التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,663
عدد  مرات الظهور : 163,119,729

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > قصص الأطفال
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 01 / 2008, 14 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رباطة جأش

رباطة جأش


حكاية للأطفال


نزار ب. الزين*


أنعم الله على تاجر الأقمشة عبد الرحمن
، بخير النساء ( و هو اسمها ) ،
زوجة شابة لم تتجاوز الرابعة عشر ، بارعة
الجمال ، لطيفة المعشر ، سيدة
بيت من الدرجة الأولى رغم صغر سنها ؛
فمنحها كل حبه و غمرها بكرمه و
رعايته ، و ظلت أيامهما عسلا ، لولا أن
رأى ذات ليلة حلما جعله دائم
السرحان ، فقد رأى فيما يراه النائم ،
شيخا وقورا بملابس بيضاء ، يأمره
بأن يلبي فريضة ربه الخامسة .
قال له الشيخ : " لقد أنعم عليك ربك بالرزق
الوفير ، و بالزوجة الصالحة
، فما يقعدك عن طاعة ربك و الحج إلى بيته
العتيق ؟" .
أصابته حيرة شديدة ، ما كان يؤرقه ليس
فكرة الحج التي لاقت لديه استحسانا
كبيرا ، ما أرقه هو زوجته الطفلة ، فهي
حامل في أولى أشهرها ، و هي
صغيرة على تحمل مشاق السفر الطويل ، و هي
أيضا يتيمة ، فقد توفي
والداها بعد أن زفت إليه بشهرين إثر
جائحة مرضية ، و ليس لديها إخوة
أو أخوات أو أعمام و عمات أو أخوال و
خالات ، فليس من يودعها عنده من
المحارم.
ثم جاءه الفرج على شكل فكرة لمعت في راسه
، فجاره الملقب بالهندي لأنه
معظم بضائعه يستوردها من الهند ، هو جار
في السوق و جار في السكن ، و
منزله بجوار منزله و لا يفصل بينهما سوى
الجدران ، و هو رجل طيب و متدين
و خلوق ، و زوجتاهما متصاحبتان و
تتزاوران باستمرار ؛ إذاً لماذا لا
يوصيه بزوجته و يتكل على الله ؟!
و هذا ما كان ..
توكل عبد الرحمن على ربه و التحق بقافلة
متوجهة إلى الأراضي المقدسة ،
أما زوجة الجار ، فكانت تقضي معظم يومها
عند خير النساء ، و لا تتركها إلا
مع غياب الشمس ..بينما كان زوجها الهندي
يؤمن لها كل لوازمها من السوق .
و ذات مساء ، انصرفت الجارة ، و نسيت خير
النساء أن تغلق الباب وراءها
بالرتاج ، و بينما كانت تصعد إلى الطابق
الثاني حاملة صينية رصت فوقها
طعام عشائها ، إذا بها تسمع صوت حركة
غريبة مريبة آتية من ناحية باب
الدار ، كانت قد وصلت إلى غرفتها فوضعت
الصينية على الأرض على عجل ، و
هرعت نحو النافذة المطلة على الساحة ،
فشاهدت شخصا فارع الطول ، ضخم
الجثة ، أسود البشرة ، يقتحم الساحة ، ثم
يبدأ بالصعود نحوها .
أصيبت برعب شديد ، و لكنها تمالكت نفسها
، و نادت بأعلى صوتها : " من
هناك ؟ " ، فأجابها صوت أجش : " أنا ابن عمك
مرجان الجوعان ! " ثم
أكمل صعوده الدرج غير هياب ، و ما أن
شاهد صينية الطعام حتى دفع خير
النساء بعيدا و جلس القرفصاء ، و أخذ
يلتهم ما في الصينية بدون استئذان
..
ظلت خير النساء مرتبكة و لا تدري ما تفعل
، حاولت التسلل لغرض الهروب ،
فانتتبه إليها و منعها ، ثم أمسك أحد
الأطباق و أخذ ينقر عليه : و هو
يغني بصوت أشبه بالنهيق ، ثم أمرها بأن
ترقص على إيقاع كلمات أخذ يرددها
:
" طبق .. طبق
ياعيني على الطبق
أكلنا ما فيه
حتى ما فيه انمحق
قُدَّامي منثور و حبق
و بدر بنوره لليل فلق
بنت عمي …
مليانات يديك أساور
مليانات ذانيك حلق
و صدرك بالألماس
عم يبرق برق
و يا الله يامرجان
انفر على الطبق
جاءتك السعادة على طبق "
أحست خير النساء بخطورة ما يقول ، و أنه
طامع في ما تملكه من مصاغ ، و
أنه لن يتورع عن ذبحها لتحقيق مآربه ، و
بصعوبة لملمت شجاعتها ..
ثم …
أخذت ترقص و تغني بأعلى صوتها ، مقتربة
من نافذة غرفتها كلما سنحت لها
فرصة :
" يا جارنا الهندي
تعال شوف شو عندي
عندي عبيد اسود
رايد يقتلني "
لم ينتبه إلى كلماتها ، بل تابع يردد
غناءه القبيح " يا الله يا مرجان …
انقر على الطبق .... جاءتك السعادة على طبق
! " ؛ بينما استمرت خير
النساء ترقص و تغني :
" يا جارنا الهندي
تعال شوف شو عندي
عندي عبيد اسود
رايد يذبحني "
انتبهت زوجة الجار ، إلى صوت جارتها خير
النساء ، اقتربت من نافذتها
أكثر ، فتأكدت مما تقوله خير النساء : " يا
إلهي إنها تستغيث بنا !"
همست في سرها ...
ثم ….
سارعت إلى زوجها تخبره ، الذي اقترب
بدوره من النافذة فسمع ما سمعته ..
فما كان منه إلا أن استل سيفه من غمده ..
ثم …..
صعد إلى سطح داره حافي القدمين، و منه
قفز إلى سطح جاره عبد الرحمن …
ثم ……
تسلل على رؤوس أصابعه ، حتى بلغ موقع
الصخب .
و بينما كان ذلك الوحش الآدمي ، لا زال
منهمكا بالقرع على الطبق ، و هو
يغني " طبق ..طبق .. " ، و قد بلغت به النشوة
مبلغها ، عاجله الهندي
بضربة من سيفه أخرسته إلى الأبد .




===================
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و
اللغويين العرب

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 49 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|