التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,848
عدد  مرات الظهور : 162,315,965

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > الموسوعة الفلسطينية
الموسوعة الفلسطينية إعداد و إشراف: بوران شما (أمينة سر هيئة الموسوعة الفلسطينية) نرجو من لديه وثائق هامة يود إضافتها أو استفسار مراسلة الأستاذة بوران شمّا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 07 / 2008, 47 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

الفاطميون. القرامطة . الدروز . الشيعة . السلجوقيون . الفرنجة . مملكة القدس اللاتينية


الفاطميون
قامت دولة الفاطميين في المهدية بتونس سنة 909م، احتلوا مصر سنة 969م، لكن الخلاف مع العباسيين دفعهم للتفكير ببلاد الشام، وكانت فلول الإخشيديين التي قضى عليها الفاطميون لا تزال في جنوب الشام ولابد من استئصالها.
أرسل جوهر الصقلي حملة إلى فلسطين سنة 969م فانتصر قائدها جعفر بن فلاح في الرملة على الإخشيديين، ودخل طبريا دون مقاومة، لكن الحسن بن أحمد القرمطي انتصر عليه سنة 970م بمساعدة البويهيين والحمدانيين، وعاد جوهر الصقلي على رأس حملة عام 975م في عهد العزيز بالله الفاطمي، واشتبك مع افتكين القائد التركي فانسحب جوهر إلى الرملة وعقد صلحاً مع افتكين وانسحب مهزوماً، لكن الخليفة العزيز قاد حملة بنفسه عام 977م وقضى على أفتكين وقبض عليه ثم عفا عنه الخليفة. في غمرة هذا النزاع العنيف قام بنو الجراح بمحاولة لإنشاء دولة مستقلة لهم في أواخر القرن العاشر الميلادي لكن الجيش الفاطمي انتصر عليهم سنة 988م وكان قائدهم مفرج بن دغفل. عاد الجراحيون عام 1009م بزعامة حسان بن مفرج الذي استولى على الرملة وعمل على إقامة خلافة بفلسطين، وبايع أمير مكة أبو الفتوح بالخلافة سنة 1010م، وجاءت حملة فاطمية إلى فلسطين فهزمها الجراحيون وظلوا يسيطرون على فلسطين.
عام 1013 جاءت حملة فاطمية تمكنت من هزيمة الجراحيين، إلا أن حسان بن مفرج بن الجراح عقد سنة 1024م اتفاقاً مع صالح بن مرداس وسنان بن عليان لإخراج الفاطميين من بلاد الشام على أن تكون فلسطين له من الرملة إلى حدود مصر، لكن الفاطميين استردوا فلسطين عام 1029م وهزموا الحلفاء عند طبرية.
جاء الصليبيون واحتلوا إنطاكية وانتزعوا القدس من أيدي الفاطميين سنة 1099م، وانتهى أمر الفاطميين في فلسطين أيام الخليفة المستعلي بعد أن أصبح الفاطميون بين فكي كماشة هي الأتراك والفرنجة.






