د. صبحي البشيتي: دكتوراة في علم النفس
الدور البيئي والو راثي في النمو العقلي عند الأطفال
إن الإنتكاسات التي تطرأ على تطور ونمو الدماغ بعد الولادة تتمثل في سوء التغذية والحرمان البيئي. إن سوء التغذية يتسبب في نقص عدد الخلايا العصبية وبالتالي نقص في التعقيد الشبكي لهذه الخلايا. أما الحرمان البيئي (مثل فقدان الخبرات) فهو سبب هام من أسباب الأداء المتواضع لدى كثير من الأطفال المحرومين من التنوع البيئي الغني بالتجارب والخبرات العقلية والتعليمية. من هنا تأتي أهمية التجارب التي يمر بها الأطفال أثناء التطور العقلي.
إن دور التجربة التعليمية هو إنتقاء واختيار شبكات عصبية لها جذور وراثية. فإذا لم تتوفر التجربة التي يحتاج إليها مثل هذا البناء العصبي فلربما تتسبب في فقدان، وإلى الأبد، الوظائف الناتجة عن الشبكات العصبية المفقودة. ومن المحتمل أن تحل شبكة عصبية أخرى مكان الشبكة المفقودة أثناء تطور الدماغ لأداء الوظيفة المفقودة ولكنها تكون ذات استراتيجية ثانوية ليس لها تأثير قوي. وبهذه الطريقة نستطيع فهم دور التجربة والبيئة في تشكيل معارف وعقول الأطفال وكذلك ندرك مدى العواقب الوخيمة من جرّاء فقدان التجربة أو فقدان التوازن في بدايات العمر ما بين الطفل والبيئة:
رغم الاختلاف في الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها الطفل ؛ فإن البيئة المنزليةتلعب دورا رئيسيا في تنمية القدرات الفكرية ، ويبقى توفير الأمان من خلال محيطملائم ، وتشجيع ودعم وعاطفة الوالدين المؤشر الأفضل لمستوى الذكاء عند الطفل . وتشير الدراسات إلى أن أساليب التربية وطرق اللعب مع الطفل المعتمدة في البيت منقبل الأهالي لها تأثير مباشر على نمط التطور الفكري عند الأولاد . فمثلا عندماتكون الأم قلقة جدا حيال إنجازات الولد تضع ضغوطات كثيرة عليه لإنجاز أفضل ، وتوجههباستمرار بأسئلة وإرشادات لاعلاقة لها بما يقوم به ، وتتدخل بشكل مبالغ في حياةابنها ، وقد يؤثر ذلك على قدرة التركيز عند الولد فيصبح انتباهه مشتتا ، ويبدي نوعامن عدم النضوج في طرق لعبه ، وقد يكون أداؤه في اختبارات الذكاء متدنيا .
إن تحليل المعلومات عن طريق ملاحظة الزيادة الزمنية (أي كل سنتين) كما أوضحا إبستين Epstein (1980)، تشير إلى أن لنمو وتطور الدماغ وجهين:
الأول : يظهر زيادة وزن الدماغ المتعلق بزيادة وزن الجسم
الثاني: يظهر الزيادة على شكل أطوار حيث يتراوح مقدار الزيادة بنسبة 5-10% من وزن الجسم أثناء الأطوار 2-4 سنوات، 6-8 سنوات، 10-12 سنة، و 14-16 سنة.
ومما هو جدير بالذكر ايضا أن مقدار النمو في الطور الواقع في فترة 10-12 سنة يكون أكبر بكثير عند الإناث منه عند الذكور حيث تبلغ الزيادة عند الإناث ثلاثة أضعاف الزيادة عند الذكور. وتنعكس الآية في طور النمو الممتد ما بين 14-16 سنة حيث يكون مقدار النمو أكبر بكثير عند الذكور (Sylwester, 1982) .
لقد استدلّ العلماء والباحثون على وجود مثل هذا النمو المرحلي (أي على أطوار) من دراسة تطور وظائف الدماغ الحسية لما لها من ارتباط بموضوع الإستعداد والميل للتعلم.
وهي الرؤية ,السمع , اللغة ,وأول هذه الوظائف:
الرؤية: إنّ جميع حواس الإنسان تعمل عند الولادة إلى درجة كبيرة. ولكن هذه الحقيقة لا تشير إلى أنّها تعمل عند الأطفال بنفس الطريقة التي تعمل بها عند الكبار. إنّّ الوليد الجديد يتحرّى الضوء والحركة من حوله مثلا، ولكنه لا يستطيع قطعا أن يميز بين عالمه هو والعالم الخارجي المحيط به. فمن الواضح إذن أن هناك عناصر إكتمال ونضج للجهاز البصري.
