماء، الشتاء فصل فيه الكثير من الأشياء التي يجب الغوص بأعماقها واكتشافها جدد حيويتك وانطلق للتزحلق فوق الثلوج التي بدأ الشمال التركي باستقبالها، ثم عد أدراجك إلى منزلك الريفي الذي اخترته لقضاء إجازتك، واسترخي في الساونا بضع دقائق ثم اخلد إلى النوم وأحلام سعيدة.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2020, 19 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: جولات سياجية في الشمال التركي

2

صبنجة وجهتك السياحية في الشتاء .. لوحة فنية من إبداع الخالق

تستهويني عطلات الشتاء، تعيد تكويني، وتحرض خيالي على التواصل مع الطبيعة وممارسة طقوس الكتابة عنها

في مكان بعيد عن موطن أي مسافر، تولد الرغبة باكتشاف أساليب مختلفة للحياة، إثر تعرفه على أنماط من يصادفهم واحتكاكه بحضارات وثقافات، يبتعد عن فكرة الاصطياف يستبدلها بفكرة قضاء نهاية الخريف، الاستمتاع بثلوج الشتاء هكذا هو الشمال التركي يقلب حياة محبيه، يشدهم إلى عالمه المتجدد الفصول والحكايات.
ما إن تبدأ السيارة بالتحرك بعيداً عن مدينة اسطنبول تطالع السائح لوحة فنية فائقة الغرابة والجمال، تغريه بالإطلاع على عالمها الساحر، تستدرج العيون لتبهرها بجبل كارتبه تستعطفهم لتسلقه وممارسة متعة التثلج فوقه تستدني القاصي والداني وتدعوه لاكتشاف دروبها المتوازعة وسط أدغال من هضابها المغطاة بالخضرة المتنوعة المسميات، إنها صبنجة الواقعة شمال تركيا.
هي بلدة اجتمعت فيها كافة مقومات الصفاء، لن تسمح للأحزان اختراق عالمها ولاتلتزم بمصافحة مكتئب دسته الصدفة لأروقتها المخملية، اصطحب مجموعة من المسافرين ليبتعدوا عن صخب الحياة، هي ليست ملاذ مرضى الضغوط النفسية أو أصحاب الذكريات الأليمة.
صباحها رغم برودته، وردي باسم، تتسلل من شرفات منازلها روائح الطعام الريفي وابريق الشاي دائم الحكايات لاتهدا ناره، تتوضع المباني العمرنية فيها وسط مساحة احتضنتها التلال والجبال والبحيرات! كل مافيها جميل لايزيدها تبديل الفصول سوى بهاءً وحسناً وألقاً.
تنفرد ساحاتها باستقبال زائريها بشيء من التحفظ، تسترسل بحفظ ملامحهم، عليهم الحفاظ على ودها، وعدم الانسياق وراء النواحي الغافية فوق تلالها، إنها تريدهم لها وحدها بدون حقائب، لتوزع عليهم أدوات التثلج ومعاطف ثقيلة إنها على مشارف جبل يدعى كارتبه، إحدى ضفافها النائية يخترق فضاءاته العربات الهوائية، يخال للسائح بأنه يتوسد بساط الريح، ذاك الذي قرأ عنه بإحدى أساطير الشتاء، أو ربما حكت له جدته حكاياته قرب مواقد التنور.
ترتسم حوله آفاقاً بيضاء، يفتش عن قوس قزح لايلقاه ويبحث تحته عن موطء قدم فيتعثر بركام ثلجي، مدهش كل ما حوله ومحزن أن تفوتوا فرصة زيارة صبنجة الخبيرة باستقبال وافديها.
إحدى المفاجآت السارة هناك، وعلى ضفة ثانية من حياة هذه البلدة توجد شلالات كوزولوك سبريغز الحرارية، تنشط قلوب محبيها، بمختلف العناصر الطبيعية والمعدنية التي تكتنزها، بعد رحلة استشفاء يمكن قضاء أمتع الأوقات وأجملها في الأكواخ الخشبية، التي يغزل لهيب مواقدها همساتٍ شتائية دافئة. تملأ المكان روائح الأخشاب الطبيعة بينما تغطي الدروب والمنحدرات الثلوج، التي تلونها مصابيح متعددة الألوان، لا تخمد ولاتنطفئ هي ومواقد الشتاء على اتفاق دائم بإنارة قلوب سائحي البلدة الساحرة
وعلى مسافة ليست بالبعيدة عن سكون صبنجة، بحيرة ليلكية الأمسيات، تتساقط حبات المطر فوقها بوداعة رائعة للغاية
تعكس جمال الطبيعة فوق صفحتها الواسعة، كم تغار الإوزات من عيون السائحين وهي تودع أسرابها لتحتمي من برد تشرين ورطويته، على ضفافها يسترسل الشعراء ليسطروا أحلى الكلمات بوصف هذه اللوحة الفنية الساحرة لاشيء يبعث للملل أو الضيق، كل مافي المكان يدعو للسرور والشعور بالاطمئنان.
صبنجة! في الليل برودة ماتعة، تقرب السائحين من مواقد الاستراحات الخشبية، الشاي الساخن، أو بعضاً من الحساء الدافئ، كفيل بمنح الشعور بالراحة، تعود ذاكرة الشعراء إلى بحيرتها الهادئة، التي تحتضن أوراق الخريف البرتقالية فوق مياهها لتشكل أطباقاً ورقية تبحر بشكل دائري وسط البحيرة، يستمتع بوصفها الأدباء الذين يحملون كراريس عشقهم بالطبيعة الساحرة ليبهروا قراءهم بعذب الأوصاف والكلمات.
وعندما تصفح الشمس عن أروقة البلدة، تنسدل أشعتها من خلف الديمات لترسل أشعتها إلى قمم الجبال المثلجة، ومياه البحيرة المتجمدة ليبدأ إبحار الخيال والاسترسال، بذوبان الثلوج بشكل طفيف، يسمح للأقدام بالتنزه او ممارسة هواية التثلج.تبدأ الموسيقى الكلاسيكية ببعثرة سكون الطبيعة تنبعث من المقاهي أو صالات الفنادق الأنيقة.
تتوزع في مختلف الدروب محلات لبيع مشغولات نسوة هذه البلدة مفارش ومطرزات تجذب هواة المنسوجات اليدوية يمكن لصبية بلحظة تأمل أن تغريها ألوان الخيوط لتطلب تعلم فن الحياكة اليدوية وإتقانها لتذكرها على الدوام بزيارتها لإحدى بلدات الشمال التركي.
في صبنجة يمكن النوم بأي لحظة فالهدوء يرسل في النفس طمأنينة بالغة، فيداعب العيون التي قدمت لترصد جمال الطبيعة فيها.أما عن الأحلام فهي دون شك وردية فيها كل ماشاهده السائح من نهارات صبنجة وبحيرتها والجبل المطل على نواحيها.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــع
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2020, 26 : 03 AM   رقم المشاركة : [3]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: جولات سياجية في الشمال التركي