القرامطة
القرامطة هم فرقة من الباطنية الشيعة كان لها نفوذ امتد من البحرين إلى مصر في القرنين الثالث والرابع الهجري، إلا أننا هنا سنتعرض لعلاقتهم بما حدث على أرض فلسطين وليس إلى تاريخهم ذاته. وهم من حيث المبدأ الديني فرقة إسماعيلية، وتنسب إلى مؤسسها حمدان بن قرمط.
تعاظم جند القرامطة بعد مجموعة من الانتصارات في العراق وسورية فتوجه قائدهم زكرويه إلى طبريا فاحتلها وعاد وانسحب منها ومن ثم قتل على أيدي جيش الخليفة العباسي، وبذا خمدت حركة القرامطة في الشام لمدة نصف قرن في الوقت الذي كان فيه نفوذهم يتعاظم في شرق الجزيرة وشمالها، وفي عام 964م قام الحسن الأعصم أحد زعمائهم بالهجوم على الشام وأجبر حكام الشام الإخشيديين على دفع الجزية، وفي عام 968م دخل الرملة بتحالف مع الفقيه المالكي أبي بكر بن علي النابلسي نكاية بالفاطميين، وفي عام 971م سار الأعصم إلى الشام مرة ثالثة ولقي جيش الفاطميين وقتل قائده جعفر بن فلاح، وغادرها إلى الرملة ودخلها وقتل من فيها من المغاربة وحاصر يافا وتوجه منها للقاهرة.
هزم القرامطة هزيمة نكراء في معركتهم مع الفاطميين على أبواب القاهرة عام 974م، ولكنهم عادوا بعد سنتين بدعوة من القائد التركي افتكين فوافاه أبناء أبي سعيد الجنابي عام 976م فوجههم معه بعض إتباعه إلى فلسطين، فأرسل الخليفة الفاطمي العزيز بالله حملة إلى فلسطين قادها جوهر الصقلي وتلاقي الجميع حول طبريا وتراجع القرامطة وافتكين إلى دمشق فتابع الصقلي سيره نحوها، وبعد حوالي شهرين بدأ جيشه يعاني البرد وقلة المؤن فانسحب إلى الرملة حيث حوصر وهزم بعد حرب دامت سبعة أشهر، وجرت مفاوضات مذلة كانت نتيجتها أن خرج الصقلي من باب علق عليه سيف افتكين ورمح القرمطي عام 977م.
بعد معركة قادها العزيز الفاطمي بجوار الرملة سنة 978م هرب القرمطي وأسر أفتكين، لكن العزيز لجأ للاتفاق مع القرامطة للكف عن الإغارة على الشام مقابل 30 ألف دينار سنوياً.

الدروز
فرقة إسلامية إسماعيلية فاطمية تؤمن بإمامة الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي تولى الخلافة عام 996م وقد تناقضت أعماله فاختلف فيه الناس إلى اليوم. وقد قضى على خصومه من الإسماعيليين؛ فأنشأت عقيدة التوحيد، التي عرفت بالدرزية على اسم مؤسسها انشتكين الدرزي الذي أعدم في القاهرة 1019م.
اختفى الحاكم بأمر الله فجأة عام 1021م، واختفى حمزة بن علي مسؤول الدعوة واختفى أيضاً علي بن محمد الضيف المفتي بهاء الدين سنة 1043م.
تقبل هذه الدعوة أمراء تنوخ في لبنان وجماعات قليلة من سكان سورية وفلسطين، وقد أصبح العدد الأكبر من إتباع هذه العقيدة يتواجد في الشام بعد أن نُكل بهم على يد الحاكم بأمر الله وطاردهم، أما إقامتهم اليوم في فلسطين، ففي عدد من قرى الجليل منها دالية الكرمل وعسفيا وحرفيش وبيت جن وعين الأسد وكسرا ويانوح والبقيعة وكفر سميع وجت ويركا والنبي شعيب والمغار والراملة والمنصورة وأبو سنان وجولس وسجور.
اضطلع الدروز بدور كبير في مقاومة الاستعمار في بلاد الشام، وقاد زعيمهم سلطان الأطرش الثورة السورية الكبرى عام 1925م في بدايتها، أما في فلسطين، فمنذ عام 1948، جعلت مهم إسرائيل أقلية مميزة مستعينة ببعض زعماء الدروز المتعاونين معها، فأعلنت اعترافهما بهم طائفة دينية مستقلة وفرضت عليهم خدمة الجيش الإلزامية (1957) وأقرت الكنيست قانون المحاكم الدرزية (1962) وادعى الصهاينة أن ذلك بطلب من شيوخ الدروز.
ألّفت القوى الوطنية التقدمية الدرزية في الأرض المحتلة اللجنة الدرزية المستقلة وحملت مسؤولية إلغاء التجنيد الإلزامي وإعادة الطائفة إلى أصلها كجزء غير منفصل عن الشعب العربي.
رغم ذلك لم تتوان إسرائيل عن مصادرة أراضيهم كغيرها من الأراضي، وما زالت كثير من أبواب العمل موصدة في وجه الدروز.

