التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,842
عدد  مرات الظهور : 162,295,351

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 09 / 2021, 56 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

تحقيق نسبة قصيدة الفرزدق في زين العابدين


تحقيق نسبة قصيدة الفرزدق في زين العابدين (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته)

من القصائد المشهورة التي يتداولها المتأدبون في مجالسهم وكتبهم قديماً وحديثاً: القصيدة الميمية التي تنسب للفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين في قصة طوافه بالبيت وانزياح الناس عنه، وأن هشام بن عبد الملك سُئل عن هذا الرجل فقال لا أعرفه، فقال الفرزدق: لكنني أعرفه وأنشده على البديهة:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
والقصيدة وردت في مصادر الأدب، حتى صار من الصعب الإحاطة بها جميعها، كما أنها لا تروى كاملة، ويكتفي بعضهم بإيراد بعض أبيات منها، وفي كل موضع تنسب لشاعر، وأشهر من نسبت إليه:
1 الفرزدق في زين العابدين علي بن الحسين.
2 داود بن سلم في قثم بن العباس، أو في زين العابدين علي بن الحسين.
3 الحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك، أو في عبد العزيز بن مروان. 4 أبو الطمحان القيني.
5 اللّعين المنقري في علي بن الحسين.
6 الحارث بن الليث في علي بن الحسين.
7 كثير بن كثير السهمي في الإمام الباقر.
8 المتوكل الليثي في الإمام أبي جعفر محمد الباقر.
9 أبو دهبل الجمحي.
وبسبب هذا الاضطراب في نسبة الأبيات، قال عبد السلام هارون (ت: 1988 م): وقد سكت الجاحظ عن النسبة هنا، وكذلك في البيان 1 / 370، 3 / 41 وكذا ابن قتيبة كما في عيون الأخبار 1 / 294، 2 / 196 تحفظاً منهما (الحيوان 3 / 133). ولا يخفى أهمية الجاحظ وابن قتيبة وعلو كعبهما في باب الأدب والبلاغة، وسكوتهما عن عزو القصيدة لقائل بعينه، مما يدل على الشك والاضطراب في نسبتها. والشك في نسبة القصيدة كان عند القدماء من جهتين:
- من جهة قائلها، ومن جهة من قيلت فيه.
وبدراستها بتأن وحذر، يتضح أن القصيدة مركبة من أكثر من نص، فبعضها للحزين الكناني الذي خرّج بعض أبياتها أبو تمام في الحماسة وأورد أبياتها أبو الفرج في الأغاني ووصفها بالمتناسقة، والجزء الآخر بعضٌ من قصيدة داود بن سلم في مدح قثم بن العباس، ثم جاء أحد الوضاعين فركب القصة، ودمج بين الأبيات التي جاءت على وزن وروي واحد، وأضاف عليها من عنده أبياتاً، ونسبها للفرزدق، ويبدو أنَّ ذلك كان قريباً من مطلع القرن الرابع. وقد تنبه ابن عبد البر (ت: 463 هـ) للأبيات الموضوعة فيها، فقال: وفيها أبيات لم أذكرها لأني أظنها مضافة مفتعلة (بهجة المجالس 1 / 112).
وهذه الإضافات المفتعلة في أبيات القصيدة، والتلفيق فيها، هو الذي جعل الشيخ محب الدين الخطيب (ت: 1969 م) يصفها أنها مكذوبة، فقال: ومنها قصيدة نسبوها للفرزدق في مدح زين العابدين، والصحيح منها للفرزدق ستة أبيات، أما بقية القصيدة فبعضها للحزين الكناني وبعضها في نقد الشعر لقدامة بن جعفر، وبعضها في مدح بعض بني مروان أوردها الجاحظ في كتاب الحيوان (المنتقى من منهاج الاعتدال 178)، والأبيات الستة التي يقصدها الخطيب هي التي لم يجد نسبة لها في كتب الأدب، وهي التي نرجح أن الواضع أدرجها من ضمن القصيدة ونسبها للفرزدق، وأننا لو أخرجناها من أبيات الكناني وأبيات داود بن سلم لظهر ضعفها عن بقية الأبيات بجلاء.
** *** ***
التفصيل في نسبة الأبيات:
1● الفرزدق في زين العابدين علي بن الحسين
والفرزدق: هو همام بن غالب التميمي، وأبوه غالب من جلة قومه وسرواتهم. وسمي بالفرزدق لأن وجهه كان مدوراً جهماً كالفرزدقة، وهي الخبزة.وكان هو وجرير والأخطل في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين، وتوفي سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك (معجم الشعراء 1 / 554، خزانة الأدب 1 / 220).
وعلي بن الحسين: هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، من سادات التابعين، وخيار أكابرهم، أحد أئمة الشيعة الاثني عشر. وسمّي بزين العابدين لفرط عبادته، وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة بالمدينة، ودفن في البقيع في قبر عمه الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه (وفيات الأعيان 3 / 269، سير أعلام النبلاء 4 / 387).
