قلائل من نأنس بهم، فنصمت أمامهم، والعينان والحواس معهم تكتفي بجلال الحضور. فتتمنى ألاَّ ينتهي عذب كلامهم، ورائق حديثهم، لصدقه، وشفافيته، وبهجته، وعوالم فضاءاته.
والدكتور أحمد راتب زنداقي، عرفته قديماً (مكتبة جامعة متنقلة)، فحاز وقار العلم (فكان طبيباً)، وحاز عوالم الأدب والفنون الراقية (فكان باحثاً، وقصصياً، وناقداً، وصاحب ريشة ترسم غافي انطباعاته وجمال دواخله). وهذه دعوة مني إليه للانضمام إلى أسرتنا (نور الأدب) لنكسب صديقاً قريباً ننهل من علمه وبحور ثقافاته التي لا حدود لها.. فحضوره أنس ثراء بهجة.
وتعقيباً على مقالي (ملاحظات على علم الطاقة الباطني) كتب إليَّ من عمَّان:
شكرا دكتور منذر على هذا المقال المفند لصرعات الطاقة الكونية والعلاج بالطاقة. وكلها من الخرافات العصرية. فسبحان الله الخرافات أيضاً تلبس لبوس العصر وتستعير تعابيره ومفاهيمه. وباعتقادي أن العقل المؤمن بالخرافات هو عقل ذو مواصفات خاصة أهمها القدرات العقلية الضعيفة إلى المتوسطة. والثقافة الضحلة السطحية والبيئة الفقيرة عقلياً وثقافياً. هذه العقول موجودة دائماً وفي كل مكان فإن وقعت بيد المشعوذين المناسبين انجرفت إلى الخرافات وإن وقعت في جو التثقيف الصالح عقيدياً وفكرياً فإنها تكتسب مهارة تمييز الغث من السمين في الأفكار.
شكراً لك مرة أخرى على هذا البحث القيم، وشكراً على إرساله لي.
دمت بخير، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.