التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,837
عدد  مرات الظهور : 162,278,127

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > الموسوعة الفلسطينية
الموسوعة الفلسطينية إعداد و إشراف: بوران شما (أمينة سر هيئة الموسوعة الفلسطينية) نرجو من لديه وثائق هامة يود إضافتها أو استفسار مراسلة الأستاذة بوران شمّا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17 / 09 / 2008, 58 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

علماء الآثار في فلسطين

علماء الآثار في فلسطين :

كانت فلسطين موضع اهتمام ودراسة عدد كبير من العلماء الأجانب منذ وقت مبكر. ويرجع ذلك إلى أسباب عدة, منها مكانة فلسطين لكونها الأرض المقدسة , والحروب الصليبية التي جرت على أرضها , إذ عاد بعدها الغزاة إلى مواطنهم الأصلية يتحدثون عن خيرات البلاد المقدسة وجمالها, والاكتشافات الجغرافية التي جاءت بالكثير من الجديد إلى الشعوب الأوربية , مما نمَى حب الاستكشاف لدى الكثيرين منهم .
هذه الأسباب دفعت المكتشفين والرواد الأوائل إلى الذهاب إلى فلسطين للتعرف على مدنها وقراها وطبيعة سكانها وعاداتهم وتقاليدهم وحضارتهم وتاريخهم, وعلى نباتها وطبيعة أرضها .
وبقي الأمر مقصورا على العلماء الأجانب وقتا طويلا , ولم يتسنَ للعرب الفلسطينيين , كما هي الحال في سائر البلاد العربية , الإسهام في البحوث الأثرية في فلسطين إلا إسهاما قليلا يكاد يكون معدوما, ومرد ذلك إلى الجهل والتخلف. مما أدى إلى عدم وجود الاختصاصيين في هذا الميدان , إضافة إلى عدم رغبة الباحثين الأجانب في إشراك الفلسطينيين واطلاعهم على ما يقومون به من أبحاث.
أ‌- علماء الآثار الأجانب : كان في طليعتهم الباحث الدومنيكي السويسري فلكس شميت فابري الذي جاء إلى فلسطين , وقام بعدة رحلات في الفترة مابين 1480و1483م وكتب وصفا عاما نشر بعد نحو خمسة وسبعين عاما. وجاء بعده في عام 1575م العالم الهولندي لينهارد راوخ وولف , وكتب ملاحظاته حول العلوم الطبيعية والجغرافية ولا سيما علم النبات . وفي نهاية القرن السادس عشر الميلادي قام عالمان, أحدهما بلجيكي اسمه جوهان زولارت والآخر هولندي اسمه جوهان فان كوتفيش , بوضع دراسات ورسوم معمارية للآثار الفلسطينية .
ويلاحظ بعد ذلك , وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين أن الاهتمام بالآثار الفلسطينية دخل مرحلة أكثر جدية وازدادت حركة النشر حولها . ويبدو أن ذلك راجع لاهتمام العلماء المتخصصين بالدراسات اللاهوتية أمثال قواريسميوس الذي قام بدراسات عن الأماكن الدينية بفلسطين عام 1639م, وبيترو ديللا فالي الإيطالي الذي قدم وصفا للرحلات التي قام بها في فلسطين, والفرنسي اليسوعي ميخائيل ناو الذي نشر عام 1679 م, مجموعة من آرائه وتجاربه التي دونها خلال رحلاته. وفي عام 1703م قدم القس البروتستانتي هنري موندريل مزيدا من المعلومات الفنية الغنية بالمواد الأثرية التي جمعها نتيجة لجولاته في فلسطين . ثم انبرى الهولندي أدريان ريلاند ينتقد الدارسين اللاهوتيين الذين سبقوه في مؤلفه الهام "فلسطين من خلال معالمها الأثرية" الذي صدر عام 1709م. وفي عام 1738 م قام الأسقف بوكوك برحلة إلى فلسطين نسخ خلالها مجموعة من النقوش الأثرية , ونشرها مع خرائط ورسوم أخرى .
