"طريق الحرية يبدء برمية حجر"
نظرية.. ابتكرها و وضعها قيد التطبيق.. ذاك الطفل الفلسطيني.. الذي سُلب بهجة و مرح طفولته.. فبزغ برعمه من باطن الصخر.. لينهض بكل عزيمة و اصرار.. يُقاوم المحتل.. و يُسقِط المثل القائل: "العين لا تُقاوم المخرز".
اثبت للملاء.. مِراراً.. أن نظريته آتت أكُلها.. فهل استطعنا حصد ثمارها و حماية المقاومة؟؟؟... او حتى حمايته؟
.....................................
تمنى مِراراً.. و بحرقة.. أن يقذف و لو حجراً واحداً.. على ذئاب الأحتلال.
اعتاد الوقوف عند النافذة.. و احياناً على الشرفة.. يراقب اقرانه.. يُقارعون جنود الأحتلال بكل شجاعة و اقدام...سلاحهم
الحجر و المقلاع.. او حتى نشابة.
عندما يشتد الوطيس.. يلجىء الفتية المقاومين الى استخدام قنابل "المولوتوف".
حِرص ابويه الشديد.. من اجل سلامته.. منعه من الخروج بمفرده الى الشارع.. الذي تُطل شقتهم عليه.
بقيت احلامه الصغيرة.. بعناوينها.. العظيمة.. بمعانيها.. اسيرة قلق الوالدين على ولدهم الوحيد.. الى أن فكر يوماً.. بالمشاركة الفعلية في المواجهة القادمة.. مهما كلف الثمن.
صمم في قرارة نفسه.. على أن يتخذ موقعاً خلف النافذة.
أخرج حجراً من تحت وسادته.. اخذ يُقلّبه بين يديه.. تارة يتدرب على الرماية.. كأنه يقذفه بشدة.. ليختبر قوة ساعده و يُمرّنه... و تارة يتحسسه.. فيشُمُه كأنه يستنشق عبق الوطن.. بجباله و سهوله.. ببحره و ينابيعه.. فيتنسم منه رائحة بيارات البرتقال الحزين.. ويترطب بعبير بساتين الزيتون الشامخ.. و شذى تراب فلسطين الحبيبة.. المجبول بدماء الشهداء الطاهرة... ثم يُقبّله.
غلبه النعاس..فسبح مع الملائكة.
ذهب في سُباتٍ عميق.
حلق عالياً بأحلامه.. التي بلغت عنان سماء الوطن.. و شموخ جباله.
عرج بها الى السموات العلى.. بعد ان أرّق مضاجع العدو بأنتصاراته... فدُغدِغت روحه الفياضة بنشوة النصر المُبين.. فسبحت بها في فضاء الكبرياء و العظمة... هناك.. تحت عرش الرحمن.
ابن البلد