التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,850
عدد  مرات الظهور : 162,323,932

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > نقد أدبي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 08 / 2008, 12 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

مع الشاعر الفلسطيني حسين مهنا في ديوانه ’’ انا هو الشاهد ’’

مع الشاعر حسين مهنا في ديوانه
" أنا هو الشاهد"


شعر يتدفق كالماء بلا ضجيج
ويتغلغل كالماء في وعي القارئ وأحاسيسه

بقلم : نبيل عودة


[align=justify]
المكانة الشعرية والأدبية التي يتمتع بها الشاعر حسين مهنا ، ابن بلدة البقيعة الجليلية ، ليست وليدة الصدفة ، وليست وليدة علاقات عامة أو ظروف سياسية أو غيرها ، دفعته نحو الطليعة .انما هي جهد واتقان وعشق للكلمة والنغم . وهناك قول لطيف لعلي بن ابي طالب يقول فيه : " لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده ، فان الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل ، وانما يسألون عن جودة صنعته ".. وكاني بعلي بن ابي طالب يقصد ، أيضا ، حسين مهنا بهذا القول !
ديوانه " أنا هو الشاهد " - اصدار الأسوار – عكا ( 2001) – يشمل ( 14 ) قصيدة من نتاجه الشعري منذ عام ( 1997) ، وهذا بحد ذاته يثبت ان حسين مهنا شاعر يعيش أجواء قصيدته ، بحيث تتحول القصيدة الى مهمة يعيشها لمرحلة زمنية ، وتنمو " بوسائل طبيعية " دون استعمال مسرعات النمو ، أو الانتاج "داخل دفيئة " ، بحيث نغرق بمنتوجات شعرية قبل موسمها ، انتجت بوسائل غير طبيعية .وربما هنا احدى مشاكل " البضاعة " الشعرية التي تملأ الأسواق ، بعضها بلا طعم ولا نكهة ، أو أدخلت علية " جينيات " أخرى ، فصارت "الشيء وضده ".
حسين بديوانه الجديد هو مدرسة ، ليست شعرية فقط ، انما حضارية خلقية ، الى أن الشعر ليس للدنيا فقط ، وليس للآخرة ايضا ، انما هو صنعة للارتقاء بالانسان ، وتطوير فكره وحسه وفهمه ، وصقل ارادته .وهذه مهمة لا يجوز الاستهتار بها ، اذا اردنا حقا أن نسمي المولود باسمه .. لأنه لا أجمل من أن يكون الانسان شاعرا ، أو مبدعا تبعث لمساته الحياة حتى بالجماد .
على غلاف ديوانه يؤكد حسين مهنا ما أرمي اليه ، انما بلغته ، لغة الشعر ، الذي أثمر على شجرته ، دون أن ترهق الشجرة بالمبيدات وتسريع النمو :
[/align]
على هذه الأرض نبني
كما لا يحب الغزاة –
ونرعى على مهل مجد أجدادنا.