وقد ازداد عدد أولئك العلماء الذين اتجهوا للبحث والدراسة في فلسطين وآثارها ومعالمها الحضارية في النصف الأول من القرن التاسع عشر , وأخذ أسلوب البحث ينهج نهجا أكثر دقة. ومن هؤلاء العلماء الألماني أورليخ يسبر سيتزن الذي شملت أبحاثه وتقاريره المفصلة مايعرف اليوم بشرقي الأردن , والرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت الذي اكتشف البتراء , وكان بذلك أول رحالة غربي يعرف الشعوب الأوربية بالبتراء عاصمة الأنباط .
لم يكن إسهام العلماء الإنكليز , وإن جاء متأخرا , بأقل من إسهام زملائهم الألمان والهولنديين والإيطاليين والفرنسيين والسويسريين . فقد أرادوا أن يدلوا بدلوهم على غرار زملائهم الأوربيين , فظهرت أسماء إنكليزية , أول مرة في الفترة مابين 1817و1818م, مثل إربي, وجيمس مانجلر .
ولم يتأخر العلماء الأمريكان طويلا عن الركب , فقد قام بعد الإنكليز ببضع سنوات(1828م) اللاهوتي الأمريكي إدوارد روبنسن بصحبة تلميذه إيلي سميث بجولات متعددة , شملت فلسطين والمناطق المتاخمة لها من لبنان وسورية وسيناء, محاولا تثبيت وتسجيل المواقع التي ورد ذكرها في التوراة . وقد نشر نتيجة أبحاثه هذه في كتاب في ثلاثة مجلدات عنوانه "فلسطين: جبل سيناء والبتراء العربية". وعلى ضوء ذلك قام ف.دو ساولسي في الأعوام 1850و1851و1863م بدراسات مشابهة , أتبعها بتنقيبات أثرية مبكرة في عدد من المواقع . لكنه لم يستطع ربط تنقيباته تلك بالنصوص التوراتية. ولم يخفف من خيبة أمله إلا بعض المكتشفات الأثرية التي حملها معه إلى متحف اللوفر . وقد عرف ساولسي هذا بأنه أول منقب أثري في فلسطين .
شهد الربع الثالث من القرن التاسع عشر أهم مؤسستين كان لهما دور بارز في دراسة الآثار الفلسطينية عن طريق استقطاب العلماء ودفعهم للقيام بأبحاثهم الأثرية في ظل رعايتهما . وقد بدأ لأول وهلة أن هاتين المؤسستين كانتا تهدفان إلى دراسة آثار , وطبوغرافية , وجيولوجية فلسطين , بالإضافة إلى دراسة تاريخها الطبيعي وعادات سكانها وتقاليدهم دراسة علمية تختلف عن تلك الدراسات التي سبقتها. لكن الواقع أثبت أنهما أكملتا مابدأه الآخرون . والمؤسسة الأولى , وهي "صندوق استكشاف فلسطين " , تأسست في لندن عام 1865م. أما المؤسسة الثانية فهي" جمعية الاستكشاف الأمريكية " وتأسست عام 1870 م في نيويورك على غرار المؤسسة الأولى .
ولقد رافق ظهور هاتين المؤسستين وغيرهما من الجمعيات الأثرية نشاط كبير في حقل الآثار الفلسطينية . فقد قام كثير من العلماء برعاية تلك الجمعيات وبإشرافها , بأعمال التنقيب والمسح الأثريين .
وكان هدف الجميع المعلن في تلك المرحلة إثبات صحة ماورد في التوراة من حوادث تاريخية وأسماء أماكن , وذلك بالقيام بتنقيبات أثرية في أماكن يعتقد أن أسماءها مطابقة لتلك التي وردت في التوراة .
ولكن مسألة التنقيب عن الآثار واستكشاف فلسطين كانت في حقيقتها ذات غايات سياسية بالنسبة إلى بريطانيا خاصة. فقد أخذ اهتمامها بالشرق العربي, ولاسيما فلسطين, يزداد بسبب تجارتها مع الهند,وقام صندوق استكشاف فلسطين بدور كبير في هذا المجال, إذ تعدت أعماله الغايات الدينية العلمية إلى الأهداف العسكرية السياسية الاستعمارية, بدليل أن معظم الذين تولوا بعثات هذا الصندوق الاستكشافية كانوا من وزارة الحربية البريطانية, ومن سلاح الهندسة الملكية بخاصة, من أمثال كوندر, وبالمر(اللورد) وكتشنر , وولي , ولورنس, وبدليل ازدياد نشاط هؤلاء الضباط في الكشف عن جنوب فلسطين بعد أن ظهرت إلى الوجود مشكلة الحدود الشرقية لمصر, والدفاع عن قناة السويس سنة 1906.
