موجة حارة
موجة حارة
قال لها أن من حسن الطالع أن يصادف انكسار الموجة الحارة يوم إجازته من عملة الثاني
تجاوز نظرتها الغير فاهمة والغير راضية .
أسلم عينيه للجدار المقابل . ساعة الحائط تشير الى السادسة الا الربع .
خشى ان يسود الصمت فقال ان الجو لم يزل حارا رغم اقتراب المغيب .
لم ترد . واصل ثرثرته . حكى عن زملاء العمل الحكومى وصراعهم على الترقيات الشحيحة , وعن زملاء العمل الثانى فى مكتب المحاسبة , وأغلبهم من شاغلى الوظائف الحكومية لكن السحن تبدو فى المساء مختلفة عنها فى نهارات الوظائف .
تركته داعية الطفلين للاستحمام . اقترح أن يعد الشاى على موقد السبرتو . قال ان البوتاجاز يسلق الشاى ويغير طعمه , و هو يتوق لشرب كوب شاى مختلف .
أو ضحت له مكان السبرتو والموقد . خرج بهما الى البلكون . لم يكن البلاط ساخنا فالزوجة مسحته قبل سويعه .
أنزل السلة مناديا البقال :
- بجنيه فول سودانى
- لم ينسى إحضار طبقين فارغين . واحد يفرغ فية قرطاس الفول السودانى والاخر للقشر ايضا لم ينسى الكاسيت . تحيرى امام الاشرطة . أنهى الحيرة بشدة أحدها دون اختيار ضغط الزر وافترش البلاط , واشعل عود ثقاب . وضع البراد على الموقد بينما أم كلثوم تحكى عن الموجة التى تلاحق الموجة . غنى معها :
- تضمها وتشتكى حالها
أتت الزوجة بالطفلين . ابتسمت قائلة :
- عشان اية الجو دة ؟
ابتسم مشيرا لها ان تجلس الى جانبه . فعلت . تعارك الطفلان على حبات الفول السودنى . نثرا القشر فوق البلاط فصرخت امهما مؤنبة الاب :
- حرام عليك منذ الصباح وانا مثل الددبان واقفة , وقبل ان استريح دقيقة تحول الشقة الى سويقة .
باعتياد ابتلع غضبها , حاول أن يتضاحك
فصحح لها :
- قولى ديدبان ولا تقولى ددبان .
- لم ترد . تشاغلت بلملمة القشر . ولما وصلت يدها الى الكاسيت أخرسته .
اعلن غطاء البراد عن نضج الشاى فهتفت بحدة :
- الشاى طلع .
أنزل البراد , أطفأ الموقد . صب الشاى . رشف بتلذذ :
- أحسن شاي تشربية شاي السبرتاية .
ردت :
- عاملة ثقيل كأنك متغذى بخروف مش بطاطس مقلية .
صامتا واصل رشف شايه . لم يخبرها ان الطعم تغير . أصبح مرا . غادر البلكونة الى الصالة صوب طلقات الريموت نحو التلفزيون . لم يبق من نشرة اخبار السادسة الا انباء الطقس . لم يفاجئة الاعلان عن بدء موجة حارة جديدة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|