التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,856
عدد  مرات الظهور : 162,347,040

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 06 / 2008, 57 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الأشرعة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:4px ridge green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
يده المرتعشة رسمت وردة بلون الريح، أو هكذا ظن.. كانت الألوان ممتدة على كل الأمكنة.. بنطاله الرمادي غرق بالألوان فما عاد يشبه أي شيء.. وكان القميص الأبيض معجوناً باللون الأحمر وألوان كثيرة متناقضة.. يرسل عينيه فتقعان على عدد كبير من اللوحات التي بقيت حبيسة المرسم لسنوات.. تأتي ابنته الوحيدة فدوى بين الحين والحين مصطحبة ابنها الأصغر المشاكس.. تنظر هنا وهناك وتتنهد.. تحاول أن ترتب المرسم، أن تبعد شبح الألوان عن الأرض والجدران والثياب.. وحين لا تستطيع فعل شيء، تطبع قبلة على الجبين العالي وأخرى على اليد المرتعشة وتذهب.. ويبقى وحيداً مع سنواته التي زادت على الستين.
يطيب له في بعض الأحيان أن يضحك.. رغم المرض والارتعاش والوهن الشديد يضحك.. يقرقع الضحكة فترتفع وتحلق في الفضاء المفتوح.. أحياناً يضحك حتى ينقلب على ظهره.. لا أحد يستطيع أن يعرف سبب ضحكه المفاجئ.. حفيده المشاكس كان يظن أن جده مجنون.. والصهر الذي يعمل مهندساً ما عاد يزوره بعد أن فاجأه ذات مرة بنوبة من الضحك.. هكذا دون مقدمات أخذ الرجل العجوز يضحك.. وحدها ابنته فدوى أصرت على أن الوالد أعقل الناس وأكثرهم حكمة.. صحيح أنها لم تستطع تفسير ضحكه، ولم تستطع معرفة سبب هذا الضحك.. وصحيح أنها سألته مرات، وتلقت الإجابة صمتاً طويلاً، أو ضحكة تفرقع وترتفع في الفضاء المفتوح، لكنها كانت تعرف أنه الأب الذي لا يمكن إلا أن يكون عبقرياً..
قبل أن تموت زوجته أم فدوى منذ سنوات، وعدها أن يأخذ صورتها إلى هناك.. أقسم قبل أن تغمض عينيها للمرة الأخيرة أنه سيعلق الصورة على جدار واحدة من غرف البيت في عكا.. قال “سأحكي يا امرأة لكل زاوية عنك.. ستكون صورتك أجمل صورة في عكا كلها” وأغمضت أم فدوى عينيها وهي تضحك.. ماتت والحلم الجميل يداعب الخيال.. كانت تعرف أن فارسها سيحقق ما وعد به.. في بالها كانت ترتسم صورة البيت هناك.. كانت تعشق كل زاوية.. ما تزال – كما قالت له قبل الرحيل – تذكر رائحة البيت المميزة.. لذلك ستكون روحها في البيت مع الصورة.. الصورة التي رسمها لها، فامتد الشعر الأسود موجاً لا يعرف القرار..
ضحك لرجل وهو يرسم وردة وظلاً وكثيراً من أشرعة وخيال.. كان يجلس كل مساء أمام الشباك ويفتح الذاكرة على أيام مضت.. أم فدوى أحبت هذا الشباك.. كان يرسم وهي تجلس هناك.. تنظر إليه ثم ترسل عينيها في الفضاء.. تضحك فجأة، فيضحك.. تضحك الألوان في اللوحة وتزهر..
كانت الريشة تحمل الألوان وتوزعها.. وجهه يحمل تعابير كثيرة وكأنه يريد أن يقول كل شيء.. دخلت ابنته ونظر الحفيد المشاكس في عينيه.. يده تتحرك بسرعة مذهلة.. أخذت صورة البيت تتضح.. عرفت ابنته أنه البيت الذي حدثها عنه في عكا.. حارت وهي تدقق النظر.. لماذا يرسم الوالد بيتهم في عكا.. سألته فلم يجب.. كان يلهث.. الريشة تركض وتغطي المسافات بالألوان.. على أحد الجدران في واحدة من غرف البيت أخذت صورتها ذات الشعر الأسود تكبر.. اتسعت الابتسامة وأزهرت.. العينان تضحكان.. الشفتان تقولان أشياء كثيرة.. هدأت الريشة بعد أن تكاملت صورة أم فدوى وأشرقت.. كانت تشم رائحة البيت المميزة في عكا.. بكت فدوى.. حار الحفيد المشاكس.. وترك الوالد لضحكته العنان، فراحت تحلق في الفضاء الواسع.. الواسع..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبض من خلف الأشرعة جمال سبع قصيدة النثر 6 01 / 04 / 2011 39 : 10 PM


الساعة الآن 36 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|