وقد أكد نشاط صندوق استكشاف فلسطين الصلة القوية بين بريطانيا ومشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين تحت الحماية البريطانية . وكانت تذكر دائما في اجتماعات لجنة الصندوق مسألة "عودة اليهود" وشجعت أعمال الصندوق عملية الاستيطان لأنها قدمت صورة مفصلة عن فلسطين . فقد وضع لورنس أوليفانت مشروعا لحل المسألة الشرقية بدعوة اليهود في أوربا إلى الاستيطان في الجانب الشرقي للأردن حتى ينموا موارد الإمبراطورية العثمانية. ورأى كتشنر أن فلسطين هي الأرض التي تخص الشعب اليهودي, ونسب كوندر الفضل في هجرة اليهود إلى فلسطين وتزايد أعدادهم فيها , ولاسيما في القدس, إلى ماكتبه من مقالات وبحوث.
حتى من الجانب الديني البحت, وقع الساعون لإثبات صحة ماورد في التوراة من هؤلاء المنقبين في أخطاء كثيرة لايزال علم الآثار الفلسطينية يعاني منها إلى اليوم. وسيظل يعاني ردحا طويلا من الزمن . ومن أمثلة ذلك أن الكولونيل تشارلز وورن قام برعاية صندوق الاستكشافات الفلسطينية , بحفريات في القدس عام 1867م, ولكن أعماله تلك لم تكن مرضية بسبب عجزه عن تحديد تاريخ دقيق للمباني والفخار الذي عثر عليه . وقام س.كوندر وكتشنر في الفترة مابين 1872و1878م بعمليات مسح أثرية مفصلة , تخدم المصالح الأثرية والعسكرية بآن واحد. وقد نشرت أعمالها في عدة مجلدات , تضم معلومات تفصيلية كثيرة ومركزة عن طبوغرافية فلسطين ومدنها وقراها ومواقعها الأثرية.وبعد ذلك جاء فلندرز بيتري الذي أطلق عليه بعضهم لقب أبي الآثار الفلسطينية , وكان تابعا للمدرسة البريطانية للآثار في مصر, وأجرى تنقيبات أثرية في تل الحسي عام1890م, وحاول من خلال تلك التنقيبات التمييز بين المراحل السكنية معتمدا على البقايا المعمارية المتعاقبة , كما لجأ إلى تصنيف المكتشفات الفخارية على أساس أشكالها. وقد اعتبر هذا تطورا كبيرا في علم الآثار. وفي عام 1927م عاد بيتري مرة ثانية إلى فلسطين ليقوم هذه المرة بتنقيبات في تل العجول(غزة القديمة) إلى جانب تنقيبات في تل حجة إلى الجنوب من غزة , وتل الفارعة في منطقة بير السبع. وخلف بيتري في تل الحسي الأمريكي بلس لمدة ثلاث سنوات, متبعا طريقته في التأريخ مع بعض التعديلات. كما اشترك بلس مع مساعده مكاليستر في تنقيب مواقع أخرى في جنوب فلسطين . مثل تل الصافي وتل زكريا وتل جديدة. لكنهما على الرغم من سيرهما على طريقة بيتري في التنقيب والتصنيف , صنفا مكتشفاتهما تبعا للعصور التوراتية التقليدية التي كانت رائجة حتى عام 1902, مثل :
1) عصر ماقبل الإسرائيليين المبكر: حتى عام 1500 ق.م.
2) عصر ماقبل الإسرائيليين المتأخر: بين عامي 1500و 800ق.م.
3) العصر اليهودي: بين عامي800و300 ق.م.
4) العصر السلوقي: بدءا من 300 ق.م.
إلا أن مكاليستر عَل هذه المصطلحات بعد تنقيباته في تل الجزر في جنوب شرق يافا في الفترة مابين 1892و1909, فقسمها إلى: سامي أول, وسامي ثان, وسامي ثالث وسامي رابع.
