((موسوعة اليهود واليهودية و الصهيونية ))
يدونها ويحمعها:سامر عبد الله144
أولا :أسباب نشر الموسوعة
موسوعة اليهودية:
يعود تاريخ أول موسوعة متخصصة في تراث أعضاء الجماعات اليهودية والعقيدة اليهودية إلى منتصف القرن الثامن عشر حين ظهر في
مدينة فيرارا بإيطاليا عام 1750 أول جزء من موسوعة يهودية ٬ جمعها وألفها طبيب يد عى إسحق بن صمويل لامبرونتي) وانتهى نشرها
عام 1888 ) وتقع في ثلاثة عشر جزء ا. والموسوعة تعالج تراث اليهود وتاريخهم ٬ ولكنها كانت تخلط بين التاريخ والتلمود ولا تفصل بين
الواقع التاريخي والنصوص الدينية. ثم ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر موسوعة ألمانية متخصصة أخرى ٬ جمعها وكتب مادتها جيكوب
هامبرجر ٬ كبير حاخامات إحدى الإمارات الألمانية. وكانت هذه الموسوعة ٬ مثل سابقتها ٬ ذات طابع ديني محض. ثم تتالت الموسوعات ٬
٬ وهي الموسوعة اليهودية ( ذا جويش ( فظهرت أول موسوعة عن اليهودية باللغة الإنجليزية في أوائل القرن الحالي ( 1901 1906
التي تتألف من 12 جزء ا حررها أ. سنجر. أما الموسوعة اليهودية العالمية ( ذا يونيفرسال The Jewish Encyclopedia) أنسيكلوبيديا
٬ فقد حررها إسحق لاندمان و نشرت في نيويورك بين عامي 1939 The Universal Jewish Encyclopedia ) جويش أنسيكلوبيديا
و 1943 وظهرت في عشرة أجزاء. و نشرت موسوعة سيسل روث وجفري ويجودر في جزء واحد عام ٬1958 كما نشرت منها عدة
. طبعات كان آخرها طبعة 1970
وظهرت أول موسوعة متخصصة في الصهيونية وإسرائيل (دون تراث أعضاء الجماعات اليهودية) عام 1971 بعنوان موسوعة الصهيونية
٬ و كتبت تحت رعاية زلمان The Encyclopedia of Zionism and Israel ) وإسرائيل ( ذا أنسيكلوبيديا أوف زايونيزم آند إسرائيل
شازار ٬ أحد رؤساء الدولة الصهيونية السابقين. وظهرت منها طبعة جديدة مز يدة ومن قحة عام 1994 وح ررها ويجدور. وأخير ا ٬ في عام
٬ وهي أكبر عمل موسوعي حتى الآن يختص Encyclopeia Judaica ) ٬1972 ظهرت الموسوعة اليهودية ( أنسيكلوبيديا جودايكا
بتراث أعضاء الجماعات اليهودية بكل جوانبه ٬ وضمن ذلك الصهيونية وإسرائيل ٬ وتقع في 16 جزء ا. وهي تعت بر تلخيص ا لكل الدراسات
السابقة وتصنيف ا لكل جوانب تراث أعضاء الجماعات اليهودية عقيد ة وتاريخ ا ٬ و تصدر هذه الموسوعة كتاب ا سنوي ا يعمل على تزويد قارئ
الموسوعة بالمعلومات الحديثة .
وابتدا ء من عام ٬1935 ظهرت موسوعة عبرية تحت إشراف كلاوزنر في ستة أجزاء ٬ وظهرت موسوعة عبرية أخرى بين عامي 1950
. و 1961 في ستة عشر جزء ا. ولكن أهم الموسوعات العبرية هي الموسوعة العبرية التي صدرت في 31 جزء ا بين عامي 1941 و 1971
وقد ظهرت موسوعات إنجيلية مختلفة ولكنها لا تهمنا كثير ا ٬ لأننا في مجال دراستنا للصراع العربي الإسرائيلي لا نهتم باليهودية إلا كأحد
عناصر هذا الصراع ٬ والموسوعات الإنجيلية لا تهتم باليهودية إلا كدين وحسب. كما ظهرت موسوعة لشخص يد عى سيجيلا فيري تصفها
وإن صدق هذا القول ٬ فإن مثل هذه الموسوعة لن تنفعنا كثير ا لأنها مليئة ولا .« المعادين للسامية « المصادر اليهودية بأنها كتبت تحت رعاية
شك بادعاءات عنصرية ولا تفيدنا من قريب أو بعيد في إدارة أي صراع أو في فهم أية ظاهرة ٬ وهي في نهاية الأمر لم تن شر كاملة.
