بين احضان القاعدة الأمريكية وسط صدر الأمة العربية, يقضي جورج وتوني الطياران مدة خدمتهما لحرية أمريكا,يضع جورج سلسلة تنتهي بصليب ، أُهديت له في عيد مولده الأول ,تجلب له الحظ وتسدد خطاه ، أما توني فيعتقد في رجل مصلوب وشم على ذراعه اليسرى ، يتقاسمان غرفة زُيّنت جدرانها بمشاهير مفتولي العضلات ,وفنّانات جميلات يلبسن ما خف وشف. إنّها العقلية الأمريكية ،الحماسة أساسها ؛ يستلقيان كلٌّ على سريره يتبدلان كؤوس النبيذ وذكريات الديار ؛ تنطلق صفارة الإنذار مدوّيةحركت شوقيهما و بثّّت فيهما قوة ،حملت جسديهما بسرعة البرق، نحو طائرتهما النفاثة, القاصفة, الشبح، السوداء، حاملة الرؤوس، المدمرة، مرعبة النفوس ،إمتطيا الطائرة ووضعا جهاز أوامر القتل , محدد الهدف ,الآمر الناهي.
حوّل حوّل هل تسمعني ؟
خمسة على خمسة كيف حالك جورج؟
وأنت توني؟
جيد أيها القائد ما نوع المهمة؟
وصلتنا معلومات عن وجود إرهابي في مزرعة تبعد بميل عن المدينة
هذا جيد، جاهزان ؟
بعد دقائق ستكون في الموقع، إليك الإحداثيات.....
أرجوا أن تحدد الاحدثيات بدقة لأني لا أريد أن أصيب الحديقة فربما ينام فيها كلب الحراسة وتعرف حبي للكلاب .
لا تقلق سأوجهك مباشرة إلى البيت
المزرعة أمامي وسيبدأ الهجوم .
توني هل أنت مستعد
نعم جورج
تحوي المزرعة عائلة قد نام أطفالها بعد يوم جميل من اللعب في حديقة المزرعة وأب قد أتعب كاهله عمل اليوم الماضي وأم رتبت مع ابنتها البيت لاستقبال عريس الأخت الكبرى
حول حول هل تسمعني ؟
نعم أيها القائد
المعلومات الاستخباراتية تقول أنَّ الإرهابي يدّعي انه عريس أريدك أن تزين ليلته بالألعاب النارية .
نعم أيها القائد سأجعل الأولاد يتمتعون بالألعاب النارية .
هي جورج ...؟؟
نعم توني
أنا أصوّب مباشرة فوق المنزل هل أنت مستعد للإطلاق
نعم... أطلق
ينطلق الصاروخ القاتل ,فخر الدولة العظمى كابوس الحكومات العميلة , بينما الأم تحلم ببنتها عروسا , والجيران والأحباب يهنئون , والأب يفكر في يوم يستقبل فيه الضيوف ,والأطفال يحلمون بحلوى عملاقة , ويصدر صوتٌ غريب , كأنه محرك قطار,يتجه نحوهم , انه الصاروخ , قاتــل الأحلام ، مُيقظ الكوابيس ,إنها لعبة راعي البقر ، فهو يحبّ أن يكون أسرع في الرماية حتى من الأحلام .
حـول, حـول, هل أنت معي ؟
نعم أيها القائد
كيف كانت المهمة ؟
جيدة أيها القائد ، ولكني أخشى أن أكون قد أصبت الكلب !
هي جورج ...؟؟
نعم توني
لا تقلق لا أظن أن الكلب قتل ,لأن الإصابة لم تتعدى البيت
يقبّل جورج السلسلة المعلّقة في صدره ويشكر الرب أنه وُفِّـق في ضرب هدفه
أما ما ترك وراءه , كشف عنه الصباح . أشلاء ممزقة لأطفال لم يسعفهم الحظ في تذوق الكعكة التي لم تبدأ الأم في إعدادها ؛فهي كذلك لم يسعفها الحظ في القيام مبكرة لإعدادها.أما الأب فقد جاء من ينتظره ,ولكن جاؤوا وعيونهم تفيض دمعا ,هل هي دموع الفرح ,وكيف يفرحون لرؤيتهم أشلاء ممزقة ومحترقة ؟ العريس يضع يده على انفه أمام عروسه. هل فقدت عطرها؟ ,إنها الألعاب النارية التي جاس بها الضيف الغريب خلال الديار,أراد أن يزين بِها ليلة العرس !
يصل أبطال العملية الجبانة إلى القاعدة ,ينزل جورج وتوني ,ويطآن بأرجلهما أرض العروس ,يستقبلهما القائد بالتحية ويهنئ جورج
مرحا جورج عندي لك خبر يسرك
نعم سيدي...
لقد جاءت برقية من الديار وهي دعوة لزفاف ابنتك ،وهذا التسريح لحضور للزفاف.
يا ترى ماذا سيحمل معه هدية العرس؟, ألعاب نارية؟, أم زهور يقطفها من أرض القاعدة ؟ وهل من يرد له الزيارة التي قام بها البارحة ويبهج زفاف ابنته بالدموع.. ؟؟!
[/align]