وفي حديث ابن عائشة (محمد بن عائشة، ت: 126 هـ) قال: حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد أخيه، ومعه رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس، فنُصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس، وأقبل علي بن الحسين وهو أحسن الناس وجهاً، وأنظفهم ثوباً، وأطيبهم رائحة، فطاف بالبيت، فلمَّا بلغ الحجر الأسود تنحى الناس كلهم وأخلوا له الحجر ليستلمه، هيبة وإجلالاً له، فغاظ ذلك هشاماً وبلغ منه، فقال رجل لهشام: من هذا أصلح الله الأمير؟ قال: لا أعرفه، وكان به عارفاً، ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه. فقال الفرزدق وكان لذلك كله حاضراً: أنا أعرفه، فسلني يا شامي. قال: ومن هو؟ قال:
هذا الذي تعرفُ البطحاء وَطْأَتَهُ والبيْتُ يعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ
[الأبيات] فحبس هشام الفرزدق، فقال:
أيحبســـني بين المدينة والتي إليها قلوبُ الناس يَهوِي مُنِيبُها
يُقلِّب رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ وعيـناً لـــه حَـولاءَ بادٍ عيوبُها
فبعث إليه هشام فأخرجه (الأغاني 15 / 222).
ونسبها إبراهيم بن محمد البيهقي (ت: نحو 320 هـ) وهو ليس صاحب السنن، للفرزدق مع اختلاف مناسبة إنشادها، وقال: إن الخليفة عبد الملك بن مروان وعبد الله بن جعفر كلاهما كافآ الفرزدق (المحاسن والمساوئ 103).
وأورد الأصفهاني (ت:356 هـ) هذه القصيدة في باب ذكر نسب الفرزدق وأخباره وذكر مناقضاته وذلك في نحو عشرين بيتاً، وذكرها في موضع آخر من كتابه باختلاف في ترتيب الأبيات، وبسند مختلف (21 / 264).
ونقلها أبو علي التنوخي البصري (ت: 384 هـ) عن الأغاني في كتابه «المستجاد من فعلات الأجواد 40»، والنهرواني (ت: 390 هـ) في «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي 680».
ونسبها الشريف المرتضى (ت: 436 هـ) للفرزدق في علي بن الحسين، وقال: للفرزدق، أو ممن تنسب له هذه الأبيات (أمالي المرتضى 1 / 148).
ونسبها الحُصري (ت: 453 هـ) مع تغيير في ترتيب أبياتها، ومطلعها عنده:
هذا ابنُ خير عبادِ الله كلِّهِمُ هذا التَّقِيُّ النقي الطاهرُ العلمُ
(زهر الآداب 1 / 103).
وجعل ابن عبد البر (ت: 463 هـ) هذه القصيدة المنسوبة للفرزدق من أحسن ما قيل في المدح، وقال: وقول من قال: إن هذا الشّعر قيل في علي بن عبيد اللّه بن جعفر، أو في محمد بن علي بن حسين أصح عندي من قول من قال: إنه في علي بن حسين؛ لأن علي بن حسين توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وهشام بن عبد الملك إنما ولي الخلافة سنة خمس ومائة، وعاش خليفةً عشرين سنة، وجائز أن يكون الشعر للحر بن عبد اللّه في محمد بن علي بن حسين، وممكن أن يكون للفرزدق في محمد بن علي بن حسين بن أبي جعفر - وإن كان له في أبيه علي بن حسين - فلم يكن هشام يومئذ خليفةً كما قال أبو علي في روايته، وأما قول الزبير: إنه قيل في قثم ابن عباس، فليس بشئ، وإنما ذاك شعر قيل في قثم على قافية هذا الشعر وعروضه ليس هو هذا. وقال: وفيها أبيات لم أذكرها لأني أظنها مضافة مفتعلة (بهجة المجالس 1 / 112).
وأوردها ابن عساكر (ت: 571 هـ) بثلاث روايات مختلفة (تاريخ مدينة دمشق 41 / 400).
وجعلها ابن المبارك (ت: 597 هـ) في نحو أربعة وعشرين بيتاً، تغاير رواية ديوان الفرزدق ورواية أغلب كتب الأدب (منتهى الطلب 5 / 422).
وأنشد أبو الحسن البصري (ت: 659 هـ) مطلع القصيدة في اختياراته (الحماسة البصرية 1 / 130).
وأثبت ابن خلكان (ت: 681 هـ) القصيدة في أخبار الفرزدق كما هي في ديوانه، دون التصريح بصحة نسبتها إليه أو إلى غيره من الشعراء، وقال: وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة (وفيات الأعيان 6 / 95).
ومطلعها عند النويري (ت: 733 هـ):
هذا سليل حسين وابن فاطمة بنت الرسول الذى انجابت به الظّلم (نهاية الأرب 21 / 327)
وقال ابن نُباتة المصري (ت: 768 هـ) في حديثه عن الفرزدق إن الذي يرويها للفرزدق يستدل لها بحبسه بقوله:
أيحبســني بين المدينة والتي إليها قلوبُ الناس يَهوِي مُنِيبُها
يُقلِّب رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ وعيــناً له حَـولاءَ بــادٍ عيوبُها
وأن بعض الرواة يروي الأبيات الميمية لأبي الطمحان القيني (سرح العيون 391).