الشيعة
الشيعة هم من شايعوا الإمام علي على أنه أحق بالخلافة، وهناك دولتان تبنتا المذهب الشيعي كمذهب رسمي للدولة هما دولة بني بويه في بغداد سنة 945م، ودولة الفاطميين في مصر 968م.
انتشر هذا المذهب في فلسطين في القرن العاشر الميلادي، فكان أهل طبرية ونصف أهل نابلس شيعة، وقد قال الرحالة ناصر خسرو عام 1045: إن عدد سكان القدس نحو 20 ألفاً جلهم شيعة.
أنشأت الدولة الفاطمية في بيت المقدس دار العلم الفاطمية فرعاً للدار في القاهرة التي أسسها الحاكم بأمر الله سنة 1004م، وكان لها أكبر الأثر في انتشار المذهب في فلسطين. وقد ظلت الدار قائمة حتى سقطت القدس بيد الصليبيين.
في القرن السادس الهجري زار ابن جبير فلسطين فوصفها قائلاً: وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين، وقد عموا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى منهم الرافضة والأمامية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية.
هدأت حركة التشيع بعد سقوط الدولة الفاطمية، الفرنجة. وحاول الأيوبيون بعد ذلك نزع ما غرسه الفاطميون في نفوس الناس، أما في عهد أحمد باشا الجزار فقد وقعت عدة وقائع بينه وبين الشيعة عام 1780م في قرية يارون قرب صفد، وحاربهم الجزار لفترة عشر سنوات وأحرق آثارهم العملية حتى أنه ورد في الأثر "كان لأفران عكا من كتب جبل عامل ما أشعلها أسبوعاً".
لا وجود للشيعة اليوم كطائفة مستقلة في فلسطين، وقد نزح عنها مئات الشيعة اللبنانيين الذين أقاموا في شمال فلسطين في عهد الانتداب.

السلجوقيون
بدأ نفوذ الفاطمين في بلاد الشام منذ منتصف القرن 11م، كان جنوب الشام يقسم إلى قسم فلسطيني مركزه الرملة، ودمشقي مركزة دمشق، لقبيلتي طئ وكلب.
نتيجة للنزاع بين أمراء الأسرة المرداسية في حلب، واتت الفرصة القبائل التركمانية الغزية للدخول إلى بلاد الشام بعد أن استعان بهم المرادسة، وقد خطط السلطان السلجوقي ألب أرسلان لغزو مصر بعد انتصاره على البيزنطيين شرق تركيا عام 1071م.
كانت هناك فرقة مرتزقة تركية تسمى الناوكية، لم تدن بالولاء لألب أرسلان، وأخذت تغير على دمشق من موقعها في طبريا، لكنهم لم يصمدوا أمام السلاجقة خاصة بعد وفاة زعيمهم قرلو، أما القبائل السلجوقية بزعامة ألب أرسلان فقد زحفت باتجاه فلسطين بعدما دخلت الشام.
حاول أتزين اوق الخوارزمي أحد أبرز زعماء التركمان الجدد السيطرة على دمشق عام 1071م، ثم سار إلى فلسطين ففتح الرملة وبيت المقدس واستولى على بقية فلسطين من الفاطميين ماعدا عسقلان، وجعل الخوارزمي بيت المقدس بيتاً للحكمة وبدأ يعبئ قواته للسيطرة على المدن المجاورة لتوسيع نفوذ السلجوقيين، وباتت القدس على عهده صاحبة النفوذ في جنوب الشام، فأمده السلطان السلجوقي ملكشاه بالعون العسكري، فسيطر على عكا سنة 1075م، ثم على دمشق 1076م. لكن حملته على مصر أخفقت وتبعه الفاطميون حتى الرملة.
انتهز الفلسطينيون فرصة هزيمته أمام الفاطميين، فثار عليه أهل القدس بزعامة القاضي فحاول إتسز مفاوضتهم، ثم حاصر المدينة ودخلها وقتل 3000 من أهلها.
بادر الفاطميون بإرسال جيش يقوده ناصر الدولة الجيوشي سنة 1078م، فاحتل القدس ثم تقدم نحو دمشق حيث يوجد اتسز الخوارزمي، فاستجد بتاج الدولة تتش بن ألب بن أرسلان في حلب، فتحرك تتش ودخل دمشق وقتل اتسز وانفرد بالحكم. قام تتش بإقطاع القدس أحد قواده وهو أرتق بن أكسب التركماني، وحين توفي أرتق تولاها ابنه ايلغازي حتى سقطت بيد الفاطميين سنة 1096م.
تعمقت خلافات السلاجقة بعد موت السلطان ملكشاه سنة 1092م، وقد اصطدام تتش بابن أخيه بركيا روق، في موقعه حاسمة قتل فيها تتش وانهزم جيشه.
بعد موت تتش ظهرت فئة من السلاجقة ولدت وترعرت في الشام وبهذا اختلفوا عن أسلافهم من التركمان، فتولى رضوان بن تتش إمارة دمشق، لكن التمزق عاد إلى بلاد الشام عام 1095م.
وقفت القدس إلى جانب حلب في الصراع ضد دمشق، ولم يقف الفاطميون متفرجين، فقد أرسل الأفضل بن بدر الجمالي حملة عسكرية استطاعت انتزاع القدس وأنحاء كثيرة من فلسطين من يد الآرائقة السلجوقيين سنة 1095-1096م، وأعادتها إلى السيادة الفاطمية.
بدأت الحملات الصليبية عام 1098م مستغلة ظرف الانقسام في المنطقة، وألحق طفتكين والي دمشق هزيمة ساحقة بملك القدس بغدوين قرب طبرية سنة 1125م.