وفي عام 1909 قام دونكان مكنزي بتنقيبات في تل الرميلة برعاية صندوق الاستكشافات البريطانية لكن العمل توقف بعد ثلاثة أسابيع بسبب شح الإمكانيات المادية. وفي عام 1918 قام جورج ريسنر بتخويل من جامعة هارفرد الأمريكية بتنقيبات أثرية في أريحا وسبسطية وكان معه فريق مدرب ساعده كثيرا في تنقيباته, وقد خلفه في هذه التنقيبات فيشر ونشرت نتائج أعمال البعثة في سبسطية في عدة مجلدات عام 1924 .
أما أعمال العلماء الألمان والنمساويين الذين نشطوا بعد تحسين العلاقات السياسية مع تركيا صاحبة السيادة السياسية على فلسطين يومئذ, فتركزت غالبا في تل تعنك وأريحا وتل المتسلم (مجدو) . ففي عام 1901 قام البحاثة أرنست سيللين بحملة أثرية للتنقيب في تعنك إلى الجنوب الشرقي من تل المتسلم (مجدو) , وتوصل خلالها إلى اكتشافات هامة, أبرزها اكتشاف اثني عشر رقيما مسماريا تعود إلى القرن السادس عشر أو الخامس عشر قبل الميلاد.
وفي الفترة مابين 1903و1905 ترأس شوماخر الذي سبق أن عمل مع سيللين بعثة أثرية في تل المتسلم (مجدو) . ولكنه وقع في أخطاء جسيمة , وفي عام 1907 تألفت بعثة ألمانية نمساوية مشتركة للتنقيب في أريحا برئاسة سيللين وكارل فانزنغر , وضمت عددا من المهندسين المعماريين ,وظلت تعمل حتى سنة 1909. ورغم مابذله أفراد هذه البعثة من جهد في توثيق المكتشفات ا لأثرية , وقعوا في الأخطاء التي وقع فيها من سبقهم فيما يتعلق بتفسير الآثار وتسميات العصور .
بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء خضعت فلسطين للانتداب البريطاني الذي بدأ , تنفيذا لوعد بلفور , يسترضي الصهيونية العالمية. فأراد تأكيد " الوعد الإلهي" بدعم تاريخي يؤكد صحة الوعد, أي حق الصهيونيين في فلسطين . وقد بادر أول مدير لدائرة الآثار الفلسطينية ,جون جارستانغ , فور تعيينه سنة 1920 إلى تشجيع المؤسسات الدينية والكنسية والجمعيات الأثرية , وحثها على الاستمرار في عملها وفي النهج التقليدي. كما أنشأ مجلسا استشاريا أعضاؤه كلهم من الأوربيين ,ومن بينهم الصهيوني جوزيف كلاوسنر , ولم يضم إلى ذلك المجلس أي عضو عربي , وكان من نتائج السياسة البريطانية نشاط الصهيونيين للوصول إلى الأهداف التي سبق ذكرها. وكان من أهمهم , إضافة إلى جوزيف كلاوسنر , اليعزر بن يهودا, وإليعيزر سوكنيك , وابنه ييغال يادين , وبنيامين مازار, والصهيوني الأمريكي المعروف نيلسون كلوك, والأمريكي أولبرايت , وليون ماير, وميسلر, وغيرهم . وقام ميسلر , بإشراف جمعية الاستكشافات اليهودية بتنقيبات أثرية في موقع الشيخ بريك قرب مدينة الناصرة , كما عمل في سبسطية بالاشتراك مع صندوق الاستكشافات البريطاني الخاص بفلسطين والمدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية في القدس .
ومن أخطر العلماء الذين ساعدوا الصهيونيين بحماسة وليام أولبرايت , وكان من خلال عمله مديرا لمدرسة الأبحاث الشرقية الأمريكية , ينصح ويوجه ويشجع الأعمال الصهيونية خلال خمسة عشر عاما قضاها في إدارة المدرسة. بل تعدى النصح والإرشاد , فاستقبل صهاينة في مدرسته ويسر الإقامة والبحث لهم وأطرى أعمالهم وامتدحهم . وقد خصص الصهيونيون, اعترافا بجهوده , العدد رقم 19 من مجلة (أرض إسرائيل) إحياء لذكراه بعد وفاته .
