عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
قصص من الواقع
القصة الأولى :
كما جاء على لسان إحدى الأخصائيات في السعودية:
في أحد الأيام،شهدنا في دار الرعاية بمدينة مكة المكرمة، قصة مؤثرة حملت معها أثرًا عميقًا في قلوبنا. ..بدأت القصة بوصول بلاغين منفصلين من مكة وجدة، يخبراننا بالعثور على طفلين رضيعين ملقين بجوار مسجدين في المدينتين.
وكما ازداد عدد الأطفال في دارنا بشكل ملحوظ، حتى بات من الصعب توفير الرعاية الكاملة لكل الأطفال … وفي الوقت نفسه، تيسر الله لأطفال دارنا في جدة العثور على أسر حاضنة، الأمر الذي مكننا من نقل بعض أطفال مكة إلى جدة.
أثناء عملية النقل، لاحظت إحدى المربيات شبها كبيرا بين طفل من أطفال مكة وآخر من أطفال جدة... وعند مقارنة تاريخ العثور عليهما، اكتشفنا أنهما قد وجدا في نفس اليوم بفارق ساعات قليلة! وما زاد الأمر غرابة هو وجود سوارة ولادة على قدم أحد الطفلين.
قمنا بالبحث في سجلات المستشفى عن رقم السوارة، فوجدنا أنه يتطابق مع رقم توأم آخر، وأن الأم قد غادرت المستشفى مع زوجها… حصلنا على صورة من وثائق الأم وعقد الزواج وعنوانها، ثم طلبنا من المستشفى إجراء فحص مطابقة لبصمات أقدام الطفلين، فكانت النتيجة مذهلة حيث تطابقت البصمات تمامًا. وأكدت نتائج تحليل الحمض النووي (dna) هذه المطابقة.
بدأنا رحلة البحث عن الأم، وبالفعل تمكنّا من العثور عليها. كانت شابة تعيش مع والدتها المريضة، وهي وحيدة والدتها.. تبين لنا أنها تزوجت من رجل من جنسيتها يعمل في مكة بسبب ظروفها الصعبة.
عندما سألناها عن طفليها التوأم، أخبرتنا أن زوجها قد أخذهما لختانهما ولم يعدبعد ذلك ، وأنها بحثت عنه كثيراً دون جدوى... وبعد أن تأكدنا من هروب الأب بالطفلين، أخبرنا الأم بالخبر السار.
عندما حضرت الأم لرؤية طفليها، انهارت باكية، ولم تستطع تصديق ما حدث... وقد ضمتهما في حضنها بهدوء واستكانة.. وناما بأمان وبسرعة
سألنا الأم عن الدعاء الذي ربما استجاب الله له، فقالت: "عندما أخذهما زوجي للختان، قلت: استودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه. وبعد أن تأخر ولم يعد، كنت أدعو الله قائلة يا جامع أم موسى بوليدها اجمعني بأولادي".
كانت هذه القصة بمثابة معجزة، حيث استجاب الله لدعاء الأم المخلصة، وجمعها بأولادها بعد فترة من الفراق والألم. وقد أثبتت هذه القصة أن الإيمان بالله والتعلق به هو أقوى سلاح في مواجهة المحن والصعاب.