الفرنجة
في أوائل حزيران 1099م وصلت طلائع الحملة الصليبية الأولى إلى الرملة ثم زحفت إلى القدس التي سقطت في أيديهم في 15 تموز 1099م، فاستباحوا المدينة وقتلوا كل السكان فيها حتى النساء والأطفال. المؤرخ الفرنسي فوشيه دي شارتر رافق الحملة، قال: كانت القدم تغوص حتى الكاحل في دماء المسلمين، وذكر ابن الأثير أن الفرنج قتلوا في المسجد الأقصى سبعين ألفاً منهم عشرة آلاف عالم وفقيه، وبعد احتلال القدس أقام اللاتين فيها مملكة القدس اللاتينية وانتخبوا الأمير غود فري دي بوبون على رأسها ولقب نفسه "حامي المدينة المقدسة"، ورغم عودة معظم أمراء الحملة الصليبية الأولى إلا أن مسلمي الشرق لم يفكروا في استرداد المدينة، "بقي فيها 300 فارس و200 من المشاة فقط".
رغم ذلك تمكنت هذه القوة الصغيرة من الفرنجة من السيطرة على فلسطين فاستولت على قيسارية ويافا التي حصنوها وعمروها وتحولت التجارة إليها بعد أن أصبحت سفن أوروبا ترسو فيها، بعد وفاة غود فري سنة 1100م، تولى السلطة أخوة بغدوين الأول الذي عمد إلى زيادة أملاك الفرنج في فلسطين وخارجها فاحتل مدينة حيفا من المصريين وفشلت محاولات الدولة الفاطمية للتصدي للهجوم الصليبي، فاستمر بغدوين ليحتل عكا في أيار 1104م، واندفع بقواته نحو جنوب الأردن بعد أن احتل شمالاً حتى بيروت، واستقر في الشوبك وأعاد بناء فلعنها عام 1115م، وفي عام 1116م احتل العقبة وبني فيها قلعتين، وبذلك أصبح الساحل الفلسطيني كله بأيديهم ما عدا عسقلان.
طبق الفرنجة النظم الإقطاعية في فلسطين، وامتازت حياتهم بنشاط اقتصادي غزير فتمكنوا من امتلاك الأراضي التي عمل فيها فلاحون فلسطينيون، وقاموا بتصدير الزيت والزيتون والحمضيات إلى أوروبا الغربية وكذلك صدروا من فلسطين الأقمشة والزجاج والبُسُط فحققوا أرباحاً هائلة .
بدأت الصحوة العربية منتصف القرن 12م بظهور صلاح الدين الأيوبي الذي جهز الجيوش في الشام وحرر القدس بعد معركة حطين الشهيرة عام 1187م.
لكن أوروبا أرسلت الحملة الصليبية الثالثة التي احتلت عكا سنة 1191م، وبعد مفاوضات طويلة عقد صلح الرملة سنة 1192م الذي نص على بقاء القدس للمسلمين شرط السماح بالحج للمسيحيين، لكن وفاة صلاح الدين وغضب البابا من الصلح دعا إلى إرسال حملة رابعة لم تصل إلى فلسطين ضمن ملابسات معقدة، فعاد الفرنج ليخرجوا بحملة خامسة من عكا بقيادة يوحنا بربين فطردهم الأيوبيون فعادوا إلى عكا، لكن الخلاف بين الأيوبيين جعل الكامل يستنجد بفردرك الثاني مقابل إعطائه القدس ليساعده على أخيه، فاستجاب فردريك فسلمه الكامل القدس دون حرب عام 1229م.
أقيم تحالف بين الفرنج والتتار بعد قيام دولة المماليك عام 1250م، لكن المماليك هزموا الفرنج في معركة المنصورة سنة 1250م وأسروا لويس التاسع قائد الحملة، وقد كانت آخر الحملات الصليبية، وقد كان للظاهر بيبرس الأثر الأكبر في تخليص فلسطين من بقايا الفرنجة وتحرير باقي مدنها، وتابع بعده المنصور سيف الدين قلاوون مسيرة تحرير الشام لكنه توفي عام 1290م فتابع ابنه الأشرف صلاح الدين خليل، الذي حرر عكا عام 1291م وهرب ملكها إلى قبرص ومضى الأشرف واستولى على بقية المدن، وهكذا سقطت معاقل الصليبين نهائياً عام 1291م.