بذا حول الصهيونيون علم الآثار من علم إنساني ينشد الحقيقة, ويبحث في الإنسان وعلاقاته الاجتماعية , هادفا إلى تقريب المسافات بين الشعوب , إلى علم سياسي عرقي. فأعدوا من أجل الوصول إلى هدفهم ذلك جيشا من الباحثين كان من أنشطهم في الآونة الأخيرة ييغال يادين الذي نقب في مسعدة , وحازور, وبنيامين مازار , ورافي يونان وغيرهم . موزعين بين الجامعة العبرية في القدس , وجامعة بار إيلان في تل أبيب, ودائرة الآثار والمتاحف .
ومن المهم هنا أن نذكر عالمة الآثار البريطانية كاثلين كنيون التي قامت بالتنقيب في أريحا , وكان لها نشاط بارز في حقل الآثار الفلسطينية . فقد تميزت بدقة العمل التنقيبي وكانت تحذر باستمرار من مغبة خطأ الربط بين نتائج التنقيبات الأثرية والحوادث التوراتية . وكان لتحذيرها أثر بالغ في تلامذتها الذين لايزالون يعملون في هذا المجال , ومن أهم هؤلاء هنريكوس فرانكين الذي خالف بجرأة أسلوب البحث التوراتي الصهيوني, وبنى , كما بنت, كاثلين تفسيراته على الشواهد والوثائق الأثرية المكتشفة . ومن مظاهر الاحتجاج على الصهيونيين التي أبدتها كاثلين توقفها عن التنقيب الأثري في فلسطين بعد حرب 1967 .
وهناك كثير من العلماء الذين عملوا في مجال التنقيب والبحث الأثري في فلسطين منهم: جيمس بريتشارد, وكريستال بنيت , وجين برو, وبيتر بار, وكيلسو, ودونسكومب كولت, وكولين بالي, وأليكس مالون, وكالاوي, وعشرات غيرهم .
ومن حسن حظ علم الآثار أن تقدم العلوم الطبيعية وتطبيقها في البحث الأثري ساعدا في تطوير أساليبه , وبالتالي ساعدا في تفهم نتائجه وتفسيرها تفسيرا علميا منطقيا, بعد أن كان يخضع لمفاهيم عتيقة, ويستند إلى روايات لاتخرج عن كونها أساطير في أكثر الأحيان. وتبدد أمام هذه الأبحاث العلمية المنهجية كثير من الزعم الذي استند إلى معلومات توراتية بهدف إثبات حق سياسي مزعوم. فالتنقيبات الأثرية التي جرت في الضفة الغربية من نهر الأردن بعد عام 1952 أكدت أنه لم يعثر على آثار عبرانية تعود إلى الدور الأول من العصر الحديدي, كما أكدت كاثلين كنيون , من خلال تنقيباتها في القدس(1961-1967), أنه لاتوجد آثار معمارية يمكن نسبتها إلى داود أو سليمان, وأن البرج والجزء من السور اللذين أعادهما مكالستر سابقا إلى عهد داود , بنتيجة تنقيباته التي قام بها في الثلاثينات من هذا القرن, إنما يعودان إلى الفترة الهلنستية . أما ماعرف باصطبلات سليمان في تل المتسلم (مجدو) , فقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ليست اصطبلات , ولا تعود إلى زمن سليمان . هذا إلى جانب كثير من الحوادث التوراتية التي أثبتت التنقيبات الأثرية بطلانها. ومن أمثلة ذلك حادثة تدمير أريحا التي تقول كاثلين كنيون فيها:" يستحيل على المرء أن يقرن تدمير أريحا بتاريخ خروج الإسرائيليين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد, فتدمير المدينة يمكن أن يكون بنتيجة هجوم جماعة أخرى من العبريين اللذين يتميز تاريخهم بالتعقيد,كما نعرف. وعليه فالحكاية المثيرة التي ترويها التوراة عن حصار أريحا وسقوطها ليست إلا تعليلا خياليا لمظاهر التخريب فيها". كذلك تتحدث جوديث ماركيت كراوس عن رواية تدمير مدينة العاي (عي) فتقول:" إن الفصلين السابع والثامن من سفر يشوع واللذين يعتبران تاريخين لايخرجان عن كونهما أسطورة". وحول المسألة نفسها يتحدث ج.كالاوي معتمدا على الشواهد التاريخية التي حصل عليها خلال تنقيباته الأثرية في تل العاي, فيقول:" إننا لانستطيع بعد هذا أن نصدق أن تدمير بتيل وتل الدوير وتل بيت مرسيم أو تل القاضي في العصر البرونزي المتأخر نتيجة غزو الإسرائيليين لأرض كنعان". وهذا الرأي يخالف روايات التوراة.
