التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,870
عدد  مرات الظهور : 162,410,893

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 08 / 2021, 23 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
ريمه الخاني
أستاذ بارز / أدباء نور الأدب / تكتب القصه الشعر الدراسات والمقالات
 





ريمه الخاني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

عندما تصبح الوحدة وطنا!

د. ريمه عبد الإله الخاني

يدعون لك بطول العمر فتؤمن وتنسى سؤال نفسك:
هل أنا ممن طال عمره وحسن عمله؟
هل سيطول عمري دون عجز أو كسل أو مرض وحاجة لمن حولي؟
ليست بدعوة ملائمة للطموح الذي يخشى الحاجة للمساعدوة والذي تعود الاعتماد على نفسه كالأشجار التي تعاني وقوفا!.
ماأسرع مايمر العمر..فالأيام تتراقص غيظا وتلفتا..مرحا وسخرية...هبوطا نحو الضعف والخور...فنحاول شدها للوراء بلقاء الأحبة والترويح عن النفس، علنا نعيش لحظات شبابية ممتعة، فقد أبت إلا أن تسير باتجاه واحد...ونحن نشد حبال المرساة حتى لاتبعد عن الشط...لماذا لانموت بكامل عافيتنا؟ليس ذلك على الله بعزيز فالصحة أمانة أيضا!.هل هو القدر أم الإهمال؟.وكيف يحصل رغم حرصنا؟.فقد تقع على الأرض بقوة دون أن تحسب لهذا حسلبه، وقد تقوم بحركة غير محسوبة فتنام على السرير رجل على السرير ورجل على الأرض!،وقد تتوهم أنك بطاقة الشباب فتسير عدة ساعات سعيدا أنك لم تتعب...وقد تستمتع بكتب ترمم بعض ثغرات في جدارك الفكري..فتحسب أن منها مايزيد معارفك الصحية ورغم هذا لاتفلت من يد القدر!.. مؤكد ستضيف لها من تجاربك وإلهامك حتى الملل..في غفلة من كاتبها..فلماذا لاتحكم علة نفسك رباط الحرص والنجاة؟.
وبعد زمن..تتالى الآلام..وتتعاقب..فتقعد حيرانا..وقد تصبح منضدة أو كرسيا، وقد يمل من الصحب والخلان لعجزك وضعفك المتزايد، وقد لايصارحون بذلك لطفا، بل يغرقونك بمجاملات فارغة، وقد يخونك التفاؤل فتغرق في لجة الحسرة على الخسارات المفاجئة..
تسلم بالقدر ولكن لاتسلم بالعوز الاجتماعي..تدفعك المكابرة لخيانة صحتك فتوهم الناس أنك بلا عكاز حقيقية ولاحتى وهمية...
يالله..لقد بكيت أمامها أخيرا تلك الضعيفة كثيرة الشكوى..بعد أن نزعت فتيل الخوف من الآخرذلك الغريب الذي يستثمر حاجتك لصالحه وربما يفكر بأذى..فقد تصبح نفسك هينة عليك عندما تجد أن لامحل لك من الإعراب في الدنيا برأيك لكنك كل شيء بالنسبة للذين أعطيتهم كلك...ناديتها كي تساعدني في أعمال منزل لايتحرك فيه سوى طبق الطعام وكرسي الحمام من تحتي!..ماناديتها إلا لأنني أريد أن أتكلم مع البشر..مللت الواقع الافتراضي الوهم..وأنترنيت الأشياء الكارثة...كل شيء يتحرك افتراضيا حتى الملل..
تساعد وهي تتكلم بلا توقف..تكلم نفسها وتشكو الجدران..
-حتى وسائل المواصلات تنكرت لنا زحمة وانتظارا ودفعا وقلة أدب ووو
-خيرا خيرا
-حتى الخبز نتاج بلادنا صرنا نقف على باب الفران من منتصف الليل...ونحن ندري أنه يتسرب بعيدا عنا بطريقة ما..
-خذي من ثلاجتي حاجتك..
-ابنتي تستميحك عذرا ، اشتاقت للقهوة.
-عندي منها والحمد لله لاعليك تفضلي.
-وهل خزنت مؤونة هذه السنة من الفول الأخضر والبزاليا؟
-مازال عندي من الموسم الفائت خذي منها...
-قمت من سريري غير عابئة بمفصل متهدم ولا حساسية قاتلة ولا صداع رأسي مفزع..
