الخاطرة العاشرة // على قدر فضل المرء تأتي خطوبه
الخاطرة العاشرة
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه
من تأمل أحوال الأنبياء وشدة ما مر بهم من بلاء,إزداد يقينا وإيمانا بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:"أشد الناس بلاء الأنبياء,ثم الأمثل فالأمثل,يبتلى المرء على قدر دينه".فهذا نوح عليه السلام أبتلي بإبن كافر وزوجة كافرة,وبقوم غاية في الكفر,وظل يدعوهم للإيمان ألف سنة إلا خمسين,سرا وجهارا وليلا ونهارا.وما آمن معه إلا قليل. وهذا إبراهيم عليه السلام أمر بترك ولده إسماعيل وأم ولده هاجر بواد غير ذي زرع,بلا أنيس وبلا جليس,وأمربذبح ولده وما اعترض على أمر ربه. وهذا يوسف عليه السلام بيع كما يباع الرقيق بثمن بخس دراهم معدودات,وابتلي بما ابتلي به من امرأة العزيز,ثم زج به في السجن فلبث فيه بضع سنين. وهذا أيوب عليه السلام ابتلي بفقد ماله وأولاده وأصحابه,ثم ابتلي في بدنه حتى تضرع إلى الله عزوجل :" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين".وهذا خاتم الأبياء صلى الله عليه وسلم أوذي في عرضه,وألقيت السلى على ظهره,وقذف بالأشواك وحوصر قومه في الشعاب وقطع المؤمنون به بالمناشير . فالبلايا على مقادير الرجال.
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه /// ويعرف عند الصبر فيما يصيبه ومن قل فيما يتقيه اصطباره /// فقد قل مما يرتجيه نصيبه
قال العارفون : البلايا على مقادير الرجال,فكثير من الناس تراهم ساكتين راضين بما عندهم من دين ودنيا,وأولئك لم يرادوا لمقامات الصبر الرفيعة,ولا علم ضعفهم من مقاومة البلاء, فلطفا بهم.
فاللهم أكفنا شر البلاء وباعد بيننا وبين الشدائد واللأواء,آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|