كما نسبها للفرزدق ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ) في كتابه الصواعق المحرقة (2 / 584).
ونسبها إليه البغدادي (ت: 1093 هـ) نقلاً عن المرتضى (ت: 436 هـ) في أماليه، مع اختلاف في مطلع القصيدة، فجعل البيت الثاني مطلعها (خزانة الأدب 11 / 161).
** ** ** **
فمن نسبها للفرزدق اختُلف فيمن قيلت فيه: فالمشهور أنها قيلت في زين العابدين علي بن الحسين بن علي المتوفى سنة 94هـ، وفي الطبراني بإسناد فيه مجهول 3 / 101 أنها قيلت في الحسين بن علي رضي الله عنه وكذلك في الحلية لأبي نعيم 3 / 139، فخطَّأه ابن كثير وقال: هكذا أوردها الطبراني في ترجمة الحسين فى معجمه الكبير، وهو غريب، فإنَّ المشهور أنها من قيل الفرزدق فى علي بن الحسين لا في أبيه، وهو أشبه، فإنَّ الفرزدق لم ير الحسين إلاَّ وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق، فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم، ثم أنَّ الحسين قُتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة، فمتى رآه يطوف بالبيت (البداية والنهاية 8 / 208).
وقال محمد بن إسحاق الفاكهي (ت: 280 هـ): هي للفرزدق يمدح علىّ بن عبيد اللّه بن جعفر، وقيل هي في محمد بن علي بن الحسين، وقال بعض أهل المدينة هي في قثم بن العباس (أخبار مكة 2 / 179).
وجميع هذه الروايات تفتقر إلى الدليل الثابت والحجة القاطعة التي ترجح ثبوت القصيدة للفرزدق. فمدار كل الروايات جاءت من طريق محمد بن زكريا الغلابي، وهو ساقط، وممن يضع الحديث (الكشف الحثيث 1 / 230)، فكثرة طرق روايتها تزيدها وهن على وهن.
وإذا كانت القصة صحيحة، وثابتة، ووقعت في حرم الله أمام مرأى من الناس، وانبرى فيها الفرزدق مادحاً، فلماذا لم يروها إلاَّ كاذب؟
ثانياً: وواضح أن الإثارة في حبكة القصة هي سبب ذيوعها وشهرتها.
ثالثاً: الفرزدق لم يكن شاعراً مطبوعاً يقول الشعر على بديهته، وكان يقول: «لقلع ضرسي أهون عندي من بيت شعر»، وقال الأخطل عنه: «الفرزدق ينحت من صخر، وجرير يغرف من بحر» (الأغاني 8 / 327)، أي رزق اللهُ جريراً انتشاراً وشيوعاً لسهولة ألفاظ شعره، وقربها من فهم العامّة، وهذا ما جعل شعره متداولاً على الألسن أكثر من شعر الفرزدق. ولهذا قال د. إحسان عباس (ت: 2003 م): إن قيل إن القصيدة جاءت عفو الخاطر، أو أن الفرزدق كان متوقعاً ذلك السؤال، ففيه قدر من السذاجة (وفيات الأعيان 6 / 95).
رابعاً: الفرزدق له طابع جزل، فخم العبارة، وكان يدرك ذلك من نفسه فقد كان زير نساء وصاحب غزل، ولكنه لا يجيد التشبيب، بخلاف جرير الذي كان صاحب عفة. فروي عنه أنه كان يقول: ما أحوجه مع عفته إلى صلابة شعري، وما أحوجني إلى رقة شعره لما ترون (الشعر والشعراء لابن قتيبة 44).
خامساً: كما أن هذه القصة والقصيدة أشاعت خطأ وهو نسبة الفرزدق للتشيع وحب آل البيت والتعصب لهم، ومِنْ أوائل مَنْ وصفوه بذلك الشريف المرتضى، قال: كان الفرزدق شيعياًّ مائلاً إلى بني هاشم (أمالي المرتضى 1 / 45)، وعنه نقلت بعض كتب الرجال هذه النسبة، والأمر ليس كذلك، فالمتتبع لقصائد الفرزدق يدرك أنه كان من جملة الشعراء المداحين الذين يتكسبون بشعرهم، وقد أغرق بني أمية بمدائحه والدفاع عنهم وأنهم أهلٌ للخلافة وأن الله اختارهم لها، وذلك كثير في ديوانه، ومع هذا، فجليٌّ أنه ليس أموي الهوى، بل هو متكسب لا يعنيه إلاَّ ما يجلبه له شعره من الغنى كغيره من الشعراء، يخضع لحسابات السياسة والقبيلة وحسابات الكسب المادي من الشعر.