مملكة القدس اللاتينية
إذا كنا تحدثنا عن الفرنجة في هذا الملف وأشرنا إلى كيفية إقامتهم لمملكة القدس اللاتينية فلابد من الحديث عن هذه المملكة لما لها من تأثير في التاريخ الفلسطيني وتاريخ الصراع الإسلامي مع الحملات الصليبية.
بعد أن أسست المملكة من قبل الحملة الصليبية الأولى، توفي أول حكامها غود فري وجاء بعده أخيه بغدوين وبدأ اللاتين في مملكة القدس بالتوسع في فلسطين نفسها، مع العلم أن طابع هذه المملكة لم يكن دينياً بحتاً ولا سياسياً بحتاً نتيجة اختلاف مشارب قواد الحملة الصليبية الأولى على فلسطين وبيت المقدس.
احتل بغدوين عكا بمساعدة الجنويين فمنحهم بعض الامتيازات، وساعده الجنويون أيضاً في احتلال جبلة وطرابلس وبيروت وهكذا قام الأسطول الجنوي بدور مهم في تثبيت أركان المملكة.
بني اللاتين القلاع في الجليل وعلى طول نهر الأردن لإحكام قبضتهم على القدس، ومن هذه القلاع الشقيف وتبين وبانياس وصفد والطور وكوكب الهوا والكرك والشوبك وغيرها كي يمنعوا أي تسلل عربي من جنوب البحر الميت أو من شرق الأردن، وأحكم اللاتين سيطرتهم على فلسطين فبدأوا في تنظيم أمورهم الداخلية فقد واجهتهم المشكلة الديمغرافية، فهم كانوا قليلي العدد وقد هاجر سكان المدن أو هجروا فتعطلت الزراعة، وقد قال وليم الصوري المؤرخ: "إن مواطني القدس بصعوبة يملأون شارعاً واحداً"، لذا فقد عمل الفرنجة على تشجيع الهجرة من المناطق المجاورة لاسيما إلى القدس حتى أنهم سمحوا لمسلمي القدس بالعودة للمدينة مع بعض الامتيازات.
توفي بغدوين عام 1118م، فتعاقب على المملكة بغدوين الثاني وبعده فولك الأنجوي الذي أكمل تحصينات مملكة القدس وأعاد بناء قلعة الكرك، وتوفي عام 1143م وخلفه ابنه بغدوين الثالث الذي بدأت في عهده اليقظة العربية الإسلامية، والتي كان أبرز مظاهرها استيلاء عماد الدين زنكي على قلعة الرها عام 1144م حتى أن ابن الأثير شبهها بمعركة بدر، وقد صدمت معركة الرها الفرنجة فاهتز كيانهم مما حذا باوروبا أن ترسل حملة صليبية ثانية عام 1147-1149م لكنها هزمت أيضاً حين حاولت احتلال دمشق.
توفي عماد الدين زنكي عام 1146م فخلفه نور الدين زنكي الذي ضم دمشق إلى سلطانه رداً على احتلال عسقلان.
