اختيار
حسناءُ لاقتني على شُمِّ الذرا
بطلاً أقاومُ غاصبـاً مستعمرا
قالتْ ترجّـَل لا أريدك َثائـراً
هل تستطيـعُ الاستجابــةَ يا تــرى
فأجبتها والدمعُ يغسلُ وجننتي
والنفـسُ تـنـفـي ما تــقولُ وما أرى
قد كنتُ أحيا في منامٍ مزعــجٍ
وصحوتُ منْ حُلُمي المؤرِّقِ باكـرا
فرأيتُ أرتـالَ العـدو بأرضنـا
وقــدْ استبـاحَ المعتــدي وتجبــرا
الأرضُ أرضـي والديــارُ حبيـبتـي
والحبُّ يقضـي أنْ أعيشَ مغامـرا
أتقنصُ الأعـداءَ في أوكارهـم
وبذا أعيشُ مكرمــاً فـوقَ الـثرى
في كلِّ زاويـةٍ زَرَعْتُ كمائناً
متـوزعـــاتٍ بالمـدائنِ والقــرى
وكتبتُ منْ سـيلِ الدمــاءِ قضيتــي
و أشدتُ للحق الجليلِ منابرا
أفـبعدَ هذا تسألينَ لما الفدا
والظلـــمُ قدْ حكــمَ البلادَ وسـيطــرا
قالـتْ عرفتكَ فارسـاً متفانيــاً
عنْ ثـأرِ أرضكِ لمْ تكـنْ متأخــرا
أرهقـتَ جيشَ الغــدرِ في فلواتهــــا
فجعلتَ جيشَ الغدرِ مفكوكَ العرى
ما كنتُ طـارحـةً عليــكَ تساؤلـــي
إلاَّ لأثبــتَ حقنــا بيـنَ الــورى
( من مجموعتي الشعرية اختيار )