أما جيمس بريتشارد فيؤكد, بعد تنقيبه في مدينة الجيب وبناء على البراهين التي توافرت لديه, أنه لم يكن في الجيب مدينة ذات أهمية زمن يشوع, ويقول:" إن التناقضات الواضحة التي كشفت عنها نتائج التنقيب الأثري في أريحا وعي والجيب, وهي المدن التي تحدث عنها سفر يشوع, تدل على أننا نسير في طريق مسدود في محاولة العثور على شواهد أثرية لإثبات الروايات التقليدية عن الفتوحات الإسرائيلية ".
ويحسم فرانكلن الموضوع بالقول:" لولا روايات التوراة التقليدية لما وجد الأثريون التوراتيون أي تغيير عرقي يذكر في نهاية العصر البرونزي المتأخر".
ويمكن تصنيف علماء الآثار الفلسطينية بعد هذا العرض كما يلي:
1) علماء التاريخ والعلوم الطبيعية الأخرى مثل الجغرافية والنبات. وكان هدفهم دراسة طبيعة الأرض المقدسة أمثال لينهارد روخوولف .
2) علماء التوراة الذين هدفوا من وراء البحث في الآثار الفلسطينية إلى إثبات تاريخية الحوادث والأسماء التي وردت في التوراة . ويمكن أن يقسم هؤلاء إلى فريقين:الأول هدفه بحثي محض كالأب دوفو, ولاب, وديفر. والثاني سخر نفسه لخدمة الأغراض الصهيونية والتجسسية أمثال: أولبرايت , ونيلسون كلوك, وكوندر .
3) العلماء الصهيونيون الذين كان هدفهم إضفاء الشرعية التاريخية على الكيان الصهيوني من خلال البحث الأثري, ومنهم ييغال يادين وبنيامين مازار, وميسلو وأوهاروني ورث أميران وغيرهم .
4) العلماء الأثريون الذين فصلوا البحث الأثري عن روايات التوراة , أمثال كاثلين كنيون , وهنريكوس فرانكلين .
ب – علماء الآثار العرب الفلسطينيون : حين تأسست دائرة الآثار الفلسطينية في ظل الانتداب البريطاني , في أوائل العشرينات , تمكن بعض الفلسطينيين مع الزمن,وهم قلة, من الالتحاق بتلك الدائرة موظفين عاديين . ولكن نباهتهم مكنتهم من الولوج تدريجيا في العمل الأثري, ومن هؤلاء ديمتري برامكي ويوسف سعد وسالم الحسيني . وقد عمل الأول في البداية مساعدا لمفتش الآثار , وارتقى حتى أصبح مفتشا للآثار , ومشاركا في أعمال التنقيب العرضي والموسمي . ثم صار يعهد إليه, بعد أن أثبت مقدرته , إجراء بعض التنقيبات العرضية التي تعقب عادة الاكتشافات الطارئة . وقد قام بالتنقيب عن مدفن في بلدة الظاهرية يعود إلى العصر الحديدي الباكر, ونشر نتائج تنقيبه في فصلية دائرة الآثار , ونقب عن كنيسة من القرن المسيحي الباكر في عين الحنية, وعن كنيسة من العهد البيزنطي الباكر بالقرب من تل السلطان عند أريحا. ونقب كذلك عن خزان قديم للمياه في باحة قصر الحكومة بالقدس, وعن مدفن في وعر أبو الصفا بالقرب من القدس . هذا بالإضافة إلى اشتراكه في عدة مواسم تنقيبية في خربة المفجر . ونشر نتائج دراساته في عدة مقالات في فصلية دائرة الآثار الفلسطينية .