سادساً: كما ظن بعضهم أن الفرزدق هو من سرق القصيدة ونسبها إلى نفسه وسبب هذا الوهم ما عرف عن الفرزدق من السرقات! وليس الأمر على هذه الصورة؛ ذلك لأن السرقات التي كانت تنسب للفرزدق أو لغيره من الشعراء ليست من هذا الفعل الشنيع، فهي إمَّا سرقة معان جميلة مبتكرة، أو سرقة بيت أو شطر بيت، أمَّا أن يعمد إلى قصيدة بكاملها فهذا ما لا يفعله فحل من فحول الشعر العربي، في زمن زاخر بالعلماء والأدباء العارفين بالشعر ومذاهبه! وبالبحث العلمي، والتحقيق، وبدارسة المصادر والمراجع العلمية المعتمدة، والمقارنة بينها، وإعمال العقل نقداً وتنقيحاً، نستطيع نفي هذه القصيدة عن الفرزدق، يعضد ذلك أن الشريف المرتضى وهو من أعيان الشيعة يشك في نسبتها إليه، وصاحب الأغاني وهو معروف بميوله الشيعية ينفي نسبة بعضها للفرزدق وينسبها للحزين الكناني، وآل البيت في شرفهم وعلو مكانتهم ليسوا في حاجة إلى مدح المادحين وانتحال الشعر لأجلهم، فهم أبعد شأوا من ذلك، ويكفيهم شرفاً وفخراً ثناء الله عليهم وتطهيره لهم ﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾.
** ** ** **
2● داود بن سلم في قثم بن العباس
وداود بن سلم مولى بني تيم بن مرة، مخضرم من شعراء الدولتين الأموية والعباسية، سكن المدينة، وكان من أقبح الناس وجهاً، ومن أبخل الناس، وتوفي في حدود سنة عشرين ومائة (الأغاني 6 / 11، معجم الأدباء 3 / 1283).
* وقثم بن العباس بن عبد المطلب: ابن عم النبي ﷺ، أمه: أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وكانت ثاني امرأة أسلمت بعد السيدة خديجة. أردفه النبي ﷺ خلفه، وكان أخا الحسين بن علي من الرضاعة. وكان من أشبه الناس برسول الله ﷺ، واستشهد سنة ست وخمسين في جهة سمرقند (البداية والنهاية 8 / 78، مرآة الجنان 1 / 104، شذرات الذهب 1 / 157).
وفي حديث الرياشي عن الأصمعي، أن رجلاً من العرب يقال له داود وقف لقثم فناداه وقال:
يكــاد يمســكه عــرفان راحتــه ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
كم صارخ بك من راج وراجية في الناس يا قثم الخيرات يا قثم
فأمر له بجائزة سنية، وقال الأصفهاني: إنها تنسب لداود بن سلم في قثم بن العباس (الأغاني 6 / 18، الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1305). لكن هل قثمُ الممدوحُ هو قثم بن العباس بن عبد المطلب، كما ورد في ترجمته التي أوردها ابن عبد البر في «الاستيعاب»؟ أو هو قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كما في «العمدة 2 / 734» لابن رشيق، و«زهر الآداب، 1 / 105» للحصري، و«المقاصد النحوية، 2 / 970»؟
وأشار الأصفهاني إلى أن من الرواة من يروي هذه الأبيات لخالد بن يزيد في قثم بن العباس أيضاً.
** ** ** **
3● داود بن سلم في زين العابدين علي بن الحسين، قال ذلك الأصفهاني في الأغاني نقلاً عن الصولي.
** ** ** **
4● الحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك
الحزين: هو عمرو بن عبد وهيب الكناني، من أهل المدينة، وكان محسناً مطبوعاً، ليس من فحول طبقته، وكان هجاء خبيث اللسان، ساقطاً يرضيه اليسير، ويتكسب بالشَّر وهجاء الناس، وليس ممن خدم الخلفاء ولا انتجعهم بمدح، ولم يريم الحجاز حتى مات. وكان صديقاً لعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك، وله شعر في مدح عبد الله بن عبد الملك بن مروان (المؤتلف والمختلف 110، الأغاني 15 / 219).
* وعبد الله بن عبد الملك بن مروان، ولي إمارة مصر من قبل أبيه سنة ست وثمانين هجرية وهو ابن سبع وعشرين سنة. فأمر بالدواوين، فنسخت بالعربية، وكانت تكتب بالقبطية. وفي ولايته غلت الأسعار، فتشاءم به المصريون. وهي أول شدة رأوها (ولاة مصر 79).
وقد أورد أبو تمام (ت: 231 هـ) في الحماسة أبياتاً من القصيدة المنسوبة للفرزدق إضافة إلى بيتين منسوبة للحزين الكناني. في حين جعل المرزوقي (ت: 421 هـ) في شرحه للحماسة الأبيات للفرزدق في علي بن الحسين (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1134). وفي شرح التبريزي (ت: 502 هـ) ساق الأبيات وذَكر أن هذا الشعر يقوله الحزين في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وأشار إلى أن الناس يروون هذه الأبيات للفرزدق يمدح بها علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طَالب، وهو غلط ممن رواها فيه، لأن هذا ليس مما يمدح به مثل علي بن الحسين وله من الفضل الباهر ما ليس لأحد في وقته (شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2 / 284).
