الخاطرة الحادية عشر // الخلق يريدك لنفسه وربك يريدك لك
الخاطرة الحادية عشر
الخلق يريدك لنفسه وربك يريدك لك
معاملة الله تعالى مع العباد تختلف عن معاملة العباد مع العباد,فمعاملة الله عزوجل مع العباد معاملة بين الغني بالذات الذي لا يحتاج إلى شيء,ولا يستغني عنه شيء,وبين الفقير بالذات ,الذي يحتاج لكل شيء,فالله عزوجل يريد من عباده أن يعاملوه حتى يربحوا أعظم الأرباح,وهو عزوجل الذي لا يستفيد شيئا من طاعاتهم وعباداتهم,كما أنه عزوجل لا يتضرر بشيء من معاصيهم كما جاء في الحديث القدسي:"يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني,ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني,يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئا,يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا".
...العباد ينتفعون بطاعاتهم ,وهم أنفسهم يتضررون بمعاصيهم,ومن تأمل قول الله تعالى"وما قدروا الله حق قدره" علم أن شأن العباد أقل وأذل من أن ينفعوا الله عزوجل,وشأن رب العزة والجلال أعلى من أن ينتفع بطاعات العباد ,أو يتضرر بمعاصيهم ,لأنه صاحب الملك الكامل , يحب من عباده أن يطيعوه حتى يربحوا ,ويحذرهم من معصيته ,حتى لا يعرضوا أنفسهم لسخطه وعقابه.وكلما ازداد العبد اجتهادا في طاعة الله,إزداد تواضعا لله عزوجل وشكرا له على توفيقه لطاعته.
فاللهم باعد بيننا وبين المعاصي واكتبنا عندك من أهل الطاعات آمين .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|