الإبداع وهامش الحرية
[align=justify]
هل نحتاج حقا إلى الحرية كي نبدع ؟؟ وهل هي حرية متوفرة في الوطن العربي أم أنها مجرد وهم نسعى إليه ونقنع أنفسنا بوجوده ، كل في بلده ، من باب كيل المديح للحاكم في هذا البلد على أساس أنه يعطي الحرية المطلقة ، بينما ترزح الدول العربية الأخرى في ظلمات الكبت والخوف وما إلى ذلك؟؟ لنتفق بداية ، ودون حاجة إلى الكثير من الضحك على الذقون والكذب على الذات والآخرين ، أننا في البلاد العربية دون استثناء نفتقد مقومات الحرية ، وإن ملكنا كمبدعين جزءا من هذه الحرية ، أو جزءا من هذا الجزء ، فإننا نضيعه بخوفنا وخشيتنا من كل شيء ، مؤثرين أن نأخذ في كيل المديح وصف المعلقات متغنين بمحاسن الحاكم ، وكأنه جاءنا منزها من كل عيب .. وإذا أردنا أن نتحدث بصراحة عن همومنا وخوفنا وخشيتنا ، صدرنا كتاباتنا للمجلات والصحف التي تهتم بنشر كل شيء له علاقة بالحريات وحقوق الأدباء والمبدعين ، لكن بعيدا عما يمس صاحب السعادة أو الفخامة أو الجلالة في البلد الذي تصدر فيه المطبوعة ، على أساس أن الجميع في بلاد العرب أوطاني مخطئون باستثناء من تصدر المطبوعة في بلده .. ومثل هذا النشر يحقق الكثير من الفوائد ، للمبدع أولا كونه يأخذ المكافأة على كتابته بالدولار ، وكونه يدعي الشجاعة بشتم الحريات في البلد الذي يعيش فيه ، وللجهة الناشرة ثانيا كونها تأمن جانب هذا الكاتب الذي سيتحدث عن كل شيء إلا عن البلد الذي سافرت مقالته إليه ، ولأنها تستطيع ادعاء النزاهة بنشر كل شيء دون تفريق من باب الحرية المعطاة للمبدع المظلوم المسكين ، طبعا دون أن يمس هذا الكل شيء صاحب الجلالة أو الفخامة أو أصغر وزير في هذا البلد ، إذ أن الحرية ذات مقاييس خاصة جدا ، ومن يريد أن يلتزم هذه الحرية المشروطة عليه أن يكون في غاية الشجاعة ، وفي غاية الفصاحة وصف الشتائم، لكن المهم أن يبقى بعيدا عن مس ذقن أي مسؤول في البلد الذي تصدر فيه المجلة أو الصحيفة ، لنقف على أكبر عملية تزييف للحريات تمارس باسم الحريات ، وكان الحرية هنا مجرد قميص يفصل بقياسات خاصة وشكل خاص ، ودائما بنصف كم .. حتى تبقى الحرية معلبة ومصدرة حسب الطلب .. !!.. أو ليس الشجاعة أن نكتب ما نريد وأن نقبض من الدولارات ما يفيض ويزيد ؟؟!!..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|