ونسب الزبير بن بكار (ت: 256 هـ) بيتين من هذه القصيدة للحزين من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري (ت: 236 هـ) الثقة، النسابة المتقن، أن ابن عبد الملك بن مروان حج فقال له أبوه: إنه سيأتي بالمدينة الحزين الشاعر، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه وارضه. فلما قدم المدينة أتاه، فلما دخل عليه ورأى جماله، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتاً، فأمهله عبد الله حتى ظن أنه قد أراح. ثم قال له: السلام رحمك الله أولاً، فقال: عليك السلام، وجه الأمير، أصلحك الله، إني قد كنت مدحتك بشعر، فلما دخلت عليك ورأَيت جمالك وبهاءك رهبتك، فأنسيت ما قلت، وقد قلت في مقامي هذا بيتين. قال: ما هما؟ قال:
فـي كَــفِّه خــــيزُرانٌ ريحُـــــها عَبِقٌ مــن كفِّ أرْوَعَ في عِـرْنينه شَــمَمُ
يُغضي حياءً ويُغْضَى من مَهابته فمــــا يُكلَّــمُ إلاَّ حــــــين يبتسمُ وليس يخفى أن الزبيري من أقدم المؤلفين والمؤرخين وكتابه من أمات الكتب العربية في هذا الصدد، وروايته الأقرب زمنياً أيضاً (نسب قريش 164، الأخبار الموفقيات 506).
وعلق الأصفهاني في «الأغاني» عند ذكر هذين البيتين في «باب ذكر أخبار الحزين ونسبه» بقوله: والناس يروون هذين البيتين للفرزدق في أبياته التي يمدح بها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام التي أولها:
هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالحرم
وهو غلط ممن رواه فيها، وليس هذان البيتان مما يمدح به مثل علي بن الحسين عليهما السلام وله من الفضل المتعالم ما ليس لأحد (الأغاني 15/220)، ولتأكيد نسبتها للحزين يقول الأصفهاني: والصحيح أنها للحزين في عبد الله بن عبد الملك. وقد غلط ابن عائشة في إدخاله البيتين في تلك الأبيات. وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعاني متشابهة، تنبئ عن نفسها (الأغاني 15 / 223)، ثم ذكر القصيدة التي تضمنت البيتين إلى جانب مناسبة قولها.
وساق قدامة بن جعفر (ت: 337 هـ) الأبيات، وقال: هي من قول الحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وقد وفد عليه وهو عامل مصر (نقد الشعر 27).
وفي ترجمته للحزين الكناني ساق الآمدي (ت: 370 هـ) أبياتاً من الميمية، وقال: وكان الحزين شاعراً محسناً متمكناً، وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحه في أبيات: وساق الأبيات (المؤتلف والمختلف 111).
وذكر الحصري (ت: 413 هـ) أن الحزين الكناني وفد على عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو أمير على مصر فأنشده قصيدة منها بعض أبيات القصيدة التي تنسب للفرزدق (زهر الآداب 1 / 105).
ونسب ابن رشيق القيرواني (ت: 463 هـ) البيتين للحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وقد وفد عليه بمصر، وأشار إلى أن هذا الشعر يروى للفرزدق في علي بن الحسي بن علي بن أبي طالب وإلى غيره (العمدة 2 / 743).
وأورد ابن عساكر (ت: 571 هـ) خلال حديثه عن عبد الله بن عبد الملك البيتين، ونسبهما للحزين، دلالة على ما كان يوصف به عبد الله بن عبد الملك من حسن الوجه وحسن المذهب (تاريخ مدينة دمشق 29 / 344).
وتابعه أبو الحسن البصري (ت: 656 هـ) وأنشد أبياتاً من الميمية، وأشار إلى أنها تقال في قُثم بن العباس أيضاً (الحماسة البصرية 1 / 130).
ونقل السيوطي (ت: 911 هـ) القصة نقلاً عن الزبير بن بكار، وذكر المناسبة الشهيرة
بخصوص الفرزدق وعلي بن الحسين (شرح شواهد المغني 2 / 732 –735).
** ** ** **
5● الحزين في عبد العزيز بن مروان
وعبد العزيز بن مروان بن الحكم، ولد بالمدينة سنة (27 هـ)، ودخل الشام مع أبيه مروان، وكان ولي عهده من بعد أخيه عبد الملك. ولاه أبوه إمرة الديار المصرية في سنة خمس وستين، فكان من خيار الأمراء، كريماً، جواداً، مُمدَّحاً، وتوفي سنة خمس وثمانين (البداية والنهاية لابن كثير 12 / 364، مرآة الجنان وعبرة اليقظان 1 / 140).
وذكر الأصفهاني أن من الناس من يقول إن الحزين قالهما في عبد العزيز بن مروان لذكره دمشق ومصر (الأغاني 15 / 223).
