كرامات الحزن
من سواك .. يا بارع الحزن
جاء إلى الكلمات المناوئة..
من صعقات الشوق
وقوة الحب.
ثم مال على جوى القلب
وحطب القصيدة
أحرق فبما أحرق
أكوام حبات الرمل
وصلى الليل كله
بنار الأيام الحقودة
و ما أن اهتدت وحشة القدر
إلى قوس النأي
حتى لاذت بالصمت
و جردت ثوب التيه
عن عبقات اللفظ
و حالفت هشاشة المطلق
في الرؤيا
رسمت بأسها على نهود
تسبح في عارم اللذات
ورقصت فوق أنفاسها السنون
أكلتها الأصوات السالبة
على وقع دكّات النفس "القرمطي"
وبرهان الأبد.. بالليل
***************
من سواك.. يا هذا المشتاق
لعناق الزمن
يعرف جيدا الذي سوّاها
وبسط سحر قلبها
و حباها
ببخور الفارق الشائع
بين أرضها... وسماها
بين مرمر جيدها الشقي
و"سقياها"
في طوق نحرها المستنجد
بعبث النخلات
وغربة شذاها
***************
يا هذا التاعس...الناعس
في قماط ترّهاتك
و في ما اتفق والشجن البحري
دع اللغة تفعل ما تشاء
و ترتكب المعاني
تصنع الأشياء
وتغمر طوفاني
خلي صوتك الملعون
يلامس أركان الجنون
في خدر المعبودة
ويدخل صلاة الجسد المائي
من حضن طيبات الأرض
واحتفالية كرامات الحزن
طفل أنت
يعشش في لهاث مغشوش
يرتب خشوع الفوضى...وينطلق
أم تحسب أن للريح مضارب أخرى
تضع وزر التعب
غير صدرك الضيق بالحلم
لتوهم النسيان.. انك مازلت قادرا
على الحب
وعلى قيد الحياة أيضا
***************
أفق يا هذا المبلوع من رأسك
وحتى القدمين
افتح في الخيانات عينيك
و ثبت اللازم من الإدراك
المبلل بتهاويل الزمان
على ساعات انزياح الوجوه الكالحة
المربوطة إلى نبرات الإسفلت المتألم
أكمل هتك عري الأيام
"واعمراه"...
أتدري الموت كيف تلقاه
وكيف سينبجس الكلام من الأسطر
المكنّسة الوجوه
ويلج الموج المرتد إلى آخر
قوافل الذكريات اللعوب
بحر للغد...
ليتعلّق الصفر على الجدار
و يشبع رحيل
و حين يمنح قطر الحزن روحه
لمقهى الغرباء
ستعرف الغناء
و تمزج مسكة الحب
و يشيع قدرك يا آخر الأنبياء
المختار الأحولي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|