كما نشر ديمتري برامكي دليلا صغيرا للقصر الأموي في خربة المفجر, قامت بطبعه دائرة الآثار الفلسطينية عام 1947 . وكانت أعماله في خربة المفجر من أهم الأعمال التي قام بها في فلسطين , واستطاع, مستعينا بها, أن يعد أطروحته حول ثقافة العصر الأموي بفلسطين . والتحق بعد النكبة بالجامعة الأمريكية في بيروت, ثم أصبح أمينا لمتحفها, وأستاذا للآثار فيها. ونشر آنذاك عدة كتب منها:"الفينيقيون", و" النقود الأموية في متحف الجامعة الأمريكية "و"الفن والعمارة القديمة في فلسطين ", وغيرها. وبقي ديمتري برامكي أمينا لمتحف الجامعة الأمريكية وأستاذا للآثار فيها حتى تقاعده . وثابر على العمل في الحقل الأثري , فترأس بعثة أثرية فلسطينية إلى العراق لإنقاذ آثار سد حمرين, ودرَس في الجامعة اللبنانية .
أما سالم الحسيني فقد قام بعدة تنقيبات طارئة في فلسطين , منها التنقيب عن مدفن صخري في عين يبرود. ونشر نتائجه في فصلية دائرة الآثار الفلسطينية . وقام بمشاركة هاملتون بالتنقيب عن مدفن آخر اكتشف عند تنفيذ الطريق المؤدي من القدس إلى نابلس .
أما يوسف سعد فقد بدأ عمله موظفا صغيرا, وتدرج في عمله حتى أصبح أمينا للمتحف الفلسطيني(متحف روكفلر سابقا) بعد إلحاقه بالمتاحف الأردنية . وبقي في وظيفته حتى الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية عام 1967. ونشر بعض الأبحاث الأثرية .
هؤلاء هم أبرز الباحثين الأثريين الفلسطينيين في فترة الانتداب البريطاني. والملاحظ أن عملهم كان من خلال دائرة الآثار الفلسطينية التي كانت تابعة لسلطات الانتداب , لأنه لم تكن هناك مؤسسات عربية فلسطينية تعنى بشؤون البحث الأثري في فلسطين على غرارماكان موجودا لدى الصهيونيين .
وبعد نكبة 1948, تابعت البعثات الأثرية الأجنبية نشاطها في الضفة الغربية بإشراف دائرة الآثار الأردنية, وبالتعاون مع عدد قليل من أبناء البلاد, ولم تقم أية بعثة عربية بالتنقيب في الضفة الغربية . أما في قطاع غزة فلم تكن هناك أية بعثة أثرية ,عربية كانت أو أجنبية, كما انه لم يكن هناك قسم أو دائرة ترعى شؤون الآثار في القطاع, وبالتالي لم يكن هناك باحثون عرب .
في مطلع الخمسينات أقبل الشباب العربي الفلسطيني , ولاسيما أولئك المقيمون في الضفة الغربية أو في شرقي الأردن, على دراسة الآثار والعمل في دائرة الآثار الأردنية أو في الجامعة الأردنية . ويوجد اليوم عدد من الأثريين الفلسطينيين موزعين في البلاد العربية وفي البلاد الأجنبية . ويعمل أكثر الأثريين الفلسطينيين في الأردن وهو موزعون بين دائرة الآثار وجامعتي عمان وأربد. وكان من أبرزهم الدكتور عوني الدجاني, الذي أصبح مديرا عاما للآثار في الأردن قبل وفاته, وقد عمل مع الباحثة الإنكليزية كنيون في أريحا وتابع دراسته في لندن. ومنهم الدكتور معاوية إبراهيم الذي درس الآثار في ألمانيا الاتحادية , وعمل فترة في دائرة الآثار الأردنية , واشترك في التنقيب الأثري في عدة مواقع, منها سحاب, ودير علا, وقام بعدة دراسات أثرية نشرها في مجلة الحوليات الأردنية وفي عدد من الدوريات الأجنبية. والدكتور محمد خير ياسين الذي درس الآثار في الولايات المتحدة الأمريكية وعمل مدرسا في الجامعة الأردنية, ونقب في تل المزار في الغور . وقد نشر مجموعة من المقالات باللغتين العربية والإنكليزية في الدوريات المختلفة. ومنهم أيضا الدكتور نبيل الخيري الذي درس الآثار في جامعة لندن , ويدرس في الجامعة الأردنية, وقام بتنقيبات أثرية في البتراء . والدكتور عاصم البرغوثي دارس الآثار في الولايات المتحدة الأمريكية . وهو يعمل مدرسا للآثار في الجامعة الأردنية, وقد نقب في موقع جرش .