** ** ** **
6● أبو الطمحان القيني، واسمه حنظلة بن الشرقي، وهو من المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام. وكان فاسقاً، خبيث الدين، نازلاً بمكة على الزبير بن عبد المطلب نديماً له، وكان ينزل عليه الخلعاء، وهو محسن في شعره مشهور (الشعر والشعراء 1 / 376، الأغاني 13 / 5).
وقال ابن نباتة (ت: 768 هـ) إن بعض الرواة يروي الأبيات لأبي الطمحان القيني، ولم يذكر الممدوح الذي قيلت فيه الأبيات، ولا المناسبة التي قيلت فيها (سرح العيون 391)، وهو أمر مستبعد جداً، لخبث أبي الطمحان وخلاعته وفسوقه.
** ** ** **
7● اللّعين المنقري في علي بن الحسين. واللّعين: هو منازل بن ربيعة. شاعر هجاء، توفي نحو سنة 75 هـ (الشعر والشعراء 1 / 490، زهر الآداب وثمر الألباب 1 / 106، خزانة الأدب 3 / 209)، ذكر نسبتها إليه الحصري (ت: 413 هـ)، وأشار إلى أن من الرواة من يذكرها للعين للمنقري في علي بن الحسين (زهر الآداب 1 / 106)، وتابعه ابن رشيق (ت: 463 هـ)، فقال: إن بعض أبيات الميمية تنسب للعين المنقري في علي بن الحسين (العمدة 2 / 743)، لكن اللعين شاعر هجاء، خبيث اللسان، فكيف يمدح آل البيت بأحسن ما قيل في المدح عند العرب.
** ** ** **
8 ● الحارث بن الليث في علي بن الحسين، ساق ذلك الراغب الأصفهاني (ت: 502 هـ) في محاضرات الأدباء (1 / 299) وليس للحارث بن الليث ترجمة في المصادر التي بين أيدينا.
** ** ** **
9 ● كثير بن كثير السهمي في أبي جعفر محمد الباقر: وكثير بن كثير السهمي، شاعر ثقة، روى الحديث (جمهرة أنساب العرب 1 / 164).
وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي: التابعي الكبير، أحد من جمع بين العلم والعمل، والسؤدد والشرف، والثقة والرزانة، وسمي الباقر لأنه بقر العلم، أي شقه، وعرف أصله وخفيّه وتوسّع فيه (سير أعلام النبلاء 4 / 402، شذرات الذهب 2 / 72).
أنشدها الآمدي (ت: 370 هـ) نقلاً عن كتاب طبقات الشعراء لدعبل بن علي الخزاعي (ت: 246 هـ) المشهور بتشيعه لآل البيت (المؤتلف والمختلف 222، سير أعلام النبلاء 11 / 519).
** ** ** **
10● المتوكل بن عبد الله الليثي في عبد العزيز بن مروان:
والمتوكل: من شعراء الإسلام، من أهل الكوفة، كان في عصر معاوية وابنه يزيد ومدحهما (الأغاني 12 / 111، الشعر والشعراء 1 / 409)، ونسب البيتان إليه أسامة بن منقذ (ت: 584 هـ)، وقال: سمعت في هذين البيتين، أنهما من جملة أبيات للفرزدق بن غالب (لباب الآداب 108)، فجعلهما د. يحيى الجبوري من جملة شعر المتوكل في تحقيقه وصنعته لديوان الشاعر (شعر المتوكل الليثي 282)، والصحيح أنهما ليسا له، فالخبر ذكر أن عبد العزيز بن مروان حين مدحه المتوكل بالأبيات كان أميراً، وفي الزمن الذي عاش فيه المتوكل لم يكن عبد العزيز بعد أميراً؛ فقد تولى مروان بن الحكم – أبو الممدوح - الخلافة بعد خلافة معاوية بن يزيد سنة 64هـ.
** ** ** **
11● في ديوان أبي دهبل وهب بن زمعة الجمحي، برواية أبي عمرو الشيباني (ت:
206 هـ)، بعضٌ من أبيات الميمية، دون ذكر اسم الممدوح، أو المناسبة التي قيلت فيها. وقال محقق الديوان عبد العظيم عبد المحسن إن الرواة اختلفوا في نسبة القصيدة، لكن المشهور أنها للفرزدق في علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ديوان أبي دهبل الجمحي 81).
** ** ** **
مشكلة الاختلاف في نسبة الشعر
من المشكلات التي تواجه دراسي الشعر وجامعيه ومحققي التراث، تحقيق نسبة الأبيات المتنازع عليها. ومن أشهر الأسباب المؤدية إلى اختلاف نسبة الشعر: أي تعدد نسبة القصيدة، وترجيح نسبتها إلى شاعر أو نفيها عنه، هي:
● الاشتراك في الوزن والقافية وهي مظنة لتداخل النسبة، وقد يكون أشهر الأسباب وأكثرها؛ وذلك أن الاشتراك فيهما لا يدخله خلل من حيث تعيين الوزن والقافية. ● أو يكون الوهم في النسبة، فقد يهم أحد المؤلفين في نسبة بيت، وغالباً ما يقترن هذا الوهم بالانفراد بالنسبة، ويكون سببه غالباً الاشتراك في الوزن والقافية، وقد يتعقبه مَن بعده في تصحيح النسبة.