ويقتبس حسين من انجيل " يوحنا " في كتاب "العهد الجديد " ، قوله : " وأيضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق ، أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الرب الذي ارسلني " ، فهل يستطيع أحد ، بعد ذلك ، أن ينفي صفة الشاهد عن حسين مهنا ؟
حقا حسين هو شاهد ، شاهد على حكاية وطن تمزق شغاف القلب :
كانت هنا قرى تعبق بشذا فلسطين
قرى تفردت بعرائش سطوحها ..
بكرومها ..
بأهلها الطيبين.
هذا ما جاء في بداية قصيدته الاولى " في البدء" وانظروا الى العلاقة هنا بين " أنا هو الشاهد"، والمرافعة دفاعا عن كونه شاهد ، مستندا لانجيل " يوحنا "، واسم القصيدة الاولى " في البدء" ... و" في البدء كانت الكلمة " - افتتاحية التوراة – وصولا الى فلسطين ، الكلمة الاولى في قاموس اهلها الباقين والصامدين والمقاومين ، ولكن بنفس الوقت نشعر في قصيدته هذه روح البكاء على الأطلال : " قرى بلادي وقصائدي ".
أما قصيدته الثانية " يورثون الحياة انتصارا "فهي نقلة نوعية من حالة حزن الى حالة فرح وغناء وحب يتدفق كالشلال. وقد قرأت هذه القصيدة مرات ومرات .. بطرب حقيقي .وينجح حسين هنا بأخذ القارئ/ المتلقي الى رحلة في ذات محب :
وأذكر يوم وثبت لأقطف زهرة القرنفل
كيف نقزت – وكنت وراء الأصيص –
وصحت :
- تلطف!!
- فما هكذا يؤخذ الورد يا ذا ؟!
انتبهوا هنا للطافة وملاءمة تعبير " نقزت " ( جفلت ) العامي ، وأظن أن هذا الاستعمال فرضه نمو القصيدة واكتمالها – نضجها – الطبيعي وغير المصطنع .
ويواصل رحلته :
فوددت لو اني اقبل دارك ...
هذه الجملة تذكرني بعنترة العبسي الذي خاطب حبيبته بقوله ":
وددت تقبيل السيوف لأنها / لمعت كبارق ثغرك المبتسم .
ويواصل حسين :
ستأتيك امي قبل الغروب
لتقطع قول الوشاة
وليت أباك يقر بأني "شيخ الشباب "
واني جدير بزين الصبايا
ونفرح
نفرح
هذا الجليل يحب الزغاريد.
وهنا يكاد يقول انه لولا ان الجليل يحب الزغاريد ، لما كان الحب .. ويقول :
هذا التراب الزكي شغوف
بمن يزرعون
ومن يحصدون
ومن يعشقون
ومن ينجبون
ومن يورثون الحياة انتصارا
لجيل جديد
[align=justify]
هذا الحب يعيدنا الى انسانيتنا ، الى الزمن الذي كان فيه الفتى يطوف حول بيت حبيبته عاما كاملا يفرح ان رأى وجهها ، فاذا ظفر منها بمجلس ، تشاكيا وتناشدا الأشعا ر . أما اليوم ، وهذا يبرز في الكثير من شعرنا الحديث ، فاذا التقاها ، لا يشكو حبه أو ينشد الشعر ، وانما يطلب الوصل ، بحيث تحول الحب في معظم شعرنا الى بضاعة ، يقرر سعرها العرض والطلب ، بينما الحب الذي يختلج بأعماق حسين لا يباع ولا يشترى .
قصيدته "أراك كما لا تراك العيون " هي قصيدة غزل في قريته البقيعة :
[/align]

