[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:6px groove seagreen;"][cell="filter:;"][align=right]
الأديب الأستاذ رشيد الميموني..
أخي وزميلي
لو أن ديوجين فرد أوراق الأدباء وقرأ ما بين سطور الناس لعثر على أنوار الإنسانية بوضوح وما احتاج أن يحمل مصباحه ليفتش عن إنسان، لأن الإنسان الحقيقي هو المصباح الذي ينير الدروب المظلمة..
لعلّ أجمل ما في مشوار الأدب وعوالمه أنها تنمي فينا الشفافية والقدرة على قراءة الأدباء بصورة أعمق وفهم معدن الإنسان فهماً صحيحاً لا يتيحه لنا عالمنا المنظور المحيط بنا..
هنا وهناك من حولنا تتحكم فينا عوامل مختلفة تجعلنا نفتقد إلى الميزان الدقيق
في العالم المحيط بنا، نقرأ الإنسان من الخارج وبقدر ما يتيحه لنا، وفي عالم الكتابة الأدبية نقرأ الإنسان الحقيقي من الداخل كما هو تماماً.
سنوات.. وقد نكتشف أن كل ما كنا نقرأه في بعض وجوه الناس من حولنا زيف وما نشاهده منهم مجرد أقنعة!
في عالم الأدب ورحلة الكتابة على عكس ما يظن البعض لا يمكن أن نخدع لأننا نقرأ ماتبوح به الأرواح وما تعترف به النفوس ، فأشد ما يكون الإنسان فينا حقيقة ووضوحا وصراحة فوق أوراقه فيظهر لنا معدن الناس كما هو حقيقة فنتبين الإنسان من البشر والأديب من الكاتب..
حين أفتح نوافذ الذاكرة على أول تواصل بيننا بدأ برسالتك الأولى لي في موقعنا السابق " أوراق99 " أتذكر ملياً أني رأيت بين سطورك وجه إنسان حقيقي وقرأت كلمات لا تصدر إلا عن أديب صادق شفّاف راق ٍ في توجهه وفي كلماته وفي أدبه، منظم التفكير يحمل همّ الأدب بصدق وإيجابية....
هنا.. من سقف العالم ، من غربتي الثقيلة بين غربة الأوطان وغربة الإنسان في زمنٍ يحاصر الإنسان ويصادر الإنسانية يبزغ الأمل رغم المسافات حين تضاء المصابيح لنتجاوز كل المسافات يجمعنا حرف الضاد وصدق الانتماء لنكّون لنا جزيرة " نور الأدب " كل شواطئها مرافئ للوطن.
مجموعة تحلم بحرف الضاد مشعا من المحيط إلى الخليج بحجم البلاد وقلوب العباد من كل الأرواح النقية والنفوس النبيلة التي درست في مدارس الوفاء والعطاء والإخاء، لتسير في درب واحد وفي داخل كلٌ منّا أحزانه الفاضلة واهتماماته النبيلة يسعى لغرسها، يجمعنا الهدف بنبل قيّم الأدب ومعانيه لنضع لُبنة من لبنات النهوض بمنأى عن جفاف غربة الزمان ووعورة الدروب.
عرفتك صديقا.. أخا.. زميلا..
أديبا إنسانا..
أثمن من كل الكنوز التي يتصارع ويتطاحن عليها رواد مقاهي هذا الزمان!
التقينا على الفكرة والهدف لأن كنوزنا غير كنوزهم وأوطاننا فينا لا تشبه أوطانهم وعالمنا يختلف شكله وجوهره عن عوالمهم
مدننا دروبها ورد وياسمين ومطرها نقي يروي عطش الأرض الطيبة وفرحها ابتسامة طفل وأمان أم..
نعم يا أخي وزميلي الذي يجمعنا التقاء على القيّم وإيمان بدور الأدب،ولو لم أجد بك أخا وزميلا ولو لم تجد بي ذات المعنى لسار كلٌ في طريق وما جمعتنا الزمالة وهدف الرسالة في جزيرة نور الأدب.
الأديب الصادق مثل الفلاح، هذا يغرس نبتة لتكبر وتصبح ثمرة تغذي الأجساد، والأديب يغرس عصارة فكره ليغذي الأرواح بالقيّم والمبادئ لتنضج إنسانية الإنسان.
ما بيننا ليس فضل أحد على الآخر ولكن بيننا زمالة زرعت ونمت حين التقينا على هدف الإيمان بإنسانية الأدب ونبل أهدافه ودور الكلمة في تشكيل إنسانية الإنسان وحب العطاء.
حين أوجه ذاكرة حبري إلى الخير والبناء وأرى الحروف تشكل فكرة لها قيمة وهدف أشعر مع كل نص هادف لي أو لأحد زملائي بأني أولد من جديد وبأني أستحق أن أعيش، فكل الحروف التي يصوغها الإبداع إيجابياً هي الإنسان.. الإنسان الذي كان يبحث عنه ديوجين.
أخي وزميلي
كلما فردت أوراقك يضيء المصباح بزيت أدبك فأرى فيك نبل الإنسان
وعلى الدوام أعتز بأخوتك وزمالتك
هدى الخطيب
[/align][/cell][/table1][/align]