● أو يكون بسبب الاشتراك في الاسم، وقد صنفت مصنفات في متشابه أسماء الشعراء مثل (المكاثرة عند المذاكرة) لجعفر بن محمد الطيالسي (ت: 282 هـ)؛ و(من اسمه عمرو من الشعراء) لمحمد بن داود بن الجراح (ت: 296 هـ)، و(المؤتلف والمختلف) للحسن بن بشر الآمدي (ت: ٣٧٠ هـ)، و(المذاكرة في ألقاب الشعراء) لأسعد بن إبراهيم الشيباني الكاتب (ت: 657 هـ).
واختلاف النسبة يرجع إلى سببين:
أ- كثرة تشابه الأسماء في الشعراء والقبائل، ومن أمثلة ذلك (امرؤ القيس)، و(الأعشى)، و(النابغة)، و(عمرو).
ب- الاقتصار في المصادر التراثية على الاسم الأول مما يؤدي إلى اللبس في النسبة.
وقد يزداد الإيهام حين يشترك شاعران في الاسم والقبيلة، مثل امرؤ القيس بن حجر الكندي، وامرؤ القيس بن عابس الكندي (عابس: بالعين المهملة والباء الموحدة المعجمة والسين المهملة، كما في المؤتلف والمختلف للدارقطني 1557، والإكمال لابن ماكولا 6 / 17. ونص العيني في شرح المقاصد النحوية 596، والسيوطي في شرح شواهد المغني 731، والعباسي في معاهد التنصيص 1 / 172 أنه عانس بالنون. وقال البغدادي في شرح أبيات مغني اللبيب 5 / 310: «بالنون ورأيته مصححاً في نسخة المؤتلف والمختلف للآمدي بالنون». وعدَّ الآمدي عشرة شعراء اسمهم (امرؤ القيس) أربعة منهم من كندة. وجمع حسن السندوبي من تسمى بامرئ القيس سواء أكان شاعراً أو بطناً من بطون العرب فأوصلهم إلى 28 اسماً في (شرح ديوان امرئ القيس ويليه أخبار المراقسة وأشعارهم وأخبار النوابغ وأشعارهم في الجاهلية وصدر الإسلام 245). وقال الآمدي: ولأن الغلط يقع في مثله، من شاعر مشهور، وممن له مثل ذلك الاسم كثيراً ويجري اللبس فيه على من لم يتمهر في معرفة الشعر والشعراء دائماً (المؤتلف والمختلف 3).
● أو قد يكون ذلك بسبب عدم التدقيق في المصدر، بسبب العجلة، أو الاعتماد على باحث أو مصدر قبله، دون التحقق من صحة المعلومة في المصدر مما يؤدي إلى خطل في النسبة، وهذا مثل ما فعله عبد القدوس أبو صالح في جمعه ديوان يزيد بن مفرغ الحميري حين اعتمد على نشرة الأستاذ محمود شاكر لطبقات فحول الشعراء لابن سلام؛ فقد زاد الأستاذ محمود شاكر بيتاً من تاريخ الطبري ليس في أصل الكتاب ولم ينتبه عبد القدوس أبو صالح إلى هذا. وممن انتبه إلى زيادات الأستاذ محمود شاكر على أصل الكتاب د. محمد شفيق البيطار في جمعه شعر زهير بن جناب الكلبي (ديوان زهير بن جناب الكلبي 112).
● أو قد يكون بسبب الاشتراك في ذكر موضوع أو حادثة: أي اتحاد الموضوع واختلاف الشعراء.
● أو قد يكون ذلك بسبب العصبية، وأشار ابن سلام الجمحي (ت: 232 هـ) في
طبقات فحول الشعراء إلى دور العصبية في وضع بعض الأشعار، فقال: فلما راجعت العرب رواية الشعر، وذكر أيامها ومآثرها، استقل بعض العشائر شعر شعرائهم، وما ذهب من ذكر وقائعهم. وكان قوم قلت وقائعهم وأشعارهم، ثم كانت الرواة بعد، فزادوا في الأشعار التي قيلت. وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولدون، وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من ولد الشعراء، أو الرجل ليس من ولدهم، فيشكل ذلك بعض الإشكال (طبقات فحول الشعراء 1 / 46)، ثم ذكر خبر داود بن متمم بن نويرة وزيادته في شعر أبيه. وذكر أن قصيدة أبي طالب في مدح النبي ﷺ «قد زيد فيها وطولت» (طبقات فحول الشعراء 1 / 245)، كما قد تكون العصبية عكسية كما ذكر ابن سلام عن حسان بن ثابت: وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد لما تعاضهت قريش واستبت وضعوا عليه أشعاراً كثيرة لا تنقى (طبقات فحول الشعراء 1 / 215).