أمّا الدليل الثاني على نمو الدماغ على أطوار فيرجع إلى حاسة
السمع :. فإلى عهد قريب كان الأطفال المصابون بالصمم الشديد ينتهي بهم المطاف إلى مراكز التخلف العقلي. ولكنّ تقدما ملحوظا طرأ على تدريب وتعليم مثل هؤلاء الأطفال على استخدام اللغة. أعاد هذا التدريب إلى هؤلاء الأطفال الثقة بأنفسهم. حيث قام ويدينبيرغ Wedenberg (1954) بتطوير طريقة تساعد على التدريب السمعي. لقد نجح أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثماني وتسع سنوات في اكتساب جزء قليل من المفردات. بينما لو بدئ التدريب السمعي نفسه في أي فترة تعقب الولادة حتى سنتين من العمر لوصلت نسبة النجاح إلى حوالي 80% بل والوصول إلى مستويات مقبولة في اللغة وخاصة المفردات. فلو تأخر تدريبهم حتى ثلاث سنوات لتناقصت نسبة النجاح في تحصيل المفردات إلى 5% من المستوى الطبيعي. إذن تشير هذه المعلومات إلى أن الدماغ يبرمج السمع المتصل باللغة في فترة (2-4 سنوات) من العمر. نلاحظ هنا مرة أخرى أن وظيفة السمع متلازمة مع طور من أطوار نمو الدماغ الواقع ما بين (2-4 سنوات).
أمّا الدليل الثالث على علاقة الوظائف العقلية بنمو الدماغ المرحلي فهو متعلق باللغة.
اللغة : لقد قام ليننبيرغ Lenneberg (1967) بدراسة أطفال تمت معالجتهم من حوادث أو تورمات أثّرت على الجانب الأيسر من الدماغ والتي أثّرت بالتالي على إنتاج اللغة عندهم. توصّل هذا الباحث إلى أنه إذا كان الحادث أو التلف قد حصل عند الولادة حتى عشرين شهرا من العمر، يستطيع الطفل تطوير اللغة بصورة كاملة تقريبا. لكن إذا حصل الحادث أو الإصابة بعد عشرين شهرا حتى أربع سنوات من العمر، يفقد الطفل لغته ويعود إلى مرحلة بدائية (مرحلة المناغاة والثرثرة) ويبدأ في تعلم اللغة من جديد. أمّا إذا حصل الحادث أو الإصابة بعد أربع سنوات من العمر فإن الطفل يسترجع لغته كما أنه يشفى من الصدمة بصورة عامة. هكذا فالمعلومات تشير إلى أن دماغ الطفل يبرمج لغويا في الفترة ما بين عشرين شهرا وأربع سنوات من العمر حيث تتلازم هذه الفترة مع طور من أطوار نمو الدماغ المقترحة والواقع ما بين (2-4 سنوات).
يعود بعض تاخر النمو الى عوامل وراثية مثل أخطاء الموروثات ( الجينات ) والصبغيات (الكروموزومات ) ....الخ ويحدث في حوالي 80% من حالات الضعف النمو العقلي ومن أمثلته وجود حالات الضعف العقلي العائلي , وحالات العته العائلي المظلم
الأسباب قبل أو أثناء أو بعد الولادة كذلك قد توجد بعض الأسباب النفسية المساعدة التي يصاحبها رد فعل وظيفي فقط
يقدر بعض الباحثين أن الأسباب الو راثية مسئولة عن حوالي 75% من حالات ضعف النمو العقلي تكون ذات جذور وراثية ويكون هذا الضعف في النمو العقلي إما مباشرة وذلك عن طريق:
1- الموروثات أو الجينات التي تحمل صبيغات أو كروموزومات الخلية التناسلية وفقا لقوانين الوراثة وقد يحدث أن تسبب الوراثة ضعفا عقليا بطريق غير مباشر عن طريق الجينات فبدلا أن تحمل الجينات ذكاء محدودا تحمل عيوب تكوينية أو قصورا أو اضطرابا أو خللا يترتب عليه تلف الأنسجة في المخ أو تعويق لنموه أو وظيفته وقد يؤدي اختلاف الجينات إلى قصور في التمثيل الغذائي يؤثر في النمو الطبيعي للدماغ وقد تحدث تغيرات مرضية تلقائية تطرأ في المورثات أو الجينات التي تحملها الصبيغات أو الكروموزومات وذلك أثناء انقسام الخلايا ويلاحظ أن ضعف النمو العقلي قد ينتقل عن طريق أحد الجينات المتنحية التي قد يحملها الفرد ولا تظهر علية صفتها أي دون أن يكون هو ضعيف العقل ويفسر هذا الظهور حالة ضعف عقلي في أسرة عادية من حيث مستوى الذكاء بين أفرادها كذلك فأن شذوذ الصبيغات يسبب الضعف العقلي ويؤدي اضطراب إفراز الغدد إلى الضعف العقلي
البيئـــــــة
تؤثر البيئة في نمو الطفل فالرعايةالصحية من إشراف طبي سليم وتغذية مناسبة ورعاية نفسية من إحاطة الطفل تجده يشعر فيهبالمحبة والأمان كل ذلك من شأنه يساعد الطفل على النمو السليم ويختلف كل طفل عنالآخر من ناحية ظروفه البيئية ولذلك يختلف في نموه عن الطفل الآخر .
) الأطفال فمن سن واحدة لا يشترط أن يتساوى في قدراتهم البدنية أو العملية والعمرالزمني يختلف عن العمر الفسيولوجى ويختلف عن العمر العقلي .
** استمرار النمو :-
فانه عملية تمهد كلمرحلة للمرحلة التي تليها وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً ولذلك فإن دراستنا لمراحلالنمو المختلفة .