الخـائـنـة
الليل طـال وغاب النجم والقمرُ
يا كأس قُلّي متى يلهو بنا السَّمرُ
حسناءُ في رقةِ الأنسام إذ نطقت
تُشفي العَليلِ بقبلاتٍ لـها أثرُ
قبَّـلتُها ويـدي للنهد سابحـةٌ
لَكنَّها ذهـبـت والنهدُ ينفترُ
نـاديتها فأبت ثم انحنت خجلاً
والكأس يُلهبني والشعرُ والحَوَرُ
تنأى لقربي ولم اعـرف حقيقتها
حتى عَلِمتُ بمـا يخفي لنا القدرُ
إني رأيتُ عيون الأمـس خادعةً
وأنَّ قُبلَتَها بالإفك تـَنـعَصرُ
حسبي رأيتالهوى يُشرى بشرعتها
بطرفةِ العين أو بالغي ينحصر
وكـنت أرقُـبُها لمـَّا تحـدِّثهُ
تنسابُ هـائمةً في كفه وَتَرُ
يا خائن العشق إن العشق قد صرعت
كفَّـاك مقلتهُ والآن ينصهرُ
ناغي كما شئت أو فاجترْ على وَلَهٍ
إني بَرَأتُ ومـا في مهجتي أثرُ