التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,858
عدد  مرات الظهور : 162,356,738

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2008, 08 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

المنظار

[frame="10 98"]
[align=justify]
يعرف أن الصهاينة حولوها إلى "تل حنان" لكنه حين يرفع المنظار ويضعه على عينيه، ثم يذهب في البعيد البعيد، يصرخ "يا الله.. ها هي بلد الشيخ.. وها هي ست الكل تتجول في دروبها " وست الكل هذه هي أمه.. آثرت عند الرحيل أن تبقى، وقيل أنها ماتت ودفنت هناك محققة أمنيتها في أن يكون تراب بلد الشيخ مثواها الذي لا ترضى مثوى سواه.. والرجل صاحب المنظار يراها.. يرى الشجر والأغصان وحتى الأوراق أحيانا.. ويحكي لأهل المخيم عن قبر الشهيد عز الدين القسام، وعن الشيخ السهلي الصوفي.. ويعطي المنظار لواحد من أهل المخيم طالبا منه أن يرى.. لكن الرجل لا يستطيع أن يرى، وما أن يعلن ذلك على الملأ، حتى تثور ثائرة المبروك صاحب المنظار فيأخذ منظاره ويلعن هذا الزمان الذي جعل الناس لا يبصرون ولا يعقلون، وما أن تهدأ ثائرته حتى يقرب المنظار من عينيه ويصرخ "الله ما أحلاك يا بلد الشيخ"..
أهل المخيم أطلقوا عليه لقب "المبروك" لاعتقادهم أن الرجل يرى ما لا يرون.. وقد تأكد اعتقاهم هذا وتحول إلى ما يشبه اليقين حين أخبرهم ذات يوم أنه يرى فدائيين يركضون ويطلقون الرصاص في "بلد الشيخ".. وكان حزنه شديداً حين أعلن عن سقوط أحد الفدائيين شهيداً.. في البداية ضحك أهل المخيم وسخروا، إذ لا يمكن رؤية هذه الأحداث بكل هذه الدقة عن قرب، فكيف والقرية تبعد كل هذا البعد.. لكن دهشتهم كانت كبيرة، وذهولهم كان أكبر، حين جاءت الأخبار معلنة عن تفاصيل العملية الفدائية وبشكل يؤيد تماماً ما قاله المبروك.. وحين أعلن أحد أهل المخيم أنها المصادفة، أسكته الجميع غاضبين مؤكدين أنه لا مكان للمصادفة هنا.. لكن لم يستطع أي منهم تفسير هذه الظاهرة الغريبة العجيبة.. إذ كيف لمنظار متواضع أن ينقل أو يقرب ما يراه المبروك وكأنه صاحب قمر صناعي.. وبقيت القصة هكذا دون حل.. أهل المخيم يحكون، ومن يسمع القصة من خارج المخيم يعلن أنهم مجانين.. والمبروك هو المبروك يرفع المنظار ويروي القصص.
حين مات المبروك، بعد أن شاخ وانحنى الظهر وشبع من الحياة كما قال، رغم جوعه وشوقه لأن يدفن هناك، خرج المخيم خلف نعشه معلناً موت حكاية أو أسطورة.. كان النعش مرفوعاً على الأكف، والألسنة تتناول موضوعاً واحداً يتعلق بالمنظار والقدرة المذهلة للمبروك في رؤية البعيد.. وهاهو المبروك قد مات.. وظن أهل المخيم أن القصة دفنت معه وطويت.. وبقي المنظار معلقاً على جدار في غرفة طينية قديمة..
كان الصباح الذي اجتمع فيه أهل المخيم وتنادوا، طازجاً وجميلاً وحيوياً.. لم يصدقوا في البداية ما يحدث.. كأن الخيال جاء من البعيد ووقف أمامهم.. ولد صغير.. هادئ.. ذو نظرات عميقة.. وقف وأعلن أنه حفيد المبروك.. هكذا دون مقدمات أصبح للمبروك حفيد.. حمل المنظار.. رفعه.. ووضعه أمام عينيه.. صاح "يا الله.. ها هي بلد الشيخ.. وهاهي ست الكل تتجول في دروبها" ضحك أهل المخيم وامتلأت عيونهم بالدموع.. رفعوا الولد على الأكتاف وداروا به من شارع إلى شارع.. كان المنظار أمام عينيه.. والصور التي ينقلها مليئة بالنبض والحيوية والحب.. وكأن المبروك قد عاد ليرى ما لا يرى الآخرون.. وكانت أغصان الشجر البعيد تزهر وتثمر وتعانق الشمس بصورة رائعة..
[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البديل..المنظار.. محمد جادالله محمد المقالة السياسية 0 07 / 07 / 2014 05 : 02 AM


الساعة الآن 58 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|