رأيتها تتلصص على الناس من النافذة تاركة الماء تسيل من الصنبور بلا اكتراث...
-أغلقتُ الصنبور فتنبهت..
-شاهدي القطط ..إنه شهر شباط ههه عيد الحب..
عادت إلى عملها وهي تقول:
-هل تسمحين لي بتناول تفاحة؟ لم أتناول فطوري بعد..
-تفضلي..
-وبعض الفستق المالح..آخذ منه لأبو العيال يحبه جدا ...
عندما انتهت من عملها ...ومازالت تتلكا في الخروج وتماطل.. أرعبها بقدوم أحد الأقرباء الصعبين طباعا غير الاجتماعيين سلوكا..تذكرت كيف كنت أناديها على رأس كل شهر مرة واحدة فقط فهي مماطلة حد الفزع...ورغم رفضي لطريقتها المستهترة في العمل ، فلاأكاد أجد بديلا أفضل..فالعمل لمصلحة النفس دوما دافع للإبداع والعكس صحيح...من قال أن الشيوعية كانت حلا يوما ما؟.
نظرت في المرآة..فوجدتني ..قد فقدت ساقي اليسرى ..فهل أخذتها مع كيس الأغراض؟؟،أم سوف أغرق في لجة عملية المفصل الصناعي المرعبة؟ وحتى لو قالوا انها عملية بسيطة فلن تكون كالمفصل الطبيعي ..نعم هذا ماقاله الطبيب لأن له عمرا وسوف نحتاح لتغييره كل عدة سنوات...هل كان ذلك من جراء تعب السنين؟ أم هو وضع خاطئ نمارسه يوميا من خلال عمل منزلي وقوفا؟ أم هو ورائة الجنف وميل العمود الفقري؟لن أستسلم للوحدة ومؤكد هناك مخرجا ما...سوف اتصدق بكل ماأستطيع...أنا أكره المرض والعجز والكسل..
تذكرت قصة الوحش الذي أكل صديقته وفي كل يوم يتناول قطعة منه بعد إفصاحها برغبتها بالاستئناس به...حتى مل من طعمها فلفظها جملة واحدة أشلاء وفتافيت...هل الدنيا هكذا؟، فتحت باب خزانتي المكسور فوجدتها تسيل دما!!!
صرخت فيها:
-أين أنت؟
فأجابت:
-ألا تذكرين خالتك التي ربت أولاد العائلة اليتيمة كانت تقول:
-إن الرغبة الجامحة في الشفاء..نوع آخر من الشفاء لايعلم سره إلا الله..
**********************
صحت بتململ وتمطط..هي تشعر بألم يتصاعد!، وفتحت عينيها، وقد تحلق حولها أولادها وزوجها وعاد من غاب خارج البلاد بسرعة البرق، وقد عمل الشوق عمله في تفعيل شعور الفد والحاجة إليهم، وهم يقولون بصوت واحد:
-الحمد لله على السلامة...أنت بخير...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
ريمه الخاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 08 / 2021, 16 : 05 PM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عندما تصبح الوحدة وطنا!

فعلا كثيرا ما نشعر بأن الوحدة هي الحل الجميل لتفاهة بعض اللقاءات..
نص متداخل التعابير ، وله وقعه
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
عندما تصبح الوحدة وطنا!


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حين تصبح القبيلة دولة..!! نبيل عودة المقالة السياسية 2 14 / 07 / 2013 36 : 10 AM
في ظل منع استيرادها / هل تصبح الفاكهة للأغنياء فقط بوران شما فلسطين في القلب ( منوع) 2 26 / 09 / 2012 43 : 10 PM
عندما تصبح الوُحدة وطنا... ريمه الخاني شعر التفعيلة 12 26 / 09 / 2012 05 : 10 PM
أديبة تسبح عكس التيار عبدالله الخطيب القصة القصيرة جداً 7 23 / 11 / 2009 51 : 04 PM
ما هي الدوافع وراء طلب الكنيست الأسرائيلي التصويت باعتبار الأردن وطنا قوميا للفلسطيني الباحث أحمد محمود القاسم القضايا الوطنية الملحّة 0 24 / 05 / 2009 19 : 12 PM


الساعة الآن 36 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|