وهناك محمود العابدي(توفي سنة 1978)ا لذي عمل في دائرة الآثار الأردنية منسقا للآثار , ثم مساعدا للمدير العام, ونشر عددا من الكتب والمقالات التي تناولت الآثار الفلسطينية والأردنية بالبحث, وكان له الفضل في تشجيع عدد من الشبان الفلسطينيين على دراسة الآثار .
ومن الأثريين الفلسطينيين في الأردن الدكتور عدنان الحديدي مدير دائرة الآثار الأردنية العام, والدكتور غازي بيشة, مساعد المدير العام لدائرة الآثار الأردنية.
هذا بالإضافة إلى عدد آخر منهم: محمد المرقطن, وحفظي حداد, ومحمد الجمرة, ونبيل القاضي, ومحمد الغوج.
وهناك قسم أو برنامج للآثار في جامعة بير زيت يقوم بدراسات ميدانية في حقل الآثار الفلسطينية , وبإلقاء المحاضرات, ويوجد متحف للآثار الإسلامية في المسجد الأقصى يقوم على إدارته مروان أبو خلف. كما أن هناك مفتشا للآثار في القدس هو يوسف النتشة. وثمة عدد كبير من المهتمين بصيانة وحماية المباني التاريخية في القدس منهم: إبراهيم دقاق, وعصام عواد, وكامل العسلي, وجمال بدران .
وفي سورية يعمل الدكتور شوقي شعث الذي درس الآثار في جامعة روما, وعمل مدير للمتحف الوطني بحلب ومديرا لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية, ونقب في عدد من المواقع الأثرية السورية , منها تل الفري في حوض الفرات , وتل دينيت في محافظة إدلب, ونشر عددا من الأبحاث الأثرية في ا لحوليات الأثرية السورية. كما يعمل محمد قدور الذي درس علم تقاليد الشعوب في ألمانيا الديمقراطية, ورافق عددا من البعثات الأثرية الأجنبية, واشتغل في متحف التقاليد الشعبية والصناعات الوطنية بدمشق(قصر العظم) . وفي سورية أيضا محمد وفا الدجاني (متوفى) الذي درس الفنون التطبيقية في مصر, وعمل ملحقا فنيا في المديرية العامة للآثار والمتاحف, وساهم في عرض كثير من المعارض والتنقيبات الأثرية, ورافق عددا من البعثات الأثرية , واشتهر بصنع التماثيل المقولبة .
وعمل زمنا في المملكة العربية السعودية كل من الدكتور إبراهيم قوا سمة وعادل عياش, ثم انتقل الأول إلى إحدى البلدان العربية , وأما الثاني فقد هاجر إلى كندا .
ومن الأثريين الفلسطينيين الدكتور إبراهيم أبو غوش الذي درس الآثار في تركيا, وعمل فترة من الزمن في مركز التخطيط بمنظمة التحرير الفلسطينية , كما اشترك في البعثة الأثرية الفلسطينية إلى العراق للتنقيب في سد حمرين وعمل في جامعة الرياض. والدكتور أحمد البحيصي الذي درس الآثار في جامعة وارسو ببولونيا, واشتغل في العراق ثم في جامعة الرياض .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علماء - ق ق ج نزار ب. الزين القصة القصيرة جداً 5 09 / 08 / 2025 14 : 01 AM
من مذكرتي حول تحطيم الآثار الآشورية نصيرة تختوخ كلـمــــــــات 2 02 / 03 / 2015 27 : 01 AM
علماء الآثار في ’’اسرائيل’’ بين تقويض الصهيونية ونفي وجود الأنبياء مازن شما بين التوراة الحقيقي و السطو على تراث المنطقة ( أبحاث) 1 23 / 06 / 2012 33 : 10 PM
المركز اليتيم لدراسات ترميم الآثار هدى نورالدين الخطيب آثار ومكتشفات 1 19 / 09 / 2009 48 : 11 AM
مدارس ومؤسسات بحث الآثار في فلسطين بوران شما الموسوعة الفلسطينية 1 23 / 09 / 2008 57 : 08 AM


الساعة الآن 54 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|