والملا حظ أن كل الموسوعات آنفة الذكر (باستثناء الموسوعات الإنجيلية وموسوعة فيري) قام بتأليفها باحثون يدينون باليهودية ٬ بل الأهم من
هذا أن معظمهم لهم ولاءات صهيونية (باستثناء محرري الموسوعة اليهودية الروسية التي نشرت بين عامي 1906 و 1913 في 16 جزء ا
٬ كما يمكن القول بأن محرري موسوعة لاندمان « قومية الدياسبورا » وحررها يهودا كاتزنلسون وسيمون دبنوف من منظور مؤيد لما يس مى
لا يدينون بالولاء للصهيونية) .
ومعظم إن لم يكن كل الموسوعات اليهودية التي صدرت بعد احتدام الصراع العربي الإسرائيلي قام بكتابتها يهود متحمسون للمشروع
الصهيوني الاستيطاني. وقد كان لهذا الوضع أعمق الأثر في وجهات النظر التي تبرزها هذه الموسوعات. ولتوضيح هذه النقطة سنضرب
مث لا بالموسوعة اليهودية الأخيرة باعتبار أنها أهم عمل موسوعي يختص بتراث الجماعات اليهودية والصهيونية وإسرائيل .
تذكر مقدمة هذه الموسوعة أن محررها هو سيسل روث المؤرخ اليهودي المعروف" بورعه وتقواه وتدينه العميق". وأنه استقر في إسرائيل
بعد أن تقاعد من عمله الجامعي في وطنه الأصلي إنجلترا. وأنه قام بالتدريس في إسرائيل في جامعة بارإيلان الدينية حيث ا تهم ٬ رغم ورعه
وتقواه ٬ بالانحراف عن الشريعة اليهودية ٬ و أصيب بنوبة قلبية فاستقال. وفي مجال تقديم روث للقارئ في الموسوعة اليهودية (جودايكا) ٬ تذكر
مقدمتها أن هذا العالم سافر ليلة الخامس من يونيه من نيويورك إلى القدس ليكون مع شعبه في إسرائيل ٬ وأنه حينما وصل إلى القدس جلس في
المخبأ طيلة هذه الليلة. ثم تقول المقدمة إن روث نظر من شرفته ورأى المعارك التي أعادت القدس لليهود بعد ألفي عام.. وبعد أن سكتت
المدافع ورأى الحجاج بالألوف يحجون لحائط المبكى ٬ أصر على أن يلقي صلاة خاصة في هذه المناسبة ٬ ثم ألقى خطاب ا على العاملين معه
في الموسوعة .وقد تكون هذه كلها أحداث ا شخصية لا علاقة لها بالعمل الموسوعي الضخم الذي ي ع د الآن أكبر مصدر مع تمد للمعلومات في
العالم عن اليهودية واليهود والصهيونية. وقد يقال إن ولاءات روث الدينية وحتى السياسية لا علاقة لها بالعمل الذي قام به ٬ ولكن كاتب مقدمة
الموسوعة اليهودية لا يترك لنا أية فرصة للتخمين أو المناورة من أجله ٬ فهو يؤكد بما لا يقبل الشك أن رؤية روث لحرب 1967 جعلته
يضيف بعد ا آخر للأحداث العظيمة التي كانت تتكشف أمامه. وقد كتب روث نفسه في مذكراته قائ لا: "إن الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط
والتي توجت بالنصر الإسرائيلي المدهش قد جعلت كل المراجع السابقة غير متطابقة مع الواقع ولهذا السبب أصبح نشر الموسوعة
اليهودية أمر ا ملح ا أكثر من ذي قبل