"البقيعة قريتي وكل قرية في بلادي بقيعة "
ومع ذلك :
وآها لتلك السنين الخوالي العذاب
قريبا من القلب
نبض فلسطين كان
هذه القصيدة تركت لدي شعور انه في حبه الكبير لقريته ، هناك نوع من الألم والمرارة أيضا ، على تلك القرية التي تيتمت من "نبض فلسطين ".ومن آلام "جرح الجليل ".
وهو يذكرني هنا بمقطع للشاعر سالم جبران يقول فيه :
" كما تحب الأم طفلها المشوه
احبها
حبيبتي بلادي "
وربما ليس بالصدفة ان سالم من البقيعة ايضا . في القصيدة جوانب أخرى ، منها مثلا قدرة حسين أن ينقلنا من الحلم الشعري الى الواقع الشعري . من حلم البقيعة الى واقع البقيعة ، وبكلمات بسيطة :
ترى أين غابت
بساتين خوخ وتين ؟!
وجوز ولوز
ورمان عيد الصليب
في الشطرة الأخيرة يعرفنا على البقيعة ، على أهلها ، بحيث لا يبقي البقيعة حلما طائرا ، بل حقيقة شعرية ملموسة .
الغنائية الحالمة تميز الكثير من قصائد الديوان ، في قصيدة " ستر عاشق يظلل ليلنا الريفي ":
تحبني .. ؟!
اذن تعال كي نصالح القمر
أمس اشتكى
يا طول ما اشتكا !
وأكاد أشعر في هذا المقطع أجواء فيروزية .
وينشد في " لنا فوق الجليل ":
لنا فوق هذا الجليل
تراب جليل
عليه نقيم
ومنه نبتنا كما ينبت العشب
والاقحوان .
وبين يديه تركنا طفولتنا
والشباب.
لنكبر فيه ويكبر فينا .
اذن هو ليس مجرد عشق لطبيعة ساحرة ، انما هو عشق للمنزل ، للمنبت ، للأنتماء . وشاعرنا العربي يقول :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى / ما الحب الا للحبيب الأول
الحبيب الأول ، على امتداد مساحة ديوان حسين ، هو الجليل .. لم يكتشف حبيبا غيره .. حتى تلك التي " نقزت " هي جزء من الجليل . قصيدة " سأجلس ذات مساء " فيها الكثير من الايماء والتكثيف . يقول :
سأجلس ذات مساء بعيد
وحيدا..
وأفتح قلبي
على شرفتين
وراء الغمام
لعل رفوف اليمام
تجيء
وتلقي السلام علي
وتغفو قليلا على راحتي
لأكتب أغنية
عن بلادي.
بعد قراءتي لقصيدة " تركنا على كل درب " اعتراني شعور أن حسين لا يكتب قصائد منفردة ، انما قصيدة واحدة متواصلة ، وتكاد تكون هذه القصيدة هي مهمة حياته كشاعر ، فها هو يقول مثلا ما يمت بصلة لقصائد سابقة :
وقد اورثونا
محبة هذا الجليل
وحب الحياة
وعشق قرانا
ونذكر اننا ولدنا هنا.
أما قصيدته " بي شوق لأحيا "، فهي نشيد لتجدد الحياة بعد أن رزق بحفيده محمد / وهي قصيدة لها مناسبتها ، وتكاد تكون استراحة وسط قصيدة / قضية شعرية متواصلة وواحدة .
وانا ورثنا الصباح الجميل
وهذا الجليل
وفجرا تلفع بالياسمين .
( قصيدة: وانا ورثنا الصباح الجميل )
في قصيدة "اسمعني صوتك " .. كتبها كما فهمت لحفيده في ميلاده الأول .. ونراه يورث حفيده ما يملكه الشاعر :
اسمعني صوتك
عربيا
لا يتلجلج في شفتيك
ويوصيه :
واخرج من جلبات الزمن المهزوم
جوادا عربيا
ينقل للريح
صهيل الفرح القادم
وأيضا :
اضرب جذرك يا ولدي
اسمعه كيف تدوزن صوتك
فوق مفاتيح اللغة العربية
ويصر على حفيده :
أسمعني صوتك
كي اسمع وطني
يتجدد لحنا عربيا
[align=justify]
لا بد هنا من ملاحظة هامة .. في هذه القصيدة اصرار على عروبة ابناء الطائفة المعروفية ( الدروز ) ، التي تحاول السلطات الاسرائيلية قطعهم عن جذورهم العربية وجعلهم فئة سكانية لا ترتبط بالهم الوطني العربي او الفلسطيني ...
اذن كما قلت ، حسين مهنا أخذ على نفسه ابداع قصيدة / قضية وطنية انسانية وجمالية ممتدة .في ديوانه هذا نراه يكتبها على مدى ثلاث أو اربع سنوات .ربما حقا على كل شاعر أن يأخذ موضوعا لشعره حتى يوفيه حقه . وحسين يثبت أن ذلك لا يعني الانغلاق داخل حدود مرسومة .ان البقيعة مثلا ، ليست مكانا جغرافيا له حدوده الجغرافية . فالشعر لا يعترف بالحدود الجغرافية ، أو كما يقول حسين مهنا : " كل قرية في بلادي بقيعة ".
[/align]

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة

nabiloudeh@gmail.com

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مع الشاعر د.فهد أبو خضرة في ديوانه: ’’مسارات عبر الزوايا الحادة’’ نبيل عودة نقد أدبي 0 04 / 11 / 2012 58 : 08 PM
الأديب محمد الصالح الجزائري في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار ياسين عرعار شرفة يسين عرعار للمؤانسة والحوار 195 10 / 01 / 2011 56 : 11 AM
|أهلا ومرحبا بالأستاذة ناديا حسين في نور الأدب زاهية بنت البحر نورالترحيب،التهنئة.والاقتراح 8 23 / 10 / 2010 58 : 11 PM
الشاعر السوري - رعد يكن - في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار ياسين عرعار شرفة يسين عرعار للمؤانسة والحوار 58 11 / 08 / 2009 51 : 12 AM
حسين مهنا والضحك من الأعماق طلعت سقيرق النقد 0 10 / 07 / 2008 39 : 10 PM


الساعة الآن 20 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|