[نصيرة تختوخ]

رسالة إلى رجل لم يذق طعم الهزيمة،
مساء برحيق الربيع أيها المنتشي الثمل في سرح مجدك.
أتمنى أن تكون بالخير ناعما و في رحاب رضاك مستمتعا ،
وبعد
مضى وقت على دخولك إلى عالمي ، ارتحلت واستكشفت وصلت وجلت ورفلت في دروب استبحتها وأنا بك مرحبة ولك مستقبلة ولخطواتك مباركة، أقدم لك حينا مفتاحا وحينا خريطة ويباغتك الظلام فأوقد لك قنديلا أو أخرج من صندوق عتيق شمعة بعطرأيادي نساء الشرق.
وأنت تقبل دون انتباه، دون اكتراث، دون التفات لأن الهدف في عيون رجل لم يذق الهزيمة هو الأهم، كل الممرات الجانبية لا قيمة لها، كل الأحداث التي تموت قبل نهاية المشوار لاتستحق التركيز، الشموع و الدموع عندك وميض تلتقطه الذاكرة وترميه في مقابر النسيان.
لاشيء يستدعي توقف من اعتاد المضي إلى مناه سالكا طريق النصر و قاهرا كل اعتراض .
أهازيج كل الحوريات ورفرفة كل الجنيات و توسلات النواعم و أقصوصات الحرائر لها عندك رف صغيرتتكدس فيه، تتزاحم عليه, تخنق بعضها بعضا وأنت ترميها بنظرة ساخرة متى تشاء، متى زارك الحنين وغازلك شوق الذكريات.
لم تعلم أني كنت اتبعك و أرافقك و اقرأك، لم تعلم أنك بمعيتي وصحبتي ووجودي والأغرب أنك لم تعي أنك في مملكتي ، عالمي وجودي مملكتي أنا المليكة وكل كوكب يطوف في مجرتي هو لي وكل ما تستكشف هو مكتوب بتاريخي وكل ماتقبل و ترفض وتحاكم وتريد تغييره يقع تحت إمرتي، إمرتي وحدي.
لكن إمرة إمرأة تناقض عنفوان رجل لم يذق الهزيمة ووقوفها في منتصف الطريق يعيق تقدم طموح الفاتح الجبار.
وماهم امرأة بهزيمتك أو النصر؟ إن لم تناسبها خطواتك ، ماشأنها بفهمك أو انتصارك أو وسام مجدك الأبدي ؟
أتظن كل امرأة باسم الحب تسمح بغزو مملكتها أمام عينيها، أتظنها تصير جسرا و مطية وأحجية وهي تسرق من ملفاتك سر الرف وهي ترا ك تدنو من كل نفيس دون أن تطيع، دون أن تخضع، دون أن تلين؟
لا أيها العزيز ، لا يامخلفا لأقواس النصر على بوابات قلوب النساء.
إنني بين الإناث انثى تهزم الهزيمة قبل ولادتها على يديك و تشيد ضريحا لطموحك قبل أن يلامس غصن الفوز.
لا ولن تذوق طعم الهزيمة بملعقتى إن جلست واستمعت وقلت للشمعة شعرا وللدمعة أغنية وللمفتاح حكاية وإن سكتت حين تبدأ تراتيل الحب بمحرابي أما إن كنت مصرا على الإستمرارفي رحلتك الكولونيالية فتقبل مني جملة لم تصارح بها كليوباترا يوليوس القيصر الذي ردد :أتيت و رأيت وانتصرت.
"أنت أتيت وأنت رأيت ورأيت أنا مارأيت لكننك لن تنتصر إلا وأنا أتوج نفسي امبراطورة على عرشك التليد".
وتقبل مني تحية قيصرية وسلاما رفيعا يليق بمقامك ومقام امرأة علياء.

