إيليا أو إلياس أو إلياهو النبي الذي يظهر و يختفي
إيليا أو إلياس أوإلياهو نبي يحضى بقيمة كبيرة في الديانة اليهودية و تروى عنه قصص كثيرة منها الخيالية و الحقيقية.
أما في القرآن فهو لم يذكر كثيرا و الآيات القليلة التي تحدثت عنه هي بعد البسملة:"وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (131) (الصافات).
يزعم البعض أن إيليا شأنه شأن الخضر لازال على قيد الحياة .
فيقول مكحول عن كعب:'أربعة أنبياء أحياء:إثنان في الأرض إلياس و الخضر،وإثنان في السماء إدريس و عيسى ليهم السلام".
و هناك من يذهب لحد القول أن إلياس و الخضر يجتمعان كل عام في شهر رمضان ببيت المقدس،وأنهما يحجان كل سنة و يشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى العام المقبل و أنهما يجتمعان أيضا بعرفات.
لكن الأكثر رجاحة هو أن الخضر و إلياس عليهما السلام قد توفيا منذ زمن بعيد.
اليهود يؤمنون بعودة إيليا قبل المسيح حسب التنبؤات في ملاخي ,لهذا فقد كان يترك له كرسي فارغ في طقوس الختان و كأس نبيذ على مائدة عيد الفصح .وفي بعض الأناجيل يقالأن يحيابن زكريا هو إليا الذي عاد وأن إيليا يبعث قبل المسيح ليصلح أموراكثيرة.
وبينما تختلف الروايات عن مدة إختفائه أيام دعوته,إلا أنها تجتمع على أنه دعى بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام وأنه أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق.
روى الطبري عن ابن إسحاق أن الياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل الى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغير ما بهم من نعمتك فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: اللهم فأمسك عليهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بنى إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته واخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمة فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوات الله أن يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأي إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه.
وقصة الأرملة وشفاء ابنها اليسع مذكورة في الإنجيل أيضا أما عن قبضه فيقول وهب بن منبه:'لما دعا ربه أن يقبضه إليه لما كذبوه وآذوه,جاءته دابة لونها لون النار فركبها,وجعل الله له ريشا وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم و المشرب وصار ملكيا بشريا سماويا أرضيا"
لكن هذه الرواية من الحكايات الإسرئيلية التي يغلب ضعفها صحتها.
العجيب ربما أن تستمر أحاديث ظهور هذا النبي واختفاءه إلى زمن الرسالة و سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد روي في أحاديث ضعيفة أنه أكل مع الرسول الكريم من طعام الجنة وأنه نصح صحابيا ببعض الدعاء ثم اختفى وغير ذلك..
بين الخرافة و الحقيقة والبحث عن زمن الأنبياء ونفحات الإيمان يبقى إيليا دوما حاضرا يراه أشخاص في غريب مد لهم يد العون أو أرشدهم ثم اختفى و يحلم آخرون أن يفاجئهم في لحظات حالكة و يظل مسيح ويهود يرتقبون عودته قبل تشريف المسيح.
Nassira Takhtoukh
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|