توفي بغدوين الثالث سنة 1163م فخلفه أخوه أموري الأول الذي تسابق مع نور الدين على احتلال مصر، ونجح نور الدين في الاستيلاء عليها واستوزار صلاح الدين سنة 1171م، وفي 1174م توفي نور الدين زنكي، فحاولت مملكة القدس احتلال الشام وفشلت، وتوفي أمور الأول عام 1174م فبدأت مملكة القدس بالضعف كونه آخر ملوكها الأقوياء، إذ دب الصراع بين الأمراء بعد موته، وقام الأمير الفرنسي أرناط بمحاصرة قلعة العقبة وسار إلى اليمن وتهامه وعسير فأرسل صلاح الدين أحد قواده الذي هزم أرناط ففر إلى الكرك.
حكم مملكة القدس في تلك الأثناء بغدوين الرابع الذي لم يتجاوز عمره حين مات أبيه 12 عاماً، وفي أثناء حكمه توزعت السلطة بين العائلات الإقطاعية مما أدى إلى إضعاف مملكة اللاتين وتفتيت قوتها فدب النزاع بين بغدوين الرابع وزوج أخته الذي حاول عزله فرفض، لكنه تنازل عن العرش لابن أخته الصغير سنة 1185م، وكان بغدوين في الرابعة والعشرين وما لبث أن توفي، ولحق به الملك الصغير بغدوين الخامس سنة 1186م ولم يكن قد بلغ التاسعة، فأعلنت أمه سبيلا نفسها ملكة، فاستنكر القائد ريموند ذلك فدب الصارع في جسد مملكة اللاتين، يضاف إلى ذلك كله إصابة البلاد بالقحط والجفاف لانحباس المطر، وفي نهاية 1187م استولى أرناط على قافلة تجارية قادمة من القاهرة إلى دمشق رغم المعاهدة التي عقدوها مع صلاح الدين، فكانت النتيجة أن أعلن صلاح الدين الجهاد ودخل الكرك بقواته سنة 1187م وفتك بالفرنجة وعاد محملاً بالغنائم.
في نفس العام التقى صلاح الدين بقوات الفرنجة في حطين وأباد أكبر قوة حشدها الفرنج، وتمكن الأيوبيون من سحق الفرنج وأسر أرناط وقتله صلاح الدين وعفا عن بقية القادة، وهكذا سقطت مملكة القدس بعد 88 سنة من الحكم وذلك عام 1187م.







نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسطين عبر التاريخ، الفرنجة مازن شما تاريخ و تأريخ 0 21 / 05 / 2014 46 : 06 AM
كيف تختار الصيغة المناسبة لحفظ صورك على جهاز الكمبيوتر؟ مازن شما الإبداع.التقني 1 09 / 02 / 2014 10 : 11 PM
الدروس الأوليّة لجنود القضية رأفت العزي القصة القصيرة جداً 2 06 / 05 / 2010 04 : 12 AM
الدروس المستفادة من الهجرة النبوية مرفت شكري الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 4 18 / 12 / 2009 52 : 01 PM
مؤتمر كبير للمصالحة بين الشيعة والسنة جنوب بغداد مازن شما بلاد الشام والعراق 0 04 / 01 / 2008 58 : 07 AM


الساعة الآن 00 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|