[رشيد الميموني]

كرة القدم ..وأشياء أخرى

لا أحد يجادل في أن كرة القدم نالت من الشعبية والشهرة ما لم تنله رياضات أخرى . وصار التنافس على أشده بين رجال الأعمال لرئاسة النوادي الشهيرة بعد أن بدا الاستثمار مربحا في هذا المجال و صارت مبالغ خيالية تصرف لجلب اللاعبين النجوم أو لتمويل الوصلات الإشهارية إلى حقوق النقل التلفزية . ومن ثم فقدت كرة القدم تلك النكهة التي لازمتها ، والتي كانت تعطي الأولوية للروح الرياضية والمنافسات الشريفة ، فأصبحنا نسمع عن فضائح و رشاوي أبطالها لاعبون أو خكام .
هناك وجه آخر لكرة القدم وهو المخفي المتستر وراء صرخات الجماهير و ضجيج المدرجات وعناق اللاعبين و حركاتهم البهلوانية بعد تسجيل كل هدف .. وأقصد علاقة المباريات بردود الجماهير وما ينتج عن ذلك من تنافس وصراع وخصومة وعداء .
لن أتطرق إلى ظاهرة "الهوليگان" في الدول الأروبية . لكني أريد الإشارة إلى ذاك الشعور بالحقد الذي يجتاح جماهير الكرة العربية والإسلامية حين تلتقي فرقها في مباريات حاسمة . وهنا يظهر دور بعض المعلقين في إذكاء نار الفتنة بين الشعوب.. فنرى التعصب الأعمي يحيي نعرات محلية أو إقليمية ، ونسمع المغربي ينعت التونسي بالتحايل والمصري ينعت المغربي بالبلادة و التخلف ، والسعودي يختال على البحريني بأشياء لا تمت إلى الرياضة بصلة .. و هكذا دواليك .. حتى إن البعض في تعليقاته يبدأ في ذكر الحروب و المعارك ويقارن المباراة بمعركة تاريخية سقط فيها شهداء .. وهكذا تحيد كرة القدم عن هدفها الذي هو تقريب بين الشعوب و إذكاء روح التعارف والتسامح بل و التآزر خاصة إذا كان المتبارون ينتمون للغة واحدة ودين واحد .
و السؤال المطروح : هل صارت كرة القدم وسيلة من وسائل التفرقة بين الشعوب ؟