[مازن شما]

[frame="13 95"][align=justify]

جمعية إسرائيلية تبحث تطبيق
حق العودة للفلسطينيين

في الوقت التي تتمحور فيه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على القضايا الحياتية من إزالة الحواجز وخلق فرص العمل وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية، تبدو القضايا الجوهرية العالقة كمسألة اللاجئين ومدينة القدس والحدود بين الطرفين صعبة المنال لا سيما في غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتوصل لحل مع الفلسطينيين في المستقبل المنظور على الاقل. لكن هذا لم يمنع الجمعية الحقوقية الإسرائيلية (زخروت) من إثارة أكثر المواضيع حساسية في المجتمع الإسرائيلي وهو عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. تعقد الجمعية الأسبوع القادم مؤتمرا في مدينة تل أبيب الساحلية بعنوان "تمهيدا لعودة لاجئي فلسطين: آليات، استراتجيات، ورؤى".

منظار جديد

ليس هذه المرة الأولى التي يناقش فيها حق العودة في إسرائيل إذ عقدت في السابق مؤتمرات نظمتها مؤسسات عربية إسرائيلية للإصرار على حق العودة. لكنها المرة الأولى التي يناقش فيها موضوع اللاجئين من قبل الجانب الإسرائيلي اليهودي في قلب مدينة تل أبيب، ويطرح حلولا ورؤى عملية للعودة واستيعاب اللاجئين.
تهدف جمعية "زخروت" والتي تعني "ذاكرات" بالعربية إلى الاعتراف بالمسؤولية الأخلاقية عن الغبن التاريخي الذي ألحقته دولة إسرائيل ومؤسساتها بالشعب الفلسطيني، والعمل على تحقيق العودة للاجئين واللاجئات الفلسطينيين. يقول أيتان برونشتاين من جمعية زخروت (ذاكرات):
"إنها المرة الأولي التي يتم فيها بحث آليات عملية لعودة اللاجئين. لقد قيل الكثير عن حق العودة وهناك من يؤيده ومن يعارضه في إسرائيل. لكننا في هذا المؤتمر نريد أن ننظر للعودة من بمنظار جديد لنناقش الحلول العملية والتطبيقية للعودة".
ترى انغريد جرادات أن المؤتمر لم يأت من الفراغ، وإنما ثمرة نقاشات عدة بين منظمات حقوقية وأكاديميين إسرائيليين وفلسطينيين حول حق العودة. تترأس انغريد مركز بديل الفلسطيني لمصادر حقوق الإنسان في مدينة بيت لحم والذي يشارك في المؤتمر. تقول انغريد أنه لا جدوى من مناقشة حق العودة تكرارا وأن الوقت قد حان لمناقشة العودة بطريقة عملية:
" بما أن حق العودة قد حُصر في إطار المفاوضات التي فشلت حتى الآن، هنالك حاجة للبحث في الأمور العملية. هنالك على سبيل المثال لاجئون فلسطينيون هُجروا في الداخل (إسرائيل) وبقوا في إسرائيل لكن ليس في قراهم الأصلية. بإمكان هؤلاء اتخاذ إجراءات دون الحاجة للانتظار لما تصل إليه المفاوضات".

وتضيف انغريد أن هناك ضرورة لعملية جرد شاملة لأملاك اللاجئين، ومن استولى عليها، ومن بنى على أنقاضها، وما هي إمكانيات إرجاعها إلى أصحابها الفلسطينيين. كما أنه المهم طمأنة الأهالي اليهود بأن عودة اللاجئين لن تعني أن اليهودي الذي يعيش في البيوت والأراضي الفلسطينية المهجورة سوف يُلقى به في الشارع في حالة عودة اللاجئين لأن لهذا الشخص أيضا حقوقا يجب أخذها بعين الاعتبار. لكن النقاش في المؤتمر لن يتطرق إلى المسائل القانونية بشأن الممتلكات، وإنما يركز جزئيا على الوجهات العملية لاستيعاب اللاجئين مثل إعادة بناء المدن والقرى الإسرائيلية.

إحياء الذاكرة

لكن ماذا يعني رجوع اللاجئين من الناحية العملية؟ أحد المشاريع التي سيتم عرضها في المؤتمر هي إعادة بناء كفر برعم إحدى القرى الفلسطينية التي هُجر أهاليها في عام النكبة (1948) بعضهم إلى لبنان التي تبعد بضعة كيلومترات عن القرية، والبعض الآخر داخل إسرائيل. بعد أن رفع أهالي القرية دعوى ضد دولة إسرائيل وأوشكوا على الرجوع إلى أراضيهم، سارعت الحكومة الإسرائيلية في العام 1953 بإعلان القرية منطقة عسكرية لا يسمح التواجد بها. قام حنا فرح، فنان ومهندس معماري من فلسطيني الداخل (عرب إسرائيل) برسم تخطيط جديد لقرية كفر برعم التي كان عدد سكانها يقارب 1,000 نسمة في 1948 . يقول حنا عن مشروعه:
"ترى في تخطيطي معنى الحياة الجديدة في البلدة القديمة. ليس بامكانك أن تترك الماضي وإنما تحييه لتعيش مع القديم". بوسع كفر برعم استيعاب أهالي القرية التي أصبح عددهم 5,000 اليوم.

ضجة في الشارع الإسرائيلي

يتوقع كلا انغريد جرادات وايتان برونشتاين أن ينصب اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية على المؤتمر الأسبوع القادم لأن قضية اللاجئين والاعتراف بالنكبة ما زالت من الأمور التي يصعب نقاشها بين الإسرائيليين، بل أن معظمهم يرفضونها رفضا مطلقا. تقول انغريد أن مسألة العودة لم تعد من المسائل التابو وإنما تتناولها الصحف الإسرائيلية من وقت لآخر لكنها لا تتوقع أن يلعب الإعلام دورا ايجابيا. ترى انغريد أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتعامل مع قضية العودة بموضوعية وتتبنى بذلك الرأي الإسرائيلي الرسمي. وتضيف قائلة:

"غالبا ما يقوم السياسيون والإعلاميون بترهيب المجتمع الإسرائيلي من عودة اللاجئين لهذا لا أتوقع أن يلعب الإعلام دورا ايجابيا بناءا في توعية الشارع الإسرائيلي. المسؤولية بقيت على عاتق المنظمات الحقوقية والأكاديميين لتوفير معلومات موضوعية ومنطقية عن العودة". تتوقع جمعية زخروت أن يشارك 150 شخصا في المؤتمر، وقامت بدعوة سفراء وشخصيات دولية، لكنها لا تخمن حضور شخصيات سياسية وحكومية للمشاركة.
[/align][/frame]