● أو يكون السبب التمثل بالأبيات: وقد صنفت مصنفات في الأبيات السائرة التي يتمثل بها، كالأمثال الصادرة عن بيوت الشعر لحمزة بن الحسن الأصبهاني (ت: 360 هـ)، والتمثيل والمحاضرة للثعالبي (ت: 429 هـ)، وكثير من المختارات الأدبية تتضمن فصولاً لأبيات الشعر أو مقطعاته التي يكثر الاستشهاد بها. والشعراء كغيرهم قد تعجبهم أبيات شعراء آخرين فيتمثلون به؛ ولأنهم شعراء فقد تنسب إليهم هذه الأبيات. وذكر الجاحظ أن الناس مولعة بنسبة الشعر المجهول إلى شاعر اشتهر بنمط؛ فقد تنسب إليه نصوص بناء على هذا الاشتهار، فقال: ما ترك الناس شعراً مجهول القائل قيل في ليلى إلاَّ نسبوه إلى المجنون ولا شعراً هذه سبيله قيل في لبنى إلاَّ نسبوه إلى قيس بن ذريح (الأغاني 2 / 8)، ومما يدخل في هذا الباب قصيدة النابغة الجعدي:
الحَمدُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ من لم يَقلها فَنَفسَهُ ظَلَما
فقد نسبت إلى أمية بن أبي الصلت (ديوانه 489)، وإلى النابغة الجعدي (ديوان النابغة الجعدي 147)، وذكر د. إبراهيم عوض أنها في ديوان نابغة بني شيبان (النابغة الجعدي وشعره 53)، وناقش نسبة القصيدة إلى الشعراء الثلاثة؛ ونفى أن تكون القصيدة جاهلية، وأن نسبتها الصحيحة إلى النابغة الجعدي، وذكر أن أقدم مؤرخي الأدب العربي كابن قتيبة وابن سلام والأغاني قد ذكروا هذه القصيدة للنابغة الجعدي لا النابغة الشيباني.
● وجزء كبير من سبب الاختلاف يرجع إلى الوهم وعدم التدقيق في المصادر، وعدم ترتيب المصادر من حيث القوة.


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 09 / 2021, 52 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: تحقيق نسبة قصيدة الفرزدق في زين العابدين

جميل هذا التحقيق ومفيد، كثر هم الشعراء الذي نسبت أبيات شعرية لهم إلى شعراء آخرين أو العكس، يمكن أن أشير هنا إلى معلقة عبيد بن الأبرص " أقفر من أهله ملحوب " التي اختلف في عدد من أبياتها، كذلك شعر الراعي النميري وأصحاب المفضليات و...، وأقول لعل هذا الأمر لا يكمن في السرقات الشعرية فقط، أو في المشاعر المتشابهة بل حتى في قلة الكتابة والتسجيل وكثرة واختلاف الرواة، حيث قد نجد أحدهم يروي عن أكثر من شاعر وبذلك تختلط بعض القصائد وأصحابها...
شكرا د. منذر على إفادات مستمرة
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 09 / 2021, 23 : 12 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: تحقيق نسبة قصيدة الفرزدق في زين العابدين

القارئ لكتاباتك وبحوثك أخي د. منذر لا بد أن يقف على المجهود المبذول لتقديم ما يفيد ويمتع .
هنا عدت بنا إلى تلك الفترة من حياة العرب الأدبية وما حفلت به من أحداث تزامنت مع نبوغ العديد من الشعراء الأفذاذ .
شكرا لمجهودك المبارك أخي وجزاك الله عنا خيرا .
خالص محبتي
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 09 / 2021, 12 : 04 PM   رقم المشاركة : [4]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: تحقيق نسبة قصيدة الفرزدق في زين العابدين

الأستاذة الأديبة خولة السعيد، الأديب الراقي أمير الحرف رشيد الميموني:
مروركما طاقة عزم شباب، وحماس أكيد، لمواصلة تقديم النافع المثمر إن شاء الله.
فالشكر كل الشكر لكما، ونبقى مع طيب اللقاء.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشتت, العابدين, الفرزدق, تحقيق, قصيدة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مدح الفرزدق لزين العابدين -علي ابن الحسين عصمت شما شعراء الإسلام والعصر الأموي 1 26 / 10 / 2017 55 : 01 AM
تحقيق.. محمد جادالله محمد للمجانين فقط !!.. 0 23 / 08 / 2012 51 : 04 PM
نص أخر مكالمة بين زين العابدين و مبارك عبدالله الخطيب أمثال - دبابيس- طرائف 3 10 / 06 / 2012 48 : 11 PM
تحقيق .. عادل ابوعمر الشعر المنثور 17 26 / 01 / 2011 38 : 02 AM
الفرزدق :إن الذي سمك السماء بنى لنا نصيرة تختوخ شعراء الإسلام والعصر الأموي 0 02 / 04 / 2008 46 : 09 AM


الساعة الآن 57 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|