[align=center]
لا أريد ان أندد ،ولا أريد ان أشجب ، ولا أريد ان أستعطف القلوب الأدمية ، ولا أريد ان أجتر الذكريات الأليمة، ولا أريد ان ارمي اللوم على أحد ،
كل ما أريده تبرير ، تبرير لما يحدث في غزة ،
هذا كل ما اريد.
حقي كآدمية اذا مازال للأدمية معنى حتى يومنا هذا ان اعرف تبرير واحد لكل ما يحدث
للفرح مبررات وللحزن مبررات وللجنون ايضاً مبررات، وبما إن ما يحدث في غزة هو الجنون بعينه فأنا أريد تبريراً لما يحدث.
أريد تبريراً من أي آدمي لديه بعض من ضمير أو أثار نخوة مازالت عالقة على أطلال إنسانيته
أريد تبريراً لحملة الإبادة الجماعية لأبناء غزة
أريد تبريراً لإغتيال كل مظاهر الحياة في غزة
أريد تبريراً للبلادة التى اصبحت تغزونا كبشر كصقيع الأسكيمو فجمدت كل مشاعر الإحساس فينا
أريد تبريراً لظلام البصيرة الذي ارخى سدوله علينا فأصبحنا نتخبط في عبثية مخجلة
أريد تبريراً لإنخفاض منسوب القومية والشهامة والكرامة وعزة النفس الى اخره من شمائل اصبحنا نسمع عنها ولا نعيش تفاصيلها
أريد تبريراً لحملنا صفة آدميين ونحن في هذه الحالة الغريبة من التبلد المخزي
اشعر بالخزي والعار لأنني عاجزة عن مؤازرة الصامدين كالقلاع في غزة،
اتمنى ان نصاب كلنا بعمى البصر حتى يكون عندنا مبرر لعجزنا وعدم قدرتنا على الوقوف الى جانب اخواننا في غزة ولنجرب الظلام الذي فرض عليهم وعلى مرأى من الجميع.
كل ما أريده تبرير للجنون الأدمي الذي يضرب غزة حتى لا أفقد ما تبقى من إنسانيتي،
سلوى حماد
[/align]