[خيري حمدان]

[frame="1 98"]
الله يا نصيرة
ما أجمل هذا البوح. رجلٌ لم يذق الهزيمة إلاّ بين يديك.
لقد أبدعت، هذه أحاسيس جيّاشة لا تتأتّى إلا من نصيرة ذات الثقافة الواسعة والمدارك العميقة للحياة
كلّ المحبّة وتقبّلي حضوري
[/frame]

اتدرين يا صديقتي ان هذا النموذج الذي كتبت له هو اكثر الرجال انهزاما !!
ما احطيه به من هاله في النصر وحدها هذه الهاله هي التي تجعله يشعر بالنشوى
الانثى تنهزم صديقتي حين تمجد مفرداتها رجلا لا يقدر قلب الانثى
هو يريد للاناث كلهن ان تخن قوتهن وكبريائهن وكل رجال الارض من اجله وعلى ركبتيه

[ميساء البشيتي]

غاليتي استاذة نصيرة

عندما استلمت رسالتك الكريمة ظننت الموضوع يتعلق بقائد معركة

أو فيلق حربي فأرجأت الموضوع لبعد قهوة الظهيرة

لكن ما أن فتحت الموضوع فوجدته رسائل أدبية ندمت أنني أحتسيت أخر

فنجان قهوة لهذا اليوم بعيدا ً عن هذه الحروف الجميلة

والله يا نصيرة أنا لا اكتمك وكلام بيني وبينك وفي ودنك بس

أنا بفرح جدا ً لما بشوف المرأة قوية ولا تنهزم أمام عواطفها ولكن أنا بت أخاف

من هذا التحرر المفاجيء والقوة المنبعثة أن تؤتي ثمارا ً سلبية

فالرجل هو المحب وليس العدو اللدود للمرأة وهذه الحملة الإنقلابية على الرجل

قد تحبطه وتتركه العوبة في أيدي بعض النساء اللواتي يجدن الرقص على الحبال

بالتالي نكون قد أقترفنا خطيئة بحق هذا الجنس الخشن ولكنه طيب جدا ً

قليل من الصبر يا عزيزتي فالأمر يحتاج قليل من الصبر والا فإني أخشى

من قلب الموازين وعندها لن تعود الحياة الى طبيعتها الجميلة .

ربما لن يروق لك كلامي لكن لو فكرت به جيدا ً ستجدي أن هذه الحملة الشعواء

التي نشنها انا وأنت وغالبية النساء في الوقت الحاضر قد تؤتي نتائج عكسية

وربما ضارة جدا ً وإن حبيت الأستزداة في هذا الموضوع ممكن جدا ً أن نطرحه

في فنجان قهوة وعندها أكيد النقاش راح يكون أكبر وأوسع

ونلتقي غاليتي المبدعة نصيرة

[سلوى حماد]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ إنني بين الإناث انثى تهزم الهزيمة قبل ولادتها على يديك و تشيد ضريحا لطموحك قبل أن يلامس غصن الفوز. لا ولن تذوق طعم الهزيمة بملعقتى إن جلست واستمعت وقلت للشمعة شعرا وللدمعة أغنية وللمفتاح حكاية وإن سكتت حين تبدأ تراتيل الحب بمحرابي أما إن كنت مصرا على الإستمرارفي رحلتك الكولونيالية فتقبل مني جملة لم تصارح بها كليوباترا يوليوس القيصر الذي ردد :أتيت و رأيت وانتصرت. "أنت أتيت وأنت رأيت ورأيت أنا مارأيت لكننك لن تنتصر إلا وأنا أتوج نفسي امبراطورة على عرشك التليد". وتقبل مني تحية قيصرية وسلاما رفيعا يليق بمقامك ومقام امرأة علياء.

أذن هو الحب المشروط الذي تطلبه بطلة هذه الرسالة ،

عليه ان يقول شعراً ، ويغني ويرتل تراتيل الحب، وإلا...