3
دير سوميلا جارة القمر، وحالة عشق خاصة

رسمت عشرون صليباً، ومازلت كلما أرسم صليباً، تفاجئني وردة بين رحيقها صليب لا أعرف كم تبقى من وجودي لأرسم قوساً، تربع منحنياته عشرون صليباً، وفوقهم عشرون وردة تنبض بدفء التراتيل الإنجيلية!
هناك في أعالي القمم، طائرٌ أسطوري، تستهويه الثلوج والأدغال الغامضة، تغزل أُنثاه بجناحيها تاريخ دير عتيق وتحفظ عن ظهر قلبٍ أسفاره، ترصد العابرين بصمتٍ وتنحني كبرياءً لكل ناسك مر من مسكنها، تحلق في الأعالي فموطنها الفضاءات الرحبة.
دير سوميلا، الحكاية التي تخفي بين سطورها عشرون حضارة، تشغل الحواس وتستقطب عدسات ملايين من سائحي العالم، على كتف جبل عالٍ، توسدت خاصرته مبانٍ حجرية، تُشكل آية معمارية تخطف الأنظار، تستدرج القاصي والداني تحاكي الغيوم، وتستضيف مختلف طقوس الفصول!
في أقاصي الشمال التركي، وعلى بعد 50كم عن مدينة طرابزون، وسط الشلالات والأنهار وبين أحضان الجبال والمرتفعات التي يذوب الزائر فيها هياماً، كلما شعر بالبرد شده كأس من الشاي، يحضنه بين كفيه ليسري به نفس جبلي ممزوج طمأنينة ودهشة.
في الطريق إلى دير سوميلا، لايوجد ترقب، أو ملل ولايشعر السائح بمرور الوقت كل الدروب جميلة، رطبة وندية ومختلف التعرجات منبسطة، تختبئ بين منحنياتها الكهوف تتسلل الروائح الجبلية ثناياها، لتنعش الزوار القادمين من مختلف أصقاع المعمورة!
قد يحدث أن يتساقط المطر زخات زخات، فيندر الشعور بالحرارة لتبدأ رحلة الصعود إلى سوميلا Sümila الذي يبدد الغيوم بتراتيله الإنجيلية، وهي تدعو الرب أن يحفظ الأرض من كل شر، وتعاهد على الصمود في وجه الريح العاتية فكم من مرة تهدمت هياكله، لتنهض أقوى وأعتى، وكم من شاعر رصد نبضها فتوغل في محرابها وأبدع!هي حالة من نوع خاص يعايشها معظم من زار هذا الدير الغائر في أعالي الجبال، أقاصي الشمال التركي.
ما إن تبدأ الرحلة إلى دير سوميلا، حتى تبدأ الاستراحات بالتوازع بين المنعطفات الرطبة، تحت الأشجار الباسقة وهي تتمايل مع نبض الريح يميناً ثم يساراً، تتغزل بالعابرين، الذين تنتظرهم المأكولات الشعبية، والمشروبات الساخنة على ضفاف الأنهار، والسواقي الباردة التي تتصارع مياهها على الدوام، قادمة من خلف الجبال الشاهقة لتستقر في باطن الأرض بعد رحلة عناء طويلة.
أجواء تفتح الشهية، وموائد عامرة بالعشق المحلي للشاي والفطائر الطرابزونية صباحاً، قد يقرر العائدون من أعالي الدير تناول أطباقاً من السمك المحشي أو المقلي او المشوي غداءً.أو يمرون مساءً على واحةٍ غناء ليستمتعوا بالموسيقى التركية إنه عالم غني بالمفاجأت والمسرات.
ويتأهب الزائرو صعوداً، تضيق بهم الدرب، ليستقبلهم سلم طويل من الحجارة لتصلهم ببوابة الدير، بعد استمتاع مميز بمناظر الدروب والمنعطفات المدهشة حد نسيان الوقت هناك امتداد مابين الأرض والأفاق وخسارة الاهتمام بالنظر إلى الساعة أو
الانشغال بالجوال، وترصد الرسائل أو الاتصالات.
وتبدأ الخطوات بالاقتراب من الصالات والغرف، قباب للرهبان، وأخرى للصلاة ارتفاعات متفاوتة، ومحال رسم الإبداع كلمات، عندما يخص المشهد إحدى العجائب العمرانية المزخرفة بمختلف ألوان الفنون والحضارات.
تحكي الأساطير عن هذا الدير بأنه كان مخبأ السيدة العذراء وبأنه موطن الكهنة ذات تاريخ عتيق، تم إعادة تشييده مرات ومرات، وماتزال حضارته تستقطب الأنظار كأحد المباني التي تم إنشاؤها بين الغابات والكهوف وعلى الضفاف المائية شكل مواضيعاً هامة في تاريخ الاحتلال الروسي.
الفن التركي، يترك بصماته واضحة بين الردهات، وعلى جدار الغرف والساحات بصمة تضاف لحضارات عاصرت كهوف الأديرة، تنار شتاءً بالمواقد الخشبية، ما إن يبدأ احتراق حطبها، حتى تنعكس على الجدارن أروع الألوان في تمايل يروي تمازج حضارات مختلفة التصاميم والتكوين.تجعل الزائر يتأمل كثيراً قبل أن يغادء مجبراً لابطلاً.
وينشغل كل زائر بزاوية أو ركن، ينفرد في صومعة وجدانية، يغوص في عالم روحاني، بهاء ديني، وصفوة تاريخية يدون المؤرخ انطباعاته، والشاعر يحلق بفضاءات واسعة رحبة، وقد يخرج القاص بحكاية تتناقلها الأجيال وتبقى المباني القديمة عالقة هنا بين الكهوف، أو هناك في أعالي الجبال، تغوص بين الغيوم، وتستمر الأيام وتتوالى الزيارات لدير سوميلا!
شعور رائع قد يخفق الكثيرون في التعبير عنه، لكنهم يحتفظون به صوراً أو رسوماً وهم عائدون أدراجهم من الدرج الضيق الطويل، لتستقبلهم من جديد استراحات الغابات والمغارات العالقة وسط الطبيعة تصارع قساوتها وتستحم بدفء شمسها مطلع كل صيف وآناء كل ربيع على مر العصور والأيام.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2020, 13 : 01 PM   رقم المشاركة : [4]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: جولات سياجية في الشمال التركي

عشت معك أختي عروبة هذه الجولات السياحية في كل ركن ذكرتيه بما يحمله من شاعرية ملهمة.
وصفك الدقيق يغري بزيارة هذه المناطق الجميلة.
شكرا لك على الإمتاع
محبتي
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 11 / 2020, 59 : 09 PM   رقم المشاركة : [5]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: جولات سياحية في الشمال التركي

كل الشكر ليلى على المرور والاهتمام والقراءة مايزال في جعبتي الكثير عن عالم الجمال هذا في تركيا بانتظار توافد السادة القراء لنثر المزيد من المعلومات السياحية في هذا الركن الذي يحتاج التنشيط...
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التركي, الزمان, جولات, سياحية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصهاينة يسرقون الأوقاف الإسلامية في يافا لإقامة مشروعات سياحية. مازن شما جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم 0 19 / 09 / 2011 28 : 07 PM
(( صرخة حجر)) المسلسل التركي الذي أغضب الكيان الصهيوني جمال سبع المسرح والسينما والتلفاز 14 28 / 03 / 2010 09 : 10 PM
الأدب التركي المعاصر طلعت سقيرق مكتبة نور الأدب 0 24 / 01 / 2010 30 : 10 PM
قراءة في ( واجهات زجاجية ) لكاتبها زياد صيدم . بقلم: محمد معمرى زياد صيدم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 20 / 01 / 2010 42 : 03 PM
المسلسل التركي ’’لحظة وداع’’.. إبداع تليفزيوني د. ناصر شافعي المسرح والسينما والتلفاز 0 06 / 04 / 2009 17 : 10 PM


الساعة الآن 19 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|