عندما تحب المرأة تستمتع بأن تقف خلف حبيبها لا لأنها اقل منه شأناً ولكن لتدفعه خطوات للأمام ، والرجل عندما يحب يصبح طفلاً بين ذراعي حبيبته ويسمح لها ان تراه في اشد حالاته ضعفاً

الحب هو وحدة تجمع المشاعر والطموحات والأحلام لتغزل سيمفونية نجاح رائعة

الرجل الذي يتباهى بهزيمة مشاعر النساء هو رجلاً لم يحب بعد ، وعندما يحب سيختار ان يكون اسير من اختارها قلبه ، سيدور في مدارها بإرادته ويتباهى بأسره امام الكون كله.

التنازل مطلوب من كلا الطرفين، لا هزائم ولا انتصارات ولا غالب ولا مغلوب في الحب ، لأن الحب ليس معركة وكفى الله المحبين شر القتال.


أسلوب أدبي راق وجميل كما عودتينا،

دمت ودام قلمك الراقي،

سلوى حماد

[نصيرة تختوخ]

استاذي الكريم خيري حمدان شكرا لك ومرحبا بحضورك دوما لقراءة كلماتي و اتمنى تشجيعها وإرشادها.
دمت بخير .

[نصيرة تختوخ]

الأخت الكريمة زينة،
لا أرى في هذه الرسالة تمجيدا للرجل لأن المرأة توضح رؤيته لنفسه لا تمجيدها لما فعل وتنبهه لكونها تعي غروره وأنها لن تكون ضحية.
على كل حال شخصيا لست أؤمن بالخضوع وفقدان الكرامة مع أنني أقدر التضحية و محاولة الإصلاح دوما في العلاقات الإنسانية على اختلاف انواعها .
دمت بخير سيدتي الكريمة.

[نصيرة تختوخ]

الأديبة المتميزة ميساء،
أولا لا تقلقي هذه مجرد رسالة أدبية لكن :
فالرجل هو المحب وليس العدو اللدود للمرأة أتفق معك تماما
وهذه الحملة الإنقلابية على الرجل
قد تحبطه وتتركه العوبة في أيدي بعض النساء اللواتي يجدن الرقص على الحبال :لكن هنا اسمح لي بأن أقول لك أنني أجد الألعوبة و الراقصات معا قضية لا تستحق حزن المرأة الماجدة و المخلصة.
المرأة التي تتعامل بطيبة و دون حقد و ضغينة والتي تضحي حين يستدعي الأمر ذلك تستحق أن تكرم دوما .
الرجل يستحق معاملة لطيفة و المرأة أيضا والاحترام و التسامح كفيلان بخلق توازن إنساني جميل.
دمت بخير أختي الكريمة.

[نصيرة تختوخ]

ليس حبا مشروطا يا أستاذة سلوى بل تصحيحا لرؤيا خاطئة ، هي تعلن استعدادها لتقاسم العرش كامبراطورة دون الإطاحة بمملكتها وجعلها مجرد سبية.
الحب تسامح و الحب تشارك و الحب تفهم و استمرارية كل من شرب كؤوس دروس الحياة يدرك هذا عاجلا أم آجلا.
دمت بخير أختي الكريمة

الصديقة نصيرة:
الرجل الذي يستضيء بالحق، و يردف أغواء العاطفة بشواظ العقل لن ينهزم. أعتقد أن بطلة الرسالة ترسم مشوار ذكرى إلى حبيبها العنيد و الفرداني، تعيد مشاهد من العيش المشترك الثنائي، تستدعي من خزائن الماضي لحظات وامضة بالإيمان المتبادل بعقيدة ملؤها الحب و الإخلاص. فترات سقوط البوصلة متكررة لدى معتنقي الحب الطاهر، و وجود الآخر الذي يعيد البوصلة إلى صاحبها الحقيقي حتمي و ضروري للإستمرار في الطريق المحفوف بمخاطر الشك و اختلاف الرؤى، غير أن إنسانية الحبيب مجددا ملاذ سرمدي يكفل